أكد السفير عز الدين فهمي سفير مصر بالجزائر، اليوم الخميس، أن ما حدث في مصر من قيام القيادة العامة للقوات المسلحة بعزل الرئيس السابق مرسي بمثابة عملية تصحيح لمسار ثورة 25 يناير المجيدة ولإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح بعد خروج الملايين من المصريين في مختلف الميادين والمحافظات أيام 30 يونيو و1 و2 و 3 يوليو . وأوضح أن ذلك جاء من منطلق أن الشعب هو مصدر السلطات ومن حقه تصحيح مسار ثورته، فضلا عن تجميع حركة "تمرد" لأكثر من 22 مليون توقيع للدعوة إلى مطلب ديمقراطي هو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة ولكن الرئيس السابق رفض كل ذلك وخرج بخطابات تحريضية متجاهلة لكل المطالب الشعبية، وبالتالي قام الجيش بواجبه الوطني استجابة لمطالب الشعب وارادته التي بدأت في عمل توكيلات للجيش للتدخل لإصلاح المسار منذ مطلع العام الجاري بعد أن وصلت الأمور إلى منحنى خطير يهدد الأمن القومي في ظل حالة الاستقطاب والفشل الذي سادت خلال عام من حكم الرئيس السابق مرسي.
كما أشار السفير إلى أن الجيش المصري وقياداته ممثلة في الفريق أول عبد الفتاح السيسي، حاولت مرارا نصح الرئيس السابق ودعوته للحوار منذ ديسمبر الماضي ومعه القوي السياسية لحلحلة الأوضاع وتعديل المسار القائم على الأخونة وعدم الاستجابة لاعتراض المثقفين على اختيار وزير ثقافة لا ينتمي للقطاع مما سبب في اعتراضات واعتصامات كثيرة، وتلاها حركة المحافظين غريبة عارضها مواطنو مدن ومحافظات مصر.
وأضاف، في تصريحات صحفية له اليوم، أن الجيش ابتعد عن المشهد بعد أن وضع خارطة للطريق بموافقة رموز سياسية من مختلف التيارات السياسية والشبابية والدينية كشيخ الأزهر وبابا الكنيسة، حيث يحكم مصر الآن رئيس مؤقت يمثل أعلى هيئة قضائية في مصر أصدر بالأمس إعلانا دستوريا يتم بموجبه تشكيل لجنة تعديل الدستور ثم الاستفتاء عليه ثم إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية خلال ستة أشهر.
وقد ثمن السفير الموقف الجزائري الرسمي المتوازن الصادر عن الخارجية الجزائرية عبر أكثر من بيان وإبداء قلقها من تطورات الاوضاع في مصر و حرصه علي التوافق وتحقيق الاستقرار للشعب المصري.
و حول الاعلان الدستوري المكمل قال إن هذا طبيعي لصعوبة تحقيق الإجماع علي كل شيء ولكنه بطبيعته مؤقت بمدة حوالي 6 شهور.
وردا على سؤال بشأن المخاوف من تكرار الحالة الجزائرية في مصر، قال إن لكل بلد ظروف وطبيعته وليس من الضروري تكرار تجربة بلد في بلد آخر، ولكن المهم التعلم من أخطاء بعض التجارب وعدم الاقصاء وهذا ما هو حادث بدليل دعوة رئيس الحكومة الجديد الدكتور حازم الببلاوي لأحزاب التيار الديني من النور والإخوان للمشاركة في الحكومة الانتقالية الجديدة.