نشأته وسط أسرة مفككة وظروف معيشية قاسية ووضع مالى متردٍ أثقل كاهله بالديون، كانت الدافع وراء ارتكاب السائق المتهم بقتل موظف على المعاش بالمقطم، الذى يقول إنه حاول التغلب عليه بشتى الطرق ولم يجد بابا أمامه إلا طرقه بحثا عن لقمة للعيش ليطعم أسرته، لكن الفشل كان مصيره، فتحول مع مرور الأيام إلى شخص ناقم على الحياة، ينظر إلى الناس بحقد وغل. وأضاف، فى محضر الضبط المحرر بمعرفة ضباط قسم شرطة المقطم، إن حياته القاسية جعلته كارها لمن حوله، وأن عمله كسائق كان بالكاد يلبى بعض متطلبات اسرته، وكان دائم التفكير فى سبيل للخروج من أزماته المالية المتكررة وسداد ديونه، حتى هداه تفكيره لارتكاب جريمة قتل المجنى عليه، ممدوح دسوقى محمد، 59 عاما مدير شئون العاملين بالمعاش، لعلمه بثرائه، حيث كان دائما التردد على شقته. تنكر المتهم، 30 عاما، للمعاملة الطيبة التى كان يلقاها من المجنى عليه، ومساعدته المالية الكثيرة له، وقال: «لم أقصد قتله بل أردت تخويفه لسرقة بعض المصوغات الذهبية والمبالغ المالية لسداد بعض المديونيات»، مضيفا، فيما نسبه إليه محضر الضبط، إنه تلقى اتصالا هاتفيا من المجنى عليه منذ أسبوع يطلب منه الحضور الى شقته للخروج لمقابلة أحد أصدقائه فذهب إليه مسرعا مستقلا سيارته واستل معه سكينا لارتكاب ما خطط له، وعند اقترابه من منزل المجنى عليه أخفى السكين فى ملابسه وصعد الى الشقة، وطرق الباب فوجد المجنى عليه جالسا بمفرده وعلم ان زوجته لم تعد من عملها، فطلب منه أن يستريح قليلا وخلال جلوسهما غافله وأخرج السكين وسدد له طعنة فى صدره، فحاول المجنى عليه مقاومته حتى تمكن من استخلاص السلاح منه وسدد له طعنه بالسكين فى بطنه دفاعا عن نفسه، لكنه تمكن من الاستحواذ على السكين مرة أخرى وعاجله بعدة طعنات فى الرقبة فارق على اثرها المجنى عليه الحياة. زجاجة برفان وتابع المتهم فيما نسبته إليه أقوال المحضر، إن حالة أشبه بالجنون انتابته بعد أن شاهد المجنى عليه غارقا فى دمائه حيث تجمد فى مكانه ووقف بجوار الجثة مذهولا للحظات لا يدرى ماذا يفعل للتخلص من فعلته لكنه استيقظ من غفوته سريعا وقرر ترك جثته فى صالة الشقة وراح يبحث فى أرجائها على شيء ثمين يسرقه فلم يعثر على اية مصوغات ذهبية او مبالغ مالية فجن جنونه ورفض ان يبرح المكان دون الحصول اية متعلقات ثمنا لجريمته فلم يجد امامه سوى الهاتف المحمول وجهاز ريسيفر وكاميرا تصوير وزجاجة برفان داخل غرفة النوم، فخرج مسرعا ويديه ترتعشان، تاركا السكين ملوثا بالدماء بجوار جثة المجنى خوفا من اكتشاف فعلته وإلقاء القبض عليه، ثم بدأ يشعر ببعض الألم فى بطنه جراء طعنة المجنى عليه، لكنه استقل سيارته مسرعا وعاد إلى شقته وظل داخلها يلوم نفسه على ما ارتكبه من جرم على ان تم القبض عليه وبحوزته المسروقات. الزوجة المكلومة اكتسى وجه زوجة المجنى عليه، 56 عاما موظفة بمركز البحوث الزراعية، باللون الشاحب واتشحت بالسواد، وقالت فى التحقيقات إنها فوجئت خلال عودتها من العمل وعقب فتح باب الشقة بجثة زوجها ملقاة على أرضية الشقة غارقا فى دمائه فلم تتمالك أعصابها واطلقت صرخة تجمع على إثرها العشرات من الأهالى حتى سقطت مغشيا عليها من هول الفاجعة مشيرة إلى أن الأهالى قاموا بإبلاغ الشرطة لمعرفة مرتبكى الحادث واتهمت الزوجة السائق بقتل زوجها مطالبة بإعدامه. فريق بحث وبانتقال قوة أمنية بقيادة المقدم أحمد هدية، رئيس مباحث القسم شرطة المقطم، تبين أن جثة المجنى عليه مسجاة على ظهرها بصالة الشقة ويرتدى ملابسه كاملة وبها إصابات عبارة عن جرح بالصدر وثلاثة جروح بالرقبة وتم العثور على سلاح أبيض «سكين» ملوثة بالدماء وتبين من المعاينة وجود بعثرة بمحتويات الشقة وسلامة منافذها وعثر على مشغولات ذهبية ومبالغ مالية كاملة داخل دولاب حجرة النوم وتبين سرقة هاتف المحمول الخاص بالمجنى عليه وجهاز ريسيفر وكاميرا تصوير وزجاجة برفان. وأمر اللواء اسامة الصغير مدير أمن القاهرة بتشكيل فريق بحث لضبط مرتكبى الحادث وكشف غموضه واثناء تنفيذ الخطة وردت معلومات إلى العميد عصام سعد مدير المباحث الجنائية اكدتها أقوال شهود العيان وتحريات المباحث ان وراء ارتكاب الواقعة المتهم السائق فتمت مداهمة منزله والقبض عليه وبحوزته المسروقات.