«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



7 مقاتلين سكندريين ل «الشروق»: هزمنا إسرائيل قبل ساعة الصفر
نشر في الشروق الجديد يوم 07 - 10 - 2013

وكأن الرئيس الراحل أنور السادات كان يطّلع على الغيب، عندما قال: «ربما جاء يوم نجلس فيه معاً لا لكى نتفاخر ونتباهى، ولكن لكى نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلاً بعد جيل، قصة الكفاح ومشاقه، ومرارة الهزيمة وآلامها، وحلاوة النصر وآماله»، فبرغم مرور 40 عاما، على حرب السادس من أكتوبر، ولاتزال دفاترها مليئة بالأسرار، وسيرتها مضرب العظة والعِبر.. نصر سقط لأجله شهداء فسطروا بأيديهم تاريخا مجيدا من البطولات يُروى حتى قيام الساعة،.. وأبطال قُدر لهم أن يحيوا بيننا يتلون علينا أوراد العزة والنصر، ويعلمون أجيالا جديدة، أن الفوز على الأعداء لا يمنحه الله للمتواكلين، لكنه مرهون بالعلم، والتدريب، والإتقان.
بعض من هذه البطولات التى استبقت العبور، وواكبته، يرويها ل«الشروق» 7 مقاتلين، من أجيال مختلفة، بعضهم شارك ضمن مجموعة «39 قتال» التى فجرت «ميناء إيلات»، بقيادة أسد الصاعقة الشهيد، إبراهيم الرفاعى، والبعض الآخر، تولى عملية «إغلاق مضيق باب المندب»، التى ساهمت فى شل حركة ملاحة بحرية إلى إسرائيلية، بالإضافة لتدمير «الحفار»، بجانب معارك «رمانة» و«مطار الطور»، و«لسان التمساح».
واحد من هؤلاء السبعة الأبطال، هو على أبوالحسن، ضابط صف، لقبه أصحابه ب«المقاتل الفذ»، و«الجوكر» و«الجمل» و«فهد سيناء» نظرا لشجاعته الفائقة فى تنفيذ عمليات فدائية قام بها من خلال مشاركته مع المجموعة «39 قتال»، والتى فتحت أبواب النصر بعد نكسة 1967، سعت إسرائيل على إثر إلى معرفة أفرادها وأعلنت عقب حرب أكتوبر عن أسماء ثلاثة منهم كمطلوبين أحياء أو أمواتا، وهم، إبراهيم الرفاعى، وعلى نصر، بالاضافة للمقاتل أبوالحسن.
البطل علي أبو الحسن
ولد المقاتل أبوالحسن وتربى فى منطقة رِأس التين بالإسكندرية، وتطوع فى القوات البحرية عام 1958، بعدما ترك دراسته بالصف الثانى الثانوى التجارى، ليلتحق بوحدة الضفادع البشرية، ثم الصاعقة البحرية، حتى أصبح له تاريخ من العمليات الفدائية التى أوجعت العدو.
أبوالحسن فتح خزائن أسراره، مستهلا شهادته مع «الشروق» بالحديث عن المجموعة 39 قتال التى شارك فيها، ونفذت أكبر العمليات خلف خطوط العدو وهى ضرب ميناء إيلات، بهدف إفساد الروح المعنوية للعدو، وهزيمتها قبل ساعة الصفر، وقال: «قبل حرب أكتوبر، منعت الإجازات، وبدأنا نكثف التدريبات بشكل كبير، وفى يوم 5 أكتوبر جاءت الأوامر بسد فتحات أنابيب «النبالم» فى مياه القناة والتى كانت إسرائيل وضعتها لإشعال سطح القناة عند محاولة عبور جنودنا، وفى صبيحة 6 أكتوبر جاءت أوامر أخرى لمقر
المجموعة 39 بالقاهرة بتحرك ستة أفراد منها إلى المطار، من الوهلة الأولى ظننا أنها مجرد عملية استطلاع لكون هذا العدد قليلا على تنفيذ عملية، إلا أنه لدى دخولنا المطار فوجئنا بإجراءات مشددة، وكان اللقاء الذى جمع بين إبراهيم الرفاعى، وعلى نصر، قائدى المجموعة بالقيادة العليا وأتوا إلينا ليخبرونا قائلين: «اليوم يوم الفرح الكبير».
ويضيف أبوالحسن: فرحنا بتلك اللحظة التى انتظرناها طويلا، وتحركنا فى ثلاث مجموعات، كل 2 فى طائرة وانطلقت بنا وهبطت فى ميناء سفاجا لتناول الإفطار مع أذان المغرب، ثم جاء الأمر بتدمير ثلاثة حقول بترول فى سيناء، كانت المسافة بين كل منهما نحو خمسة كيلو مترات، ودمرناها بنجاح وتحولت الحقول إلى جهنم، برغم سقوط صواريخ العدو على رءوسنا، لكن فرحتنا لم تكتمل لأننا فقدنا الطائرة الثالثة بعد ضربها بصاروخ استشهد على إثره العريف أحمد مطاوع، وأسر اللواء محمد فؤاد.
ويرى أبوالحسن أن من أصعب المواقف التى تعرضوا لها بعد تنفيذ العملية بنجاح، أثناء عودتهم ودخولهم إلى القاعدة، حيث اعتقد الجنود أننا أعداء، لأننا ذهبنا بثلاث طائرات وعدنا ب2 فقط، كما أن الطيار جلال النادى، قائد الطائرة الأولى حاول أن يقوم بحركة تحية عند وصوله للقاعدة فاعتقدوا أننا نهاجمهم، مما اضطرنا للهبوط قبل المطار ب50 كيلومترا حتى جاءت طائرة أخرى وحملتنا، ولم تكن تلك العملية هى الأخيرة للمجموعة 39 فقد ظللنا نقاتل على أرض سيناء منذ لحظة اندلاع الحرب فى 6 أكتوبر وحتى نوفمبر 1973
لم تكن هذه العملية الوحيدة للمقاتل أبو الحسن، ومجموعة 39، فهناك عمليات أخرى ضربت عمق إسرائيل، وألهبت ظهر العدو، بجانب عمليات أخرى فى سيناء منها، رمانة، ومطار الطور، ولسان التمساح، وغيرها من عمليات كسر الروح المعنوية للعدو.
وبرغم أن أبو الحسن، صف ضابط، إلا أنه حصل على وسام نجمة سيناء، من الطبقة الأولى وهو أعلى وسام عسكرى تم منحه بعد العبور، وحاز قبلها على وسام الشجاعة ثلاث مرات، بجانب نوط الجمهورية، ووسام الشجاعة الليبى.
رسالة كيسنجر لأنور السادات
توصف عملية إغلاق مضيق باب المندب، بأنها أكبر العمليات التى ساعدت على شل حركة الملاحة البحرية إلى إسرائيل خلال الحرب، كانت تل أبيب تستورد من طهران نحو 18 مليون طن من النفط عبر مضيق باب المندب، تستخدم بعضها وتصدر الجزء الأكبر إلى أوروبا، وخلال فترة الحصار لم تدخل ناقلة نفط واحدة إلى خليج العقبة حتى أول نوفمبر، إلا عندما سمح الرئيس أنور السادات بذلك مقابل إيصال الإمدادات إلى الجيش الثالث المحاصر فى شرق القناة، تم ذلك عقب قيام وزير الخارجية الأمريكى الأسبق، هنرى كيسنجر، بنقل رسالة للرئيس أنور السادات مفادها ضرورة فك حصار باب المندب، مقابل توصيل الإمدادات للجيش الثالث.
اللواء مصطفى منصور، بطل موقعة حصار باب المندب، يحكى تفاصيل القصة ل«الشروق» ويقول إن «التفكير فى إغلاق باب المندب بدأ عقب نكسة 1967 حيث كان ضمن مجموعة الخطط التى كان يعدها الجيش، ولكن العملية لم تنفذ إلا بعد تحديد ساعة الصفر فى 6 أكتوبر 1973 عندما تم التحرك فى شهر أغسطس 73 نحو ميناء عدن «وكنت حينها قائدا لمجموعة مدمرات بحرية، وأشعنا حينها أن ميناء عدن مجرد محطة نقف فيها حتى الوصول لموانئ باكستان لعمل عَمرة للسفن وهذا أمر معتاد كان يتم كل 6 أشهر، وحاولنا جاهدين عدم لفت الأنظار نحونا بأى سلوك حربى يدل على حالة الاستعداد، وكنا نقوم بعمل تدريبات روتينية كل يوم ونلعب كرة قدم».
ويستكمل منصور: «قبل العبور بأسبوع تلقيت تعليمات بساعة الصفر، فعقدت اجتماعا على الفور مع قادة المدمرات وحددت لهم مهامهم، ولم يكن يعرف تفاصيل المهمة إلا القادة فقط ولم يعلم الجنود بها إلا بعد التحرك لميناء عدن للحفاظ على سرية العملية، وحينها بدأت روح الشجاعة والتحفز تظهر على الجنود انتظارا لساعة الصفر وظلوا يرددون، الله أكبر».
«رفعنا درجة الاستعداد القصوى، وتحركنا من ميناء عدن فى الساعة التاسعة صباحا وحتى الوصول إلى باب المندب فى الثانية ظهراً وبدأنا حصاره ومنع أى سفن تحمّل سلع أو بترول من العبور إلى إسرائيل»، يواصل منصور سرد تفاصيل لحظة تنفيذ العملية والمشاكل التى واجهتهم، «كنا نطلق طلقات مدفع أمام أى سفينة تحاول التحرك حتى تتوقف وتمت المهمة، وبريطانيا كانت أول من علم بالأمر وعلى الفور أعلنت أن الميناء منطقة حرب وأرسلت سفنها لاستطلاع ما يحدث».
ويضيف منصور: «على الرغم من وقف إطلاق النار فى 24 أكتوبر لم نعد إلى القاهرة إلا فى يونيو 1974 وذلك لأن وقف إطلاق النار لا يعنى انتهاء الحرب، ولأننا كنا نريد الضغط على الجيش الإسرائيلى بعد قيامه بمحاصرة الجيش الثالث والسويس».
وينهى اللواء منصور شهادته «عندما التقيت هنرى كيسنجر فى عام 1978 وعلم أننى قائد عملية حصار باب المندب فقال لى «إن تلك العملية من أكبر أسباب انتصار الجيش المصرى فى الحرب لأنها كانت وسيلة ضغط على إسرائيل».
متفجرات محمد نسيم تصل داكار
أنور عطية، البطل الحقيقى لعملية تدمير الحفار، التى تعد واحدة من أنجح العمليات الخاصة التى قامت بها المخابرات المصرية عندما علمت بأن إسرائيل استأجرت حفارا للتنقيب عن البترول فى خليج السويس، وكان القرار هو تدميره على وجه السرعة.
عطية ابن الإسكندرية يروى تفاصيل العملية، «فى نهاية عام 1969 حين كنت رائداً بالمخابرات الحربية ومسئولا عن البحرية الإسرائيلية فرع المعلومات، نمى لعلمى عزم إسرائيل استئجار حفار أمريكى للتنقيب عن البترول المصرى فى خليج السويس، تتبعنا أخبار هذا الحفار الذى رسا بميناء داكار بالسنغال حيث كانت تسحبه قاطرة هولندية.
ويواصل: «أبلغت مدير المخابرات الحربية بالواقعة، فأرسل لى أنى مدعو لإلقاء محاضرة عن الحفارات البحرية فى هيئة الخدمة السرية بالمخابرات العامة، واكتشفت أنها لم تكن محاضرة ولكن كان هناك اجتماعا على أعلى درجة من السرية، ويضم رئيس هيئة الخدمة السرية فى المخابرات العامة، ورئيس هيئة المعلومات والتقديرات، وأحد ضباط المخابرات الحربية وكان متخصصاً فى أعمال النسف والتدمير.
ولضمان نجاح العملية، يقول عطية: «تم اختيار مجموعة من الضفادع البشرية، والاستعانة بألغام تم تطويرها من القوات البحرية المصرية، بإضافة ساعة توقيت لها على أن تسافر مجموعة التنفيذ بمسميات مختلفة، بحيث يسافر كل فرد فيها بصفة تختلف عن الآخر، ونتسلل إلى الميناء الموجود به الحفار ونضع الألغام تحت جسمه لتفجيره.
جمع عطية المعلومات الدقيقة عن الحفار «كينتنج 1» والمناطق المتوقع الوجود فيها، ومعلومات عن منطقة الساحل الإفريقى الغربى بأكمله، بجغرافيتها، وبدأ مع النقيب فتحى أبوطالب المتخصص فى النسف والتدمير وضع خطة تدمير الحفار وتلغيمه وتم تقسيم فريق قوة الهجوم المكون من سبعة أفراد إلى مجموعتين، الأولى مكونة من أربعة أفراد تتوجه إلى باريس، والثانية تتوجه إلى زيوريخ.
ويستكمل عطية: «كان من المقرر أن نحمل معنا أربعة ألغام وستة أجهزة تفجير من القاهرة إلى داكار، مع الوقوف ترانزيت بمطار أمستردام لعدم وجود خطوط طيران مباشرة بين القاهرة والدول الإفريقية وقتها، وكنت أنا الذى سيحمل الألغام على أن تتوجه المجموعتان بطريقة فردية إلى داكار وبعد ليلة واحدة تتم العملية حسبما وضعت الخطة».
وتابع: عقب اختيار مجموعة التنفيذ تم نقلها لمنزل آمن بالقاهرة لمدة ستة أيام لحين لحظة التنفيذ وبدأنا فى تلقينهم شخصياتهم الجديدة التى سينتحلها كل منهم وتدربوا على التعامل مع بعضهم بها وبالأسماء الجديدة.
ويتحدث العقيد عطية عن بعض الصعوبات التى واجهتهم، «كان قائد المجموعة يقوم بإعداد الألغام والمعدات الخاصة بالتفجير وتفاصيل الخطة، جاءتنا معلومة تؤكد خروج الحفار من ميناء داكار إلى جهة غير معلومة، ليتم تأجيل العملية وعودة الأفراد إلى القاهرة عن طريق زيوريخ وحينها نشطت أجهزة المخابرات المصرية المختلفة فى تجميع المعلومات عن الحفار، وبعد عشرة أيام جاءت المعلومات تفيد بأن الحفار لجأ إلى ميناء أبيدجان فى ساحل العاج، وكان محمد نسيم من المخابرات العامة ذهب قبلها إلى باريس، ومعه بعض المعدات التى ستستخدم فى تنفيذ العملية ليصل إلى أبيدجان، مما أتاح له أن يلقى نظرة شاملة على الميناء من الجو، واكتشف وجود منطقة غابات مطلة على الميناء، تصلح كنقطة بداية للاختفاء والتحرك، حيث لا يفصل بينها وبين الحفار سوى كيلومتر واحد».
ويضيف: «بعد ساعات من تحديد مكان الحفار كانت المجموعة المكلفة وصلت إلى أبيدجان، وتقرر أن تتم العملية فى مساء 7 مارس 1970، وهى الليلة التى كان الأهالى هناك يحتفلون حتى الصباح برواد الفضاء الأمريكيين، وبعد الاستطلاع الدقيق للميناء، تم وضع الخطة التفصيلية لتنفيذ الهجوم على الحفار، وفى منتصف الليل تماما، تم تجهيز الألغام وضبطها، على أن تنفجر بعد ثلاث ساعات من نزع فتيل الأمان، وفى الرابعة صباحاً وصل أفراد المجموعة إلى منطقة العملية واتجهوا فى خط سير الحفار حتى وصلوا إليه ونجحوا فى تثبيت الألغام الأربعة وعادوا إلى الشاطئ ومنه إلى الفندق لتجميع متاعهم والتوجه للمطار فى الساعة الثامنة وهى لحظة انفجار الألغام، وعلموا بالخبر قبل إقلاع الطائرة».
اللغة النوبية.. شفرة المراسلات الحربية
المقاتل أحمد إدريس، ابن النوبة والمقيم بالإسكندرية، يؤكد أنه صاحب فكرة إدخال اللغة النوبية كشفرة للمراسلات فى فترة الحرب حيث اقترح الفكرة على الرئيس السادات فقال له توكل على الله، حتى سميت فيما بعد ب«شفرة النصر» حيث عجز العدو الإسرائيلى عن فك رموزها حتى بعد انتهاء الحرب.
يقول: «نشأت وتربيت على عادات أهل النوبة القديمة وتعلمت لغتها جيداً، وبعدما انتهيت من التعليم، تطوعت بالجيش عام 1954 فى قوات حرس الحدود والتى كانت تضم سودانيين ونوبيين، ووقتها تدربت عسكرياً لمدة ثلاث سنوات على أدوات مختلفة من الأسلحة وأجهزة اللاسلكى وانتقلت لأكثر من مكان فى خدمة حدود مختلفة فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر.
ويروى الحاج إدريس كما يلقب، قصة شفرة اللغة النوبية والتى كان قد قدمها كفكرة للرئيس السادات عام 1971 ونفذها بالفعل وكان يتم الاستعانة به لترجمة مراسلات وتعليم آخرين من زملائه فى المهام السرية كيفية فك شفرة باللغة النوبية حتى أصبحت مع الوقت لغة المراسلة الأساسية، وظلت تستخدم حتى بعد حرب أكتوبر.
واحد من مجموعة النمور
اللواء عبدالحميد السباعى، ابن الإسكندرية، التحق بالقوات البحرية عام 1964 وكان له دور بارز فى حرب 73 حيث كان ضمن النواة الأولى فى تكوين المجموعة 39 قتال ضمن فصيلة الصاعقة البحرية والتى سميت بمجموعة «النمور»، وله تاريخ حافل فى العديد من عمليات الإغارة والاقتحام وزرع الألغام والقصف بالصواريخ، بالإضافة لعمليات الاستطلاع والكمائن.
بطل أكتوبر يثأر لشقيقه فى النكسة
اللواء عبدالله بركات، التحق بالكلية الحربية عقب استشهاد شقيقه الأكبر فى نكسة 1967 رغم اعتراض والدته وخوفها من فقدانه هو الآخر، لكن والده شجعه ودعمه من أجل المشاركة فى استعادة النصر لمصر.
اشتبك بركات، بحسب ما رواه، مع قوات العدو أكثر من مائتى مرة، حيث كان يقوم بالضرب بالطيران والمدفعية فى العمليات الحربية، وأتى نصر أكتوبر ليثأر لأخيه ويعيد إلى نفسه روحا معنوية مستقرة، بعد شعوره بثقل الهزيمة والرغبة فى رد ضربة قوية للعدو الإسرائيلى.
إكرام ولطفى لبيب.. شقيقان فى حرب أكتوبر
إكرام لبيب
إكرام لبيب ابن الإسكندرية كان أحد ضباط الجيش الذين شاركوا فى صناعة نصر أكتوبر هو وشقيقه الفنان لطفى لبيب حيث كان حينها برتبة رائد احتياطى وتمركز فى الحرب بمنطقة غرب القناة «جنوب البحار» فى حين وجد شقيقه بالجيش الثالث. ويروى إكرام أنه كان ضمن الأسرى الذين ألقت القوات الإسرائيلية القبض عليهم بعد وقف إطلاق النار يوم 24 أكتوبر، حيث كان يعانى من حالة نفسية سيئة وقتها ليس لأسره فقط ولكن لظنه أن شقيقه لطفى قد قُتل فى الحرب حتى علم بعد إطلاق سراحه أن شقيقه كان ضمن الجنود المحاصرين بمنطقة الضفة الشرقية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.