على طريقتها الخاصة تريد «حركة الشباب المجاهدين الصومالية»، الجهادية المتمردة، تطبيق "شرع الله وسنته" في بلد فاشل يعاني فقرًا وحربًا أهلية منذ الإطاحة برئيسه محمد سياد بري عام 1991. الحركة تبنت الهجوم المتواصل على المركز التجاري بالعاصمة الكينية نيروبي، والذي أسقط حتى أمس أكثر من 60 قتيلا وحوالي 300 جريح، وأعاد إلى أذهان الإدارة الأمريكية "خطورة التهديد الذي يمثله المتمردون الصوماليون"، وفقًا لوزير الخارجية الأمريكي، جون كيري. من رحم "اتحاد المحاكم الإسلامية" (المعارض)، خرج "الشباب المجاهدين" عام 2006؛ لقتال القوات الإثيوبية التي دخلت الصومال لتقاتل مع الحكومة الضعيفة ضد قوات المتمردين في الجارة الصومالية. وسهل الوضع المزري للبلاد مهمة الحركة، وحصدت تأييد الكثيرين ممن يتبعون الفكر الصوفي، وذلك بعد أن وعدت الحركة الشعب الصومالي بإحلال الأمن الذي طال غيابه. سيطرت الحركة على العاصمة مقديشيو، وعلى الجزء الجنوبي من البلاد، وعملت على تطبيق الشريعة، من قطع يد السارق إلى رجم الزاني، وهدم المزارات والأضرحة. ثم تمكنت قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام، المؤلفة أساسًا من جنود كينيين وأوغنديين، من إجبارهم "الشباب المجاهدين" على الخروج من العاصمة عام 2012، ومنذاك وهم يتمركزون في القرى. الحركة، التي يرأسها مختار الزبير، ترتبط بعلاقات مع تنظيم القاعدة، الناشط في كينيا وأوغندا، لمواجهة النفوذ الإسرائيلي، ونفذت القاعدة عمليات كبيرة، كالهجوم على مطاعم في أوغندا عام 2010؛ ردًّا على وجود قوات لها داخل الصومال، والهجوم على السفارتين الأمريكيتين في نيروبي ودار السلام عام 1998؛ ما أوقع قتلى وجرحى. ولا توجد أعداد موثقة للمنتمين إلى "الشباب المجاهدين"، لكن مصادر مخابراتية غربية ترى أن عددهم يتجاوز العشرة آلاف، بينهم المئات من الصوماليين، ولاسيما من العراق وأفغانستان وبريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية. ويتردد أن إريتريا هي الداعم الرئيس للحركة؛ جراء اشتراكهما في العداء لإثيوبيا، حيث يشن "الشباب المجاهدين" هجمات على القوات الإثيوبية داخل الصومال. وقدرت الأممالمتحدة التمويل الذي حصلت عليه حركة "الشباب المجاهدين"، بين عامي 2006 و2011، بحوالي 70 مليون دولار.