كتب أحمد أبوالحجاج وحازم الخولى ومحمد نصار وإبراهيم جودة وحمادة بعزق ويونس درويش: يوميا، ينهش مصر سرطان التعدى على الأراضى الزراعية، يقتطع أجزاء من ثوبها، ليضيف إليها مساحات أكبر من المبانى، تزيدها تشوها، بينما تقف الأجهزة الأمنية والتنفيذية «المنهكة» عاجزة عن التصدى للتعديات، التى ربما تهدد البلاد بمجاعة إذا ما استمرت بنفس المعدلات الحالية منذ ثورة 25 يناير. وبينما تطالب الأجهزة المحلية بتشديد العقوبات على المتعدين على الأراضى الزراعية، تقف الأجهزة نفسها عاجزة مع تراكم قرارات الإزالة التى تصدرها فى الأدراج، بسبب غياب الدراسات الأمنية التى تحتاجها عمليات الإزالة نتيجة الظروف الأمنية للبلاد. وتأتى الأعياد لتكون فرصة أكبر لزيادة مساحة البناء على الأراضى الزراعية، أو موسم للتعدى، حيث يستغل المتعدون فرصة الإجازات، خاصة لموظفى أجهزة التفتيش، فى البناء وفرض الأمر الواقع، وهو ما دفع عدد من المحافظات إلى إعلان الطوارئ فى العيد، لمواجهة التعديات، فمن جانبها، أعلنت محافظة الأقصر حالة الاستنفار القصوى بين جميع أجهزتها، للتصدى لأية تعديات على الأراضى الزراعية والأثرية وأملاك الدولة. وأمر سكرتير عام المحافظة، اللواء علاء الهراس، بتشكيل غرفة عمليات تحت إشراف السكرتير العام المساعد، اللواء عادل مهران، لتتولى المتابعة والتنسيق بين أجهزة الشرطة والإدارات الزراعية ومجالس المدن والقرى وأملاك الدولة ومنطقة الآثار، بما يتيح تحقيق الرقابة الكاملة لمنع أية محاولات لإقامة مبانى مخالفة. كما قرر الهراس تشكيل فرق عمل بكل مدينة وقرية للتصدى لأية أعمال بناء مخالفة، واستمرار حملات الإزالة بحسب الجدول الزمنى الموضوع لها، حيث نفذت أجهزة المحافظة 168 حالة إزالة لتعديات خلال الفترة الماضية، بلغت مساحتها 72 ألف متر بمدن أسنا وأرمنت والزينية والبياضية والطود والقرنة، شملت مبانى وأسوارا مقامة بالطوب الأحمر والأبيض وأعمدة خرسانية. وفى بنى سويف، كشف وكيل وزارة الزراعة، صابر عبدالفتاح، عن ارتفاع عدد حالات التعدى على الأراضى الزراعية منذ ثورة 25 يناير، إلى 28 ألف حالة، بمساحة إجمالية بلغت ألف فدان، نجحت المحافظة فى إزالة 850 حالة منها، بمساحة 38 فدانا، مؤكدا ضرورة تشديد العقوبات على المتعدين على الأراضى، باعتبارها قضية أمن قومى، كما أشار إلى أن أجهزة المحافظة تنفذ «نوبتجيات» خلال أيام العيد، للتصدى لأية تعديات على الأراضى. ورغم اقتراب ثورة 25 يناير من عامها الثالث، إلا أن أعمال التعدى على الأراضى فى محافظة كفر الشيخ مازالت متواصلة، دون أن تجد من يوقفها، فمن جانبه كشف السكرتير العام للمحافظة، حافظ عيسوى، القائم بأعمال المحافظ، عن صدور 38 ألف و765 قرار إزالة للتعديات على الأراضى الزراعية وأملاك الدولة وبحيرة البرلس، فى عدد من المراكز والقرى التابعة للمحافظة. وأوضح وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة، أحمد رمزى، أن عددا كبيرا من قرارات الإزالة تم تنفيذها موضحا أن التعديات وصل حجمها إلى 4887 فدانا زراعيا منذ الثورة، وهو ما اعتبره «كارثة»، مؤكدا أن «الجهات الأمنية تعمل على إزالة هذه التعديات، التى انتشرت بصورة غير مسبوقة، وهو ما يستدعى تدخلا تشريعيا لتجريم البناء على الأرضى الزراعية، كما يجب على الأجهزة الأمنية الاستجابة لبلاغاتنا خلال أيام العيد، خاصة أن هذه الأجهزة تخشى الاحتكاك بالمخالفين بعد الثورة». ورصد تقرير لمديرية أمن كفر الشيخ، عن ارتفاع مساحة التعديات إلى 1244 فدانا، بمراكز دسوق، ومطوبس، والرياض، وكفر الشيخ، والحامول، وقلين، وفوه، وسيدى سالم، وبيلا، وبلطيم، والبرلس، تمت إزالة التعديات من 105.5 فدان منها فقط، مضيفا أن إجمالى حالات التعدى بلغ 30 ألفا و205 حالات، تمت إزالة 1250 حالة منها، كما بلغ إجمالى التعديات على رافد الطريق الدولى 295 حالة، تمت إزالة 22 منها فقط، بالإضافة لإزالة 22 مغسلة سيارات على الطريق الدولى، كما بلغ إجمالى مساحة التعديات على بحيرة البرلس إلى 9 آلاف فدان. وفى القليوبية، قرر سكرتير عام المحافظة، محمد طنطاوى، تشكيل لجان من إدارة حماية الأراضى بمديرية الزراعة، والوحدات المحلية، والشرطة، للمرور على الأراضى خلال إجازة عيد الفطر، لمنع ووقف كل أشكال التعديات عليها، والحد منها فى مهدها حفاظا على الرقعة الزراعية. ومن جانبه، أكد وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة، محمد مرسى، أن «عدد حالات التعدى على الأراضى منذ ثورة 25 يناير، وصل إلى 67 ألفا و917 حالة، على مساحة قدرها 2529 فدانا»، مشيرا إلى إزالة 4 آلاف حالة فقط منها، بما يعادل 217 فدانا فقط، كما حذر من خطورة استمرار التعديات، بما يؤدى إلى تآكل المساحات الخضراء. وأشار مرسى إلى أن أن حجم ما يتم إصداره من قرارات إزالة لا يتناسب مع العدد الكبير للتعديات فى مدن وقرى المحافظة، بسبب حالة الانفلات الأمنى التى تشهدها البلاد، محملا لأجهزة الأمن مسئولية عدم تنفيذ 1670 حملة إزالة مؤجلة، بسبب تعطيل الدراسات الأمنية التى تسببت فى عدم تنفيذ إزالات ل51734 حالة تعد. أما وكيل وزارة الزراعة فى أسوان، مفيدة الخولى، فتكشف عن رصد 1775 حالة تعد على الأراضى الزراعية منذ الثورة، بمساحة إجمالية بلغت 127 فدانا و16 قيراطا و4 أسهم، تم إزالة 374 حالة منها، بمساحة تقترب من 22 فدانا، ويتبقى تنفيذ 1401 حالة، بمساحة 105 أفدنة، موضحة أنه «عندما يتم إخطار الوحدات المحلية بحالات التعدى، فأنها تصدر قرارات بالإزالة، ومن المفترض أن تقوم مديرية الأمن بتحديد الجدول الزمنى للتنفيذ، إلا أن حالة الانفلات الأمنى، تتسبب فى تزايد التعديات، خاصة خلال أيام العيد». وفى أسيوط، كشف تقرير للإدارة العامة لحماية الأراضى، عن تحرير 48 ألف و364 مخالفة تعدى على 1805 أفدنة منذ ثورة 25 يناير حتى شهر الشهر الحالى، فيما يؤكد مدير الإدارة، حسن على مسعود، ل«الشروق»، أن «التعديات على الأراضى الزراعية زادت منذ الثورة فى ظل الانفلات الأمنى الذى تشهده البلاد