«الوضع الذى يعيشه قطاع السياحة فى الوقت الحالى هو الأصعب فى العصر الحديث» بحسب وصف هشام زعزوع، وزير السياحة أحوال القطاع فى الوقت الراهن، مشيرا إلى أن نظرة العالم الخارجى والأسواق المصدرة للسياحة الآن أسوأ من نظرته عند وقوع حادث الأقصر عام 1997 والذى راح ضحيته عشرات السياح الأجانب. «وقتها العالم الخارجى اعتبر أن ما تواجهه مصر قوى متطرفة وتفهم الموقف، الآن الصراع السياسى وعدم استقرار الحالة الأمنية يزيد موقف مصر أمام العالم تعقيدا»، على حد قول زعزوع خلال حوار له مع الشروق عبر الهاتف. وأشار وزير السياحة إلى أنه منذ اندلاع ثورة 25 يناير تعرض عدد من السائحين لمضايقات ولأول مرة يتم اختطاف سائحين، ويتم قطع طرق سياحية كما حدث فى طريق أبوسمبل، وطريق الاسكندرية الصحراوى، وأدت هذه الحوادث إلى احتجاز سائحين على الطريق. كان عدد من الدول قد أصدر تحذيرات إلى مصر عقب أحداث 30 يونيو منها السوقان الألمانية والروسية، كما حذرت ايطاليا مواطنيها من السفر إلى مصر وقامت، عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة، بترحيل عدد من السائحين كانوا متواجدين بمنطقة الساحل الشمالى، «وهو ما يعد رسالة سلبية للغاية وتعنى أن المقصد السياحى به خطر كبير» على حد تعبير زعزوع. وكشف الوزير عن تراجع حركة السياحة الوافدة إلى مصر فى أغسطس الماضى ب80% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضى، بينما تراجعت الحركة فى يوليو ب45% عن نفس الفترة من 2012. «كل أسواقنا الرئيسية شهدت تراجعا فى الحركة فيما عدا السوق الإنجليزية التى لم تصدر حظرا بالسفر إلى مصر» تبعا لوزير السياحة. واعتبر الوزير أن إعلان شركتى «توى» و«توماس كوك»، وهما من كبرى الشركات السياحة التى تجلب سياحة إلى مصر عن إرجاء رحلاتها حتى نهاية سبتمبر «قرار يدعو للقلق»، مشيرا إلى أن هذه الشركات من جنسية ألمانية «وهناك انتخابات برلمانية تجرى الآن ومن الصعب اتخاذ أى قرار بشأن السياحة إلى مصر، وأتوقع أن يتم رفع الحظر عن مصر بنهاية الشهر». وكانت هذه الشركات قد أعلنت عن إرجاء رحلاتها بعد فض اعتصامات انصار الرئيس المعزول محمد مرسى حتى 15 سبتمبر ثم عادت ومدت الحظر حتى نهاية الشهر. وكشف الوزير عن أن هناك شركات من السوق الألمانية هى «إف تى أى»، «إى تى أى» و«در تورز» قررت استئناف رحلاتها إلى مصر بعد منتصف الشهر الجارى. وأكد الوزير على أنه لم يكن بمقدوره التحرك ومخاطبة الأسواق الخارجية قبل أن تهدأ وتيرة العنف فى الشارع المصرى وتستقر الأوضاع ولو نسبيا، مشيرا إلى أن الوزارة بدأت فى إعداد خطة تحرك سريعة لمواجه تراجع أعداد السياحة. وبحسب زعزوع، فإن أول محور فى الخطة يعتمد على استعادة الحركة من الأسواق الرئيسية وهى روسيا، وألمانيا، وايطالية وفرنسا وانجلترا، مشيرا إلى أنه سيسافر إلى انجلترا يومى الخميس والجمعة، وبعدها سيسافر إلى روسيا مع وزير الخارجية نبيل فهمى، وسيتم عقد لقاءات مع رجال السياسة والسياحة، حيث سيعقد لقاءات مع كبرى شركات السياحة الروسية وهى «تيز تورز»، و«بيجاس تورز»، و«ببيلوس»، وهى الشركات التى تجلب نحو 90% من السياحة الروسية إلى مصر. وأضاف زعزوع أنه سيشارك فى معرض للسياحة فى ألمانيا سيقام الشهر القادم يحضره كبرى شركات السياحة الألمانية، مشيرا إلى أنه يستهدف من المشاركة مخاطبة الرأى العام من خلال وسائل الإعلام الألمانية. كما سيتم «عمل حملات إعلانية بمحطات المترو، وعلى الأتوبيسات» تبعا لزعزوع، مضيفا أن وزارة السياحة ستزيد من الدعم الذى تقدمه لشركات الطيران العارض (الشارتر)، حيث كانت تقدم الدعم للرحلة بعد امتلاء 65% من مقاعد الطائرة، «سننزل بالسقف حتى 40% حتى أبقى على الطلب إلى السوق المصرية».