في خلفية مشهد الطائرة البلاستيكية الصغيرة التى تظهر فى ميدان رابعة العدوية، وتحمل كاميرا لتصوير المتظاهرين من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى؛ يظهر صاحب فكرة التصوير المخرج الشاب عز الدين دويدار، الذي لا يتجاوز عمره ال33 عاما، والحاصل على بكالوريوس التربية الفنية. فى حواره مع «الشروق»، يقول المخرج ذو التوجه الإخوانى، إن الطائرة تعد وحدة تصوير جوى تستخدم فى الإنتاج السينمائى، وقد قام بشرائها من ألمانيا خصيصا للرد على ما وصفه بالتجاهل الإعلامى، مؤكدا أنها ليست منحة من تركيا كما يروج البعض. وهذا نص الحوار: ● متى بدأت فكرة تصوير المظاهرات المليونية بالطائرات؟ كنت صاحب أول مبادرة لتصوير المظاهرات المليونية بالطائرات لتوضيح حجم المشاركين فيها، وكانت التجربة الأولى فى مليونية «الشرعية والشريعة» التى نظمتها القوى والأحزاب الإسلامية فى ميدان نهضة مصر ديسمبر الماضى، لتأييد الإعلان الدستورى الذى كان أصدره الرئيس (المعزول) محمد مرسى فى 22 نوفمبر. ● من أين حصلت على الطائرة التى صورت المؤيدين للإعلان الدستورى؟ استأجرناها من إحدى الشركات بعد الحصول على التصاريح من الجهات الأمنية، وبالمناسبة هى طائرة كبيرة، وتحمّل حزب الحرية والعدالة تكلفة استئجارها، وفكرنا فى تصوير هذه المليونية بالطائرة لصعوبة التقاط صور للمتظاهرين بسبب عدم وجود مبان مرتفعة مطلة على ميدان النهضة. ● وكيف حصلت على الطائرة الصغيرة التى صورت اعتصامى رابعة والنهضة؟ جاءت لى فكرة شراء طائرة صغيرة من ألمانيا من موقع للتسوق الإلكترونى عبر الإنترنت، وتعد هذه الطائرة وحدة تصوير جوى تستخدم فى الإنتاج السينمائيى، مثبت عليها كاميرا تصوير ذات جودة عالية تزن 250 جراما، وتبلغ التكلفة ألفى دولار، تبرعت وزملائى بثمنها، وتم استخدامها لأول مرة فى تصوير مليونية «مصر ضد الانقلاب»، بميدان رابعة، وتم استخدامها للمرة الثانية فى تصوير ميدان النهضة الاثنين قبل الماضى، وأخيرا صورت صلاة العيد فى رابعة قبل أن تسقط، بعد أن تم فقد الاتصال بها. ● أين تحتفظ بالطائرة.. وهل هناك نية لشراء طائرات أخرى؟ الطائرة موجودة فى رابعة، وتم نقلها لميدان النهضة لتصوير الاعتصام بعد أن حاولنا تفادى كمائن الشرطة والجيش حتى لا توجه لنا تهمة حيازة كاميرا كما حدث مع مصور إحدى القنوات التليفزيونية أثناء تصويره أحداث رمسيس، وبالفعل اشترت مجموعة من الأصدقاء طائرة ثانية ، وجار شراء طائرة ثالثة الأسبوع المقبل. ● ألا تخشى من الملاحقة الأمنية؟ المفترض فى كل الدولة التى تحترم الحريات ألا يتعرض أحد للملاحقة لمجرد حيازته كاميرا أو طائرة للتصوير، ويتم حاليا ترويج شائعات مضللة من الاعلام مفادها أن الكاميرا قد تستخدم لتصوير منشآت عسكرية، وهذا غير معقول فإمكانات الكاميرا لا تسمح بهذا. ● عموما، هل يهتم الإخوان بالسينما والفن؟ يجب أن نمنح الاخوان فرصتهم أولا قبل أن نقيم تجربتهم، وذلك بإعطائهم نفس فرص الآخرين لصناعة السينما فى المنح والاموال والمهرجانات والمناصب، وأرى أن الفن الاسلامى تعرض لظلم شديد واقصاء. ● هل تعرضت لمضايقات بسبب خياراتك الفنية؟ نعم تم ضربى واعتقالى مرتين، مرة بسبب النشاط الفنى فى الجامعة، وبعد التخرج منعت من نوادى الأدب، ومنعت من عرض مسرحيات فى قصور الثقافة، ومؤخرا رفضت المصنفات الفنية عرض أول فيلم روائى لى تحت اسم «تقرير». ● لكن قيل إن سبب منع «تقرير» وقتها أنك لم تحصل على التصاريح اللازمة؟ فيلم «تقرير» يصنف ضمن أفلام السينما المستقلة غير التجارية، وأرجعت الرقابة على المصنفات الفنية سبب المنع إلى أن الفيلم خرج دون علم الجهات المختصة، وأن معظم العاملين به من غير المقيدين بالنقابات الفنية، ولم يحصل على أى تصاريح أو تراخيص رقابية، رغم أن مصر موقعة على العهد الدولى للحقوق والحريات التى تعطى حقوقا للأفراد لتصوير وانتاج قوالب فنية بدون قيود، وأعتقد أن سبب المنع يرجع لأسباب سياسية لأننى إخوانى. ● ما خططك الفنية المستقبلية؟ سنستكمل مشروع سينما النهضة فى إنتاج أفلام روائية، ولدينا مشروع أفلام قصيرة بمعدل إنتاج كل ثلاثة أشهر، ونستعد بفيلم «قنص الورد» لعرض حكاية الشهيدة هالة شعيشع