انخفاض أسعار الحديد فى السوق المصرية، ووجود الحديد التركى كلاعب رئيسى فى تحديد سعر الحديد داخل السوق المصرية، لن يستمرا طويلا، بحسب توقعات تقرير بنك الاستثمار «بلتون» وتأكيدات بعض المصنعين. «وكلاء شركات الحديد التركى فى السوق المصرية، سوف ينسحبون، وسوف تسترد مجموعة عز الدخيلة حصتها السوقية، فى السوق المحلية»، كما ذكر تقرير بنك «بلتون» للاستثمار، والذى صدر مساء أمس الأول. برر «بلتون» خروج وكلاء شركات الحديد التركى من السوق المصرية، بارتفاع أسعار الخردة فى السوق العالمية. وقال تقرير «بلتون» إن البنك اتصلت بأكبر وأهم تجار الحديد الأتراك فى لندن، والذين أكدوا أن أسعار الخردة ارتفعت لتصل إلى 300 دولار للطن. وأضاف التقرير أن المخزون الحالى من الخردة لدى الشركات التركية، يرجع إلى تعاقدات سابقة تمت بأسعار 480 دولارا للطن، بينما تزداد فى الوقت الحالى أسعار الخردة. «المصانع التركية تعانى ارتفاع الكلفة، فى نفس الوقت فإن مجموعة عز الدخيلة تقوم بخفض أسعار الحديد نظرا لانخفاض تكلفة خام الحديد لديها»، تبعا لبلتون، الذى يعتبر أن التكلفة المنخفضة للإنتاج عند مجموعة عز تمكنها من خفض سعر الطن إلى 2700 جنيه. وكانت مجموعة عز الدخيلة قد أعلنت عن خفض سعر الطن خلال شهر يوليو ب150 جنيها، ليصل سعر الطن إلى 2900 جنيه للطن تسليم المصنع مقابل 3050 جنيها فى شهر يونيو، ضمن سلسلة انخفاضات بدأتها الشركة من فبراير الماضى، ليتراجع سعر الطن مقارنة ب3750 فى يناير الماضى، وهو ما برره المحللون بالمنافسة مع الحديد التركى، التى أجبرت الشركة على تخفيض السعر. كانت شحنات من الحديد التركى قد بدأت فى الدخول إلى السوق المصرية منذ بداية العام الحالى، «ليصل حجم الشحنات المستوردة من الحديد التركى إلى 1.400 مليون طن من بداية العام» كما جاء على لسان ونيس عياد عضو غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات. «تحسن الأسواق العالمية يعنى أن يجد الحديد التركى، أسواق أغلى من مصر يمكن من خلالها أن يحقق المستوردون أرباحا أكثر» تبعا لعياد. ويتوقع عياد أن يرتفع سعر خام الحديد على مستوى العالم، ليصل إلى 550 دولارا للطن، خلال شهرين على الأكثر، مع تعافى الأسواق العالمية. ويتفق بلتون مع عياد لكنه لا يتوقع أن يتم هذا الارتفاع على المدى القصير. «إذا ارتفع سعر طن الحديد المصرى بنحو 200 جنيه سيظل الحديد التركى موجودا فى السوق المصرية. لكن إذا ظل الحديد المصرى عند الأسعار الحالية، سيخرج الحديد التركى من السوق المصرية إلى الأبد»، كما جاء على لسان وليد جمال الدين، رئيس غرفة صناعة مواد البناء باتحاد الصناعات. «على المدى البعيد لن يتواجد الحديد التركى، فمع تعافى الأسواق العالمية، سيجد الأتراك فرصة لتحقيق أرباح أكثر»، تبعا لرئيس غرفة مواد البناء.