أعلنت جماعة جهادية بسيناء مسؤوليتها عن إطلاق صاروخ «جراد» على مدينة إيلات الإسرائيلية في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، فيما قالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي، إنه تم اعتراض الصاروخ بواسطة بطارية من منظومة «القبة الحديدية» المضادة للصواريخ دون أن توضح المكان الذي أطلق منه الصاروخ. ولم يسفر الهجوم عن إصابات، ويأتي بعد أربعة أيام من إعلان إسرائيل حالة الاستنفار في المدينة، بعد ورود معلومات عن هجمات محتملة على إيلات. وفى غضون ذلك، قال «مجلس شورى المجاهدين أكناف بيت المقدس»، وهو تنظيم جهادي إن العملية تأتي ردًا على غارة جوية، قال إن إسرائيل نفذتها قبل أيام عند العلامة رقم 11 بخط الحدود المصرية الفلسطينية، وراح ضحيتها 4 جهاديين كانوا يستعدون لإطلاق صواريخ، ويؤكد الجيش المصري أن طائرات الأباتشي المصرية هي التي نفذت الغارة، وهو ما أكده فيما بعد وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، الذي شدد على أن إسرائيل «تحترم السيادة المصرية». وقال بيان صادر عن «شورى المجاهدين»، اليوم، إن «أسود مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس، تمكنوا من قصف مدينة أم الرشراش المحتلة (إيلات) بصاروخ من طراز «جراد» عند الساعة الواحدة من فجر الثلاثاء». وتوعدت الجماعة إسرائيل بشن هجمات أخرى، قائلة «لن تنعم إيلات ولا غيرها من مدن اليهود بأمن ولا سياحة ولا اقتصاد، وسيدفع اليهود ثمن دماء المجاهدين غاليًا بإذن الله تعالى». ونصب الجيش الإسرائيلي في يوليو الماضي بطارية مضادة للصواريخ من منظومة «القبة الحديدية» في مدينة إيلات الواقعة قرب الحدود مع شبه جزيرة سيناء المصرية، وتهدف هذه البطارية إلى حماية المنتجع البحري، من صواريخ قد تطال المنطقة من جراء العمليات التي ينفذها الجيش المصري ضد المتشددين في سيناء، وفق وسائل إعلام إسرائيلية. من جهته، قال مسؤول أمنى إسرائيلي، إن الهجوم محاولة مما سماه «تنظيم الجهاد العالمي لإرباك مصر التي تبذل جهودًا كبيرة في محاربة الإرهاب في سيناء»، مبينًا أن إطلاق الصواريخ على إيلات «لا يضر بإسرائيل فحسب، بل بمصر التي تنظر إليها تلك الجماعات على أنها دولة كافرة». وأوضح المسئول الإسرائيلي لموقع «والا» الإخباري «أن التنظيمات الجهادية اضطرت مؤخرًا للبحث عن ملاذ لها بعيدًا عن القبائل البدوية الكبرى، بعد أن شدد الجيش المصري من حربه على أوكار الإرهاب». وأضاف قوله «قوات الجيش المصري استخدمت خلال اليومين الماضيين أسلحة ثقيلة ودبابات وطائرات ومدافع ضد مجموعات إرهابية في مدينة العريش». ووفقا لتقديرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، فإن قيام الجيش المصري بزيادة الضغط على المجموعات الجهادية في سيناء سيدفع الخلايا الإرهابية إلى شن هجمات على إسرائيل. وأكد المسؤول الإسرائيلي، أن «الجماعات الجهادية فشلت في محاولتها الإعلامية اتهام الجيش المصري بالتعاون في إسرائيل أو السماح لإسرائيل بشن غارة داخل سيناء». وسادت حالة من الرعب والهلع بين سكان إيلات وزوارها من السائحين بعد سماع دوي صفارات الإنذار. وقالت عاملة في أحد الفنادق «في بادئ الأمر رأينا شعاعين أصفرين في السماء فشعرت بالسعادة، كنت أظن أنها شهبًا، لكن فجأة بدأ الجميع يجرون ويبحثون عن ملاذ أسفل أحد مراكز الشراء. وأغلقت جميع المحال أبوابها ولم نجد مكانًا نلوذ به». من جهته، نفى مصدر أمني مصري رفيع المستوى إطلاق صاروخ جراد من محافظة جنوبسيناء، موضحًا أن الحدود طبيعية تشكل مانعًا، «فالجبال التي تفصل بين طابا وإيلات الإسرائيلية مرتفعة، ومن المستحيل أن يحدث الإطلاق من منطقة بمحافظة جنوبسيناء». وأشار المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، إلى أن الإطلاق «ربما تم من منطقة صحراء النقب، وهي منطقة مفتوحة»، مشددًا على أن أجهزة الأمن في طابا على يقظة تامة، ولم تسمح بدخول عناصر تخريبية إلى أرض المحافظة. وأكد المصدر، أن منفذ طابا البرى لم يتأثر بإطلاق الصاروخ على إيلات؛ حيث استقبل 2374 سائحًا معظمهم من عرب 48، مشيرًا إلى وجود انتعاشة سياحية في طابا ونويبع.