منذ أيام قليلة، بدأت محطات التلفزيون المصرية الرسمية الناطقة باللغة العربية بعرض شعار جديد بالوان العلم المصري في احدى زوايا شاشاتها يقول - باللغة الانجليزية - إن "مصر تحارب الارهاب." اما قناة اون تي في الخاصة، التي تتخذ موقفا مؤيدا للجيش، فقد بدأت بتزويد مشاهديها في الغرب بترجمة مباشرة بالانجليزية لبرامجها الاخبارية والحوارية. ويبدو ان الحكومة المؤقتة والجيش قد قررا اطلاق حملة علاقات عامة تستهدف الغرب بشكل رئيسي. فمن الواضح ان الحكومة والجيش يشعران بحساسية كبيرة ازاء الانتقادات التي صدرت عن الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي للشدة التي استخدمتها السلطات في التصدي للمظاهرات والاعتصامات المناوءة للاطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي. وكان وزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسي قد ادلى امس الاحد باول تصريح له منذ فض اعتصامين لمؤيدي مرسي في ميدان النهضة ورابعة العدوية بالقاهرة ما أودى بحياة المئات. "توجه للغرب" اتهم المستشار السياسى للرئيس المؤقت السبت الإعلام الغربي بتجاهل أخبار حرق الكنائس وقتل الظباط وسرقة المتاحف. ففي الوقت الذي أضحت الحكومة المصرية تجري مؤتمراتها الصحفية بكل من العربية والانجليزية، بدا السيسي وكأن في حديثه جزءا موجها للصحافة الأجنبية. وقال " "لن نسكت أمام تدمير البلاد والعباد وحرق الوطن وترويع الآمنين ونقل صورة خاطئة للإعلام الغربي بوجود اقتتال داخل الشارع." واتهم مصطفى حجازى المستشار السياسى للرئيس المؤقت السبت الإعلام الغربي بتجاهل حرق الكنائس واخبار قتل ضباط وسرقة المتاحف. وقال "اننا كمصريين نشعر بمرارة اتجاه التغطية الاعلامية الاجنبية والعالمية واخفاء حقائق الاشياء فى مصر واغفال الكثير من القصص". وأعلنت جريدة اليوم السابع أنها تعتزم اطلاق موقع إخباري باللغة الإنجليزية ل "مواجهة التضليل الذي يمارسه الإعلام الغربي تجاه ما يجرى في مصر". وقالت في بيان إن الموقع سيقدم "خدمات إخبارية، وتغطيات مكثفة لمجريات الأحداث في مصر، ونقل الحقيقة مدعمة بالصور والوثائق والمعلومات، لمواجهة حالة التضليل والتحريف التي تتعرض لها الأحداث المصرية من قبل بعض المواقع الإخبارية الأجنبية ووسائل الإعلام". لكن يبدو أن الحملة لا تستهدف الإعلام الغربي فقط بل قد تشمل قناة تليفزيونية عربية حيث أجرت درية شرف الدين، وزيرة الإعلام، اجتماعات مع عدد من المسئولين لبحث الإجراءات القانونية لوقف بث قناة الجزيرة الفضائية. "موقف حرج" وتركز القناة القطرية على عرض المظاهرات الموالية لجماعة الإخوان المسلمين وفي اعتصام لهم بمسجد الفتح برمسيس وسط القاهرة بثت مكالمة هاتفية لصحفية لها داخل المسجد قالت فيه إن قوات الامن اطلقت النار على المتظاهرين. ويعتقد أحمد سمير الكاتب المصري أن "السلطات في موقف حرج بعد قتل مئات الأشخاص على أيدي قوات الأمن". ودلل سمير على ذلك باستقالة مستشار الرئيس المصري للشؤون الخارجية محمد البرادعي بعد فض الاعتصام. وقال "البرادعي بكل الخبرة التي يتمتع بها في مجال العلاقات الدولية أدرك أن مايحدث في مصر لا يمكن تبريره للغرب وهو الامر الذي يتناقض مع مبادئه ولذلك فقد استقال". وتقول انجي غنام في "بي بي سي مونيتورينج"، التي تتابع الصحف والقنوات والبرامج المصرية، إن الإعلام كان مهتما في البداية بشرح وجهة نظر الحكومة للمواطنين لكن التوجه اختلف الان". وأشارت إلى "أنه رغم الانتقادات واسعة النطاق التي وجهت للاعلام الغربي إلا أن البعض أصبح يلوم نفسه على عدم القدرة على توصيل رسالته بالشكل الصحيح". . اتهم المستشار السياسى للرئيس المؤقت السبت الإعلام الغربي بتجاهل أخبار حرق الكنائس وقتل الظباط وسرقة المتاحف.