غطى اللون الاحمر بورصات مصر والعرب والعالم، نتيجة توقعات بشن عملية عسكرية مرتقبة على سوريا من قبل الولاياتالمتحدة وحلفائها، وذلك على أثر اتهامات لنظام الأسد باستخدام أسلحة كيمياوية ضد معارضيه فى ريف دمشق الأسبوع الماضى. هذا فى الوقت الذى وصل فيه سعر أوقية الذهب، مخزن القيمة الأفضل، لمستويات قياسية، كما ارتفع سعر برميل البترول لمستويات هى الأعلى منذ شهور، بسبب التخوف من توسع الصراع ليشمل الشرق الأوسط، مخزن النفط الأول فى العالم. «الواقع المصرى يدفعنا للصعود، ولكن السوق يتحرك بناء على الواقع السورى»، قال هانى توفيق، العضو المنتدب لشركة النعيم، تعليقا على هبوط المؤشر الرئيسى للسوق المصرية EGX30 ب 2.09%، وهو الانخفاض الأكبر منذ قرار فرض حظر التجول فى منتصف الشهر الحالى. «لدينا حالة من التفاؤل بالداخل، فهناك سيطرة واضحة للجيش على مقاليد الامور، وخارطة طريق مستقرة، وقوة الإخوان تضعف مع الوقت، وهو ما دفع السوق للصعود خلال الشهرين الماضيين»، وفقا لتوفيق. كان المؤشر الرئيسى للبورصة المصرية قد ارتفع 15% منذ 30 يونيو وحتى جلسة الأحد الماضى، قبل الهبوط الكبير الذى شهدته جلستا أمس وأمس الأول، قبيل اجتماع قادة 10 جيوش فى عمان لدراسة التدخل بسوريا. ولم يقتصر الهبوط على البورصة المصرية حيث حققت البورصات العربية، خاصة الخليجية، مستويات قياسية فى الهبوط، حيث انخفض المؤشر السعودى، تداول، ب 4.12% فى جلسة أمس الأول، مسجلا أكبر خسائر فى عامين، قبل أن يرتفع بشكل طفيف فى جلسة الأمس، كما انخفض مؤشر إمارة دبى، DFMGI، ب 7.01%، فى جلسة أمس الأول، ليهبط لأدنى مستوياته فى شهر، قبل أن ينخفض مرة أخرى فى جلسة أمس ب 1.30%، كما انخفض مؤشر إمارة أبوظبى، بأكثر من 2% يوميا، وانخفضت مؤشرات الأردن وقطر وعمان بأكثر من 2%. «نظام الأسد ليس فى معزل عن باقى دول المنطقة، ومن الممكن تدخل ايران وروسيا، وفى حالة حدوث حرب شاملة فى المنطقة، بالطبع سيخرج الاجانب»، وفقا لتوفيق. وبالنسبة للسوق العالمية فقد انخفضت مؤشرات جلوبال داو جونز الأمريكى، وجلوبال داو يورو العالمى وفايننشال تايمز اس اى الانجليزى، وداو جونز سى بى ان الصينى، والمؤشر اليابانى JPY خلال اليومين السابقين، ولكن بمعدلات أقل من المؤشرات العربية. بينما ارتفعت أسعار الخامات فى البورصات العالمية لمستويات قياسية، حيث ارتفع الذهب للجلسة الخامسة على التوالى، أمس الأربعاء، ليصل سعر الاوقية إلى 1433.31 دولار، وهو أعلى مستوى منذ 14 مايو، أكثر من ثلاثة أشهر، باعتباره الملاذ الامن للمستثمرين وقت الازمات. «الزيادة العالمية تؤثر علينا فى التو، لأننا نشترى الدولار بالسعر العالمى، ونستطيع بيعه بالسعر العالمى أيضا»، وفقا لرفيق العباسى، رئيس شعبة الذهب والأحجار الكريمة باتحاد الغرف التجارية، مشيرا إلى أن الوضع المحلى لا يدفع لزيادة الأسعار. وأكد العباسى أن سعر الذهب فى الفترة القادمة سيتحدد حسب الوضع الاقتصادى والسياسى فى العالم «سيرتبط السعر بانتظام امدادات البترول واسعاره، وخطط التحفيز الاقتصادى الامريكية، وخطط الدول لزيادة أو تقليص مخزونها من الذهب، وبالطبع القضية السورية»، وفقا للعباسى. وارتفع سعر أوقية الذهب ب 100 دولار، من 1320 دولار إلى 1420دولار خلال الشهر الماضى. وبالنسبة للبترول، صعدت عقود مزيج برنت 2.13 دولار فى جلسة الأمس إلى 116.39 دولار للبرميل وهو أعلى مستوى فى ستة اشهر وبعد ان سجلت أمس الأول الثلاثاء أكبر مكاسب ليوم واحد منذ اكتوبر 2012.