فى الوقت الذى تدور فيه التوقعات حول تأثر عملات الأسواق الناشئة بتقليص الولاياتالمتحدة لخطة التحفيز الكمى، ليس من المتوقع أن يتأثر الجنيه المصرى بهذه الإجراءات فى الأجل القصير بفضل قيام البنك المركزى الأربعاء الماضى بطرح استثنائى للعملة الامريكية بلغ 1.3 مليار دولار، إلا أن العملة المصرية قد تتأثر بتلك التطورات العالمية فى الأجل المتوسط، وفقا للخبراء. «هذه الخطوة من الولاياتالمتحدة، من الطبيعى أن ترفع قيمة الدولار، وتخفض قيمة باقى العملات أمامه، ولكن الطرح الاستثنائى للدولار الذى قام به البنك المركزى، قضى على أثر هذه الخطوة على الجنيه، لأنهم جاءوا فى نفس التوقيت»، وفقا لعالية ممدوح، محللة الاقتصاد الكلى لشركة التجارى الدولى للاستثمار. ولكن الموقف قد يختلف على الأجل المتوسط، كما يوضح محمد مكرم، محلل عملات «خطة التحفيز الأمريكية كانت تعتمد على طبع عملة بشكل زائد فى السوق لشراء السندات، مما يترتب عليه انخفاض قيمة العملة، وفى حالة التوقف أو تخفيض قيمة البرنامج، يحدث العكس» مشيرا إلى أن هذه التطورات قد تدفع الدولار للارتفاع فى الاجل المتوسط الأمر الذى قد يضعف من وضع الجنيه المصرى فى مواجهته، إلا إذا استطاع الاقتصاد المحلى أن يحسن من أدائه مما يدعم العملة المحلية». وبدأ البنك المركزى، منذ ديسمبر الماضى، تنفيذ آلية جديدة من خلال قيامه بطرح عطاءات دورية لشراء أو بيع الدولار الأمريكى FX Auction لاستهداف المحافظة على احتياطى النقد الأجنبى، والجدير بالذكر أن إجمالى قيمة العطاءات التى طرحها البنك المركزى بلغت ما يزيد على 3.958 مليار دولار من خلال 99 عطاء دوريا، بالإضافة إلى 1.6 مليار دولار من خلال العطاءات غير الدورية خلال شهرى أبريل ومايو الماضيين. وتوقعت ممدوح أن يستمر الجنيه فى الصعود، مع طرح البنك المركزى للدولار يوم الاثنين القادم، الطرح رقم 100، ولكن ليس بنفس النسبة، «ربما 0.2 أو 0.3%، وليس أكثر من 1% كما حدث يوم الأربعاء»، ولكن ممدوح أكدت ضرورة عدم الإفراط فى التفاؤل فيما يخص واقع الجنيه، على الرغم من دور المساعدات العربية فى دعم الجنيه المصرى. وأبدت ممدوح تخوفها من انخفاض قيمة الجنيه فى حال توجيه ضربة عسكرية لسوريا «فى هذه الحالة سترتفع قيمة وارداتنا خاصة البترولية، وبالتالى يضعف الجنيه مع انخفاض احتياطاته، ويقل سعره». وكان البنك المركزى المصرى قد أعلن الخميس، عن ارتفاع الاحتياطات النقدية للبلاد، خلال شهر أغسطس الماضى، بنحو 34 مليون دولار، ليصل إلى 18.91 مليار دولار، مقابل 18.88 مليار دولار خلال يوليو الماضى