شيعت، اليوم السبت، جنازة النائب المعارض بالمجلس التأسيسي (هيئة تشريعية لوضع الدستور) والقيادي في تيار الجبهة الشعبية (يسار) محمد البراهمي (58 عامًا) الذي اغتيل الخميس الماضي بالرصاص أمام منزله بالعاصمة تونس. وخرجت الجنازة التي يشارك فيها الآلاف من منزل البراهمي في حي الخضراء (وسط العاصمة) وقد وضع جثمانه على سيارة عسكرية مكشوفة ستتوجه نحو مقبرة الجلاز. وعلى خلفية الاغتيال، انسحب 42 نائبًا من المجلس الوطني التأسيسي في تونس في خطوة احتجاجية ترمي إلى حل المجلس وإسقاط الحكومة التي تسيطر عليها حركة النهضة (إخوان مسلمين)، كما أعلن ليل أمس قيادي في حزب نداء تونس، أبرز أحزاب المعارضة. وقال خميس قسيلة في مؤتمر صحفي نقلته وكالة الصحافة الفرنسية: إن النواب المنسحبين ينتمون إلى الاتحاد من أجل تونس الذي يجمع تحت لوائه حركات تدور في فلك نداء تونس، الحزب الذي أسسه رئيس الوزراء السابق الباجي قايد السبسي الذي تولى إدارة المرحلة الانتقالية حتى انتخابات 23 أكتوبر. كما ينتمى المنسحبون إلى الائتلاف الديموقراطي (يسار) والجبهة الشعبية التي تضم حوالي عشرة أحزاب قومية من اليسار المتطرف بينها حزب «حركة الشعب» الناصري الوحدوي العروبي بزعامة محمد البراهمي الذي اغتيل أمس. ومن ناحيتها، أشارت وكالة رويترز إلى توقعات بتزايد الضغوط على الحكام الاسلاميين مع تفجر موجة عنف. وقال شهود عيان لرويترز، فجر أمس، إن تونسيا واحدا قتل فى احتجاجات عنيفة ضد الحكومة فى مدينة قفصة جنوبى البلاد. وهو اول قتيل فى الاحتجاجات على اغتيال البراهمى. اعمال عنف تفجرت ليل الجمعة فى الكاف وقفصة والقيروان ايضا وتسببت فى عدة جرحى فى ثانى ايام الاحتجاجات. وتعمقت الانقسامات بين الإسلاميين والعلمانيين منذ الانتفاضة الشعبية ضد الرئيس السابق زين العابدين بن على التى أطلقت العنان لانتفاضات الربيع العربى التى أطاحت بحكام مصر وليبيا واليمن وأدت إلى نشوب الحرب الأهلية فى سوريا.