حالة من الغضب تجتاح صاحبة الجلالة، بسبب تكرار اعتداء أعضاء جماعة الإخوان المسلمين على أبنائها، خلال تغطيتهم مظاهراتهم وفعالياتهم المتوالية فى ميدانى رابعة العدوية والنهضة، منذ عزل محمد مرسى، عن رئاسة الجمهورية. نقيب الصحفيين، ضياء رشوان، أعلن عن تصاعد ظاهرة التعدى على الصحفيين أثناء ممارسة عملهم، حيث تم حصر ما لا يقل عن 10 حالات من صحفيين بصحف مطبوعة أو صحفيين تليفزيونيين خلال الأيام القليلة الماضية، إما تم التعدى عليهم أو منعهم من دخول اعتصامى رابعة العدوية والنهضة أو تمت مصادرة متعلقاتهم. وأكد رشوان أن النقابة خاطبت كافة الجهات المحلية والعربية والدولية المختصة بحرية الصحافة،لإبلاغها بالحصر النهائى لعدد الصحفيين الذين تم التعدى عليهم أو منعهم من مزاولة مهنتهم خلال الفترة الماضية. وأضاف رشوان أن أولى خطوات التصعيد ستكون من خلال عقد مؤتمر صحفى عالمى خلال أيام،لإعلان الحقائق التى رصدها الصحفيون حول تلك الاعتصامات، ولعرض شهادات الصحفيين الذين تعرضوا للاعتداء، مشددا على لجوء النقابة للطرق القانونية لاستعادة حقوق الصحفيين دون الأخذ فى الاعتبار أية انتماءات سياسية. وهدد النقيب أنه فى حال استمرار الاعتداءات على الصحفيين خلال أداء عملهم فى الميادين وخاصة اعتصامى رابعة والنهضة، فإن النقابة قد تتخذ موقفا صارما ضدهما، ليس من قبل الصحفيين المصريين فقط، ولكن بالاتصال والتنسيق مع رابطة المراسلين الأجانب، واتحاد الصحفيين العرب، والذى قد يصل إلى مقاطعة التغطية الإعلامية لتلك الاعتصامات. فيما اقترح رئيس لجنة التشريعات بنقابة الصحفيين، خالد البلشى، تشديد العقوبات للمعتدين على الصحفيين أثناء تأدية عملهم فى الميادين، وتوثيق تلك الاعتداءات، واللجوء إلى الطرق القانونية ومقاضاة مرتكبيها من قبل الأجهزة المعنية بالدولة، مشددا على ضرورة تحمل الدولة مسئوليتها فى حماية الصحفيين، حيث إن الاعتداء على الصحفيين ومنعهم من أداء عملهم جريمة، ويعتبر منعا لموظف عام من أداء عمله، وهو ما يعاقب عليه القانون. من جانبها، اعتبرت وكيل نقابة الصحفيين، عبير سعدى، أن الاعتداء على الصحفيين من قبل الإخوان أمر ممنهج، وأن ما يحدث بمثابة عملية اختطاف متكاملة الأركان، وليس حالات فردية أو تتم بمحض الصدفة، مستنكرة نفى اللجان التنظيمية والمركز الإعلامى باعتصامى رابعة العدوية وميدان النهضة وقائع الخطف أو الاعتداء رغم رصد وقائع حقيقية. واقترحت سعدى عدم تغطية الصحفيين لاعتصام النهضة، اعتراضا على العنف ضدهم وسط صمت الدولة، وتصعيد الأزمة قانونيا من خلال تقديم بلاغات للنائب العام ضد كافة حالات الاعتداء، متسائلة «كيف يشكى الإخوان من أداء وسائل الإعلام وعن أى تعتيم إعلامى يتحدثون، وهم أنفسهم يتعدون على الصحفيين»؟ أما المتحدث باسم اللجنة الوطنية للدفاع عن حرية التعبير، يحيى قلاش، فقد وصف استمرار اعتداء الإخوان على الصحفيين بأنه انعكاس لثقافة عدم احترام الجماعة لحرية الرأى والتعبير، وعدم إيمانهم إلا بما أسماه ب«إعلام التعبئة». وأوضح قلاش أن ممارسات جماعة الإخوان تؤكد رغبتهم فى اقتصار التعامل مع الإعلام الغربى والأمريكى، وتقمص دور المظلوم وأن إعلامهم مقيد، وأن باقى الصحف تتعامل معهم بلا مهنية وتتجاهل فعالياتهم، مطالبا النقابة بمخاطبة المنظمات الدولية والإقليمية الخاصة بحرية الصحافة والتعبير بكل وقائع الاعتداء على الصحفيين، ليتم مواجهة الادعاءات التى يخاطب الإخوان بها الغرب بأنهم يعانون من تجاهل إعلامى.