8 قتلى و175 مصابًا، حصيلة الاشتباكات التي اندلعت بميدان مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية، على خلفية تظاهرات «جمعة الفرقان» التي نظمتها جماعة الإخوان المسلمين للمطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى سدة الحكم، وبين أهالي المنطقة المناوئين لعام كامل من حكمهم، مدعومين من قوات الشرطة التي أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، واستمرت 15 ساعة متواصلة حتى فجر اليوم. وتضم قائمة المتوفين ال8 كلا من: يوسف عبد القادر خفاجي، 13 سنة، ومصطفى جلال، 26 سنة، ومحمد عبد العاطي مبروك، 50 سنة، من محافظة البحيرة، وأبو بكر يسري ياقوت، 25 سنة، من محافظة مطروح، والسيد رجب محمد، 35 سنة، وسعيد فوزي محمد إبراهيم، 25 سنة، ومحمد حسن الإبراشي، 50 سنة، فيما لم يتعرف على هوية الثامن. وقال الدكتور إبراهيم الروبي، مدير الطوارئ بمستشفيات وزارة الصحة بالإسكندرية: إنه تم نقل القتلى من موقع الأحداث إلى المستشفى الأميري ومنها إلى مشرحة كوم الدكة، منوهًا إلى أن أغلبهم مات نتيجة طلقات نارية وطعنات بآلات حادة، وأغلب الإصابات تراوحت بين طلق ناري وطعنات بالسكين، فضلًا عن إصابات بخرطوش. فيما عاين فريق من النيابة العامة بالإسكندرية برئاسة المستشار محمد صلاح، رئيس نيابة شرق الكلية، موقع الاشتباكات، وقررت النيابة العامة عرض 7 من القتلى على مصلحة الطب الشرعي بالصحة لمعرفة أسباب الوفاة والتصريح بالدفن. كما تجري النيابة العامة بشرق المحافظة، تحقيقاتها مع 17 متهمًا تم ضبطهم من قبل قوات الشرطة وبحوزتهم كميات من الأسلحة النارية والبيضاء والخرطوش قبل الاعتداء على المتظاهرين السلميين. وطلبت النيابة العامة من اللواء ناصر العبد، مدير المباحث الجنائية بالإسكندرية، سرعة التحريات وتعقب وضبط المتهمين المتورطين في الفتنة بين الطرفين في أسرع وقت. من جانبه، أكد اللواء أمين عز الدين، مدير أمن الإسكندرية، أن أجهزة الأمن تكثف جهودها لتعقب المتهمين في واقعة احتجاز المعارضين بمسجد القائد إبراهيم، مشيرًا إلى أن الاشتباكات بدأت بين أنصار المعزول والمتظاهرين بعد وصول مسيرات دعم الجيش، وأن الطرفين تبادلا التراشق بالحجارة وإطلاق الخرطوش، في الوقت الذي استخدمت فيه قوات الأمن قنابل الغاز لتفريق المتظاهرين. من جهته، أكد أنس القاضي، المتحدث باسم جماعة الإخوان في الإسكندرية في بيان له اليوم: أن قتيلين وقرابة 300 مصاب، هي حصيلة اعتداءات ما سماهم بالبلطجية وقوات الشرطة على مؤيدي محمد مرسي. ومن جانب آخر، نددت الجبهة الشعبية لمناهضة أخونة مصر بالإسكندرية، بالأحداث التي شهدتها ساحة القائد إبراهيم، مطالبة ب«حل الأحزاب الدينية». وأكد محمد سعد خير الله، منسق الجبهة في بيان لها، اليوم، أنه لا يوجد ما يسمى في الحياة السياسية أحزاب على أساس ديني؛ لأن الحاكم يصيب ويخطئ والدين فوق أي خطأ. ومن المقرر حتى مثول الجريدة للطبع أن يتقدم طارق محمود قورة، المستشار القانوني للجبهة بدعوى قضائية لحل كل الأحزاب التي تأسست على أساس ديني أو مذهبي. وكانت ساحة القائد إبراهيم تحولت إلى حرب شوارع بعد صلاة الجمعة، استخدمت فيها الأسلحة «البيضاء والخرطوش والسيوف والرصاص الحي» من المؤيدين والمعارضين.