أثار إعلان وزارة الداخلية القبض على القيادى الإخوانى المهندس سعد الحسينى، بمنطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، حالة من الجدل والانقسام فى محافظة كفر الشيخ، التى عمل الحسينى كمحافظ لها قبل أن يستقيل فى 4 يوليو الماضى اعتراضا على عزل الرئيس السابق محمد مرسى من منصبه. وأكد مؤيدو ضبط الحسينى، أنه كان ضروريا القبض عليه بعد سقوط قيادات الإخوان الواحد تلو الآخر، وعلى رأسهم المرشد محمد بديع، ومحمد البلتاجى، وصبحى صالح، وآخرون. بينما يرى المعارضون أن القبض على المحافظ السابق بهذه الطريقة لن يجدى فى شىء لكونه أدى عمله بتفانٍ وإخلاص حتى آخر لحظة، وترك العديد من الإنجازات الشاهدة على حسن أدائه فى جميع أنحاء المحافظة. وقد عين المهندس سعد الحسينى القيادى بجماعة الإخوان المسلمين بمحافظة الغربية ورئيس لجنة الموازنة السابق بمجلس الشعب المنحل محافظا لكفر الشيخ فى 1/9/2012 بقرار من الرئيس المعزول محمد مرسى، وبمجرد أن أعلن خبر تعيينه قامت عاصفة من القوى الثورية والسياسية بالمحافظة التى عبرت عن رفضها للحسينى باعتباره أحد كوادر جماعة الإخوان. لكن الحسينى طلب الاجتماع مع القوى السياسية الثورية المختلفة بكفر الشيخ، ودعاهم إلى التعاون والاتحاد فى قيادة المحافظة، وأكد لهم أن مكتبه مفتوح للجميع، حتى جاءت أزمة الإعلان الدستورى الشهير فى شهر نوفمبر من العام الماضى، حيث اشتد العداء والتناحر بين المحافظ وبين القوى السياسية والثورية التى قامت بحشد أنصارها أسبوعيا للتظاهر أمام مبنى المحافظة مطالبين بإقالة الحسينى وعدم أخونة المحافظة. ومنذ تعيين الحسينى محافظا، شرع فى إقالة جميع أنصار النظام السابق، وتعيين كوادر وقيادات حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان بالمحافظة فى مختلف المناصب القيادية بالمحافظة. ويرى مؤيدو القبض على الحسينى، أن أخونة مناصب المحافظة بدأت بإقالة مدير مكتب المحافظ جمال حجاب، الذى استمر فى منصبه 10 سنوات ليستبدل به الإخوانى المهندس الشحات حجازى، ليكون الواجهة فى ملاقاة كل الضيوف، كما استعان المحافظ بسكرتير خاص له يدعى محمود الصعيدى، والذى عمل من قبل مديرا لمكتبه أثناء وجوده فى مجلس الشعب. كما قام الحسينى باستصدار قرار من وزير التنمية بتعيين المهندس سعيد سعد، نقيب المهندسين بكفر الشيخ، وأحد رموز الإخوان بالمحافظة، ليكون سكرتيرا مساعدا للمحافظة، ثم قام بتعيين أيمن حجازى المتحدث الرسمى باسم حزب الحرية والعدالة مستشارا إعلاميا للمحافظ، ثم قام بتعيين الدكتور مجدى سليم رئيس حزب النور بالمحافظة مستشارا لشئون الثروة الحيوانية والسمكية. وأما عن رؤساء المدن، فقام الحسينى بتعين 9 رؤساء مدن من أصل 11 من كوادر جماعة الإخوان بالمحافظة، كما تم تعين 12 نائب رئيس مدينة منتمين وموالين لجماعة الإخوان المسلمين والتيار الإسلامى بكفر الشيخ، ثم قام بتعين وكيل وزارة التربية والتعليم ونائبه ومديرى الإدارات التعليمية، ووكيل وزارة التموين، ومديرى الإدارات التموينية بالمحافظة من كوادر حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين بالمحافظة. وعندما قامت مظاهرات يوم 30 يونيو جلس الحسينى فى مكتبة رافضا الخروج من الديوان العام للمحافظة حتى منتصف الليل رغم محاصرة المتظاهرين للمبنى واقتحام ساحته حتى تدخلت قوات الأمن والجيش وأخرجته من الأبواب الخلفية حفاظا على حياته، وظل الحسينى يدير المحافظة لعدة أيام عبر التليفونات، حتى تقدم باستقالته من منصبه اعتراضا على عزل الدكتور محمد مرسى من منصبه.