نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية أمس تقريرا لمراسلها بالقاهرة أليستر بيتش حول ملابسات حصار مسجد الفتح، حيث كان «الصحفى الغربى الوحيد الموجود مع المحاصرين»، على حد تعبير الكاتب. وذكر التقرير أن المحاصرين، الذين قدرهم بيتش بأنهم «حوالى العشرات من الإسلاميين»، ظلوا طيلة 12 ساعة فى إحدى قاعات المسجد رغم الحرارة الشديدة فى الداخل، وتحصنوا بكراسى وطاولات خشبية سدوا بها باب القاعة. فى المقابل، شاهد بيتش ضابط جيش فى الطابق الأسفل من مبنى المسجد يتصبب عرقا ويرتدى كمامة، بينما احتشد خارج المسجد كان يوجد العشرات من الأهالى يتوعدون المحاصرين داخل المسجد باعتبارهم «ارهابيين». وقالت ياسمين أحمد (20عاما) للمراسل البريطانى من أمام المسجد أن لديها أخوين محاصرين فى الداخل، واثناء الحصار قالت لبيتش إن «الشرطة والجيش يظنون أن المحاصرين داخل المسجد ارهابيون وهم ليسوا كذلك»، وأضافت: «ما يجدث فى مصر الآن فوضى، هناك فوضى بين كل المصريين». وإلى جانب المحتشدين من «الأهالى» المعارضين للإسلاميين، كان هناك أيضا بعض من أهالى المحاصرين يبكون وينتحبون، بينما كان الجنود يحملون الكلاشينكوف ويمضغون اللبان. واشار بيتش إلى أن الحصار بدأ فى حوالى الساعة 12:30 صباحا عندما دخل إلى المسجد مجموعة من الاخوان بسبب اطلاق النار الكثيف بالقرب من ميدان رمسيس الجمعة الماضية. وفى حوالى 12:40 بدأ اطلاق النار من الادوار العليا بالمسجد، وغلف الذعر المكان وحاول رجال الامن فى المتواجدين فى الساحة الرئيسية بالمسجد الاحتماء بالنوافذ الموجودة على الجدران الشرقية بالمسجد، واستطاعت قوات الشرطة الوصول إلى الطرقة المؤدية إلى قاعة التى تواجد فيها المحاصرين ورفعوا بندقياتهم إلى فوق. وأشار أحد المجندين بصوت عال إلى وجود المحاصرين فى أحد القاعات وبعد دقيقة سمعنا صوت اطلاق نيران وتفجير محدود وساد الهرج والمرج فى صفوف الجنود والمدنيين اقارب المحاصرين. وبعد فترة بسيطة ذكر بيتش «استمعنا إلى صوت انفجار بسيط من الطرقة المؤدية إلى القاعة التى كان يوجد فيها المحاصرين». وخارج المسجد ذكر بيتش أنه كان يوجد مجموعة من المدنيين استطاعوا الدخول إلى الساحة الرئيسية خارج المسجد فى الوقت الذى كان الرصاص الحى يتساقط من كل مكان فى محيط ميدان رمسيس، وقال أحد الشهود العيان إن اطلاق النيران كان مصدره مئذنة المسجد. وحاول وقتها المدنيون الفتك بالمراسلين الاجانب، الذين كانوا يغطون أخبار المحاصرين، وتعرض أحد المراسلين إلى ضربة بعصا على الرأس أفقدته وعيه وقام الجنود بإطلاق النار فى الهواء حتى لا يفتك بالمراسل. وقامت قوات الجيش المتمركزة فى رمسيس بانقاذ اثنين من الصحفيين على الاقل من أيدى جموع المدنيين واعتقلت الشرطة مراسلين مصريين تابعين لوكالات أجنبية. وذكر بيتش أن المجازر المتكررة فى مصر جعلت من الصعب احصاء عدد القتلى ولكن احصائيات وزارة الصحة المصرية إلى أن عدد القتلى الجمعة الماضية وصل إلى 170 قتيلا.