دخل عبدالفتاح إبراهيم، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، الذي جاء في التشكيل الجديد لمجلس إدارة الاتحاد، محمولا على الأعناق، بين العشرات من أعضاء النقابة العامة للغزل والنسيج، إلى مبنى الاتحاد، وسط اعتصام العشرات من أنصار المجلس المعزول، والنقابة العامة للنقل البري، التي كان يرأسها رئيس الاتحاد في التشكيل القديم، جبالي المراغي، حيث كثفت قوات الأمن إجراءاتها لمنع الاحتكاك بينهم وبين أنصار إبراهيم. وقال المعتصمون، إنهم لن يغادروا مقر النقابة العامة في الطابق الثاني من الاتحاد، ولن يحاولوا افتعال أي مشاكل، ولن يتنازلوا عن مطالبهم بعودة المراغي رئيسا للنقابة العامة للنقل البري، والإصرار علي بطلان التشكيل الجديد لمجلس إدارة الاتحاد. وتحرك مئات من أعضاء النقابة العامة للغزل والنسيج، اليوم الأحد، من مقر النقابة في شبرا إلى مقر الاتحاد في شارع الجلاء، ليمكّنوا الرئيس الجديد من ممارسة أعماله من الاتحاد بدلا من النقابة، التي استمر يمارس مهامه بها منذ يوم الخميس الماضى، وهو نفس اليوم الذي اعتمدت فيه وزارة القوى العاملة والهجرة التشكيل الجديد. وبمجرد وصول أتوبيسات وسيارات المسيرة، والعشرات من الذين ارتادوا المترو، بدأ الأنصار في الهتاف، «أهو أهو أهو رئيس الاتحاد أهو»، و«عمال أحرار هنكمل المشوار»، وكانت في انتظارهم خارج الاتحاد سيارة أمن مركزي وأخرى للشرطة «بوكس»، والعديد من القيادات الأمنية التي انتشرت على الرصيف المقابل للاتحاد وداخله، لمنع المتظاهرين من الاحتكاك بالمعتصمين من أنصار المجلس المعزول. وجاء التشكيل الجديد لمجلس إدارة الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، على هامش اجتماع مجموعة من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد في تشكيله القديم، واتفقوا على إعادة تشكيل الاتحاد، وبالفعل تم إخطار النقابات العامة الأربع والعشرين بترشيح ممثلين لها في المجلس الجديد، وأصدروا بيانا بالتشكيل الجديد، وتم إرساله لوزارة القوى العاملة والهجرة، حيث اعتمده رسميا الوزير، كمال أبوعيطة. وخلال المؤتمر العمالي الذي عقدته النقابة العامة للغزل والنسيج قبل الانطلاق للاتحاد، طالب عبدالفتاح إبراهيم، الحكومة الحالية بالاجتماع العاجل مع مجلس الإدارة الجديدة، مشيرا إلى أن أحمد المسلماني، مستشار رئيس الجمهورية، يسعى للاجتماع مع مختلف الأحزاب السياسية، ويتجاهل الاجتماع مع العمال ونقاباتهم. وتعهد في حديثه بالمطالبة بحد أدنى للأجور، يقاس على أساس سلة الطعام والخدمات، وتعديل قانون العمل الذي وصفه بأنه سيئ السمعة، وتعديل التشريعات الخاصة بالتأمين الصحى والاجتماعى لضمان معيشة لائقة لعمال مصر الذين شاركوا في ثورة «25 يناير و30 يونيو». وطالب «إبراهيم»، الحكومة بوضع خطة وجدول زمني محدد بإعادة تشغيل المصانع، وعودة الشركات الصادرة بحقها أحكام قضاء للقطاع العام، فضلًا عن عودة العمال المفصولين، كما طالب بعقد اجتماع فورًا مع رئيس الوزراء، حازم الببلاوي، رافضًا التعددية النقابية، مشيرًا إلى أنه سيتجه لرفض أي قانون يفرض التعددية النقابية. وفي كلمته التي ألقاها في قاعة الاجتماعات الكبرى بالاتحاد، توجه «إبراهيم»، بالشكر إلى «المراغي» على مجهوده الذي بذله في الاتحاد خلال فترة توليه رئاسته، مضيفا «هذه سُنّة الحياة، ونحن جميعا نتمسك بعملنا النقابي لخدمة العمال وخدمة مصر». وخلال كلمته التي استمرت ما يقرب من نصف الساعة، كان الحضور يرددون هتافات بين الحين والآخر، منها «الشعب والجيش إيد واحدة»، و«بنحبك يا سيسى» عندما شكر «إبراهيم» القوات المسلحة وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسى، فضلا عن بعض الهتافات «عمال مصر إيد واحدة». وبالتزامن مع تلك المسيرة والمؤتمر، كان جبالي المراغي، يشارك في الاجتماع التحضيري الأول للجنة الخمسين المكلفة بتعديل دستور 2012 المعطل مؤقتًا، بعد أن تم اختياره للمشاركة في اللجنة كرئيس للاتحاد العام لنقابات عمال مصر.