طالب حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، المجتمع الدولى والمنظمات والهيئات الدولية ومن سماهم «كل أحرار العالم» بالتدخل فيما يحدث فى مصر من «مجازر»، مطالبا تلك الجهات ب«إسقاط الغطاء عن الحكم العسكرى، كيلا تكون هناك سوريا جديدة فى المنطقة». جاء ذلك فى أول بيان رسمى أصدره حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان أمس عقب الأحداث الدامية التى شهدها محيط دار الحرس الجمهورية فجر أمس.
وكانت حالة من الغضب العارم انتابت صفوف جماعة الإخوان وحزبها السياسى الحرية والعدالة، بسبب ما أسفرت عنه الأحداث أمام مقر الحرس الجمهورى أمس، لتبدأ بعدها تحريك عدد من المسيرات المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسى، وتشكيل سلاسل بشرية فى عدة محافظات رافضين ما وصفوه ب«مجزرة الحرس الجمهورى».
وقال حزب الإخوان السياسى: «ندعو الشعب المصرى العظيم إلى الانتفاضة ضد من يريدون سرقة ثورتهم بالدبابات والمجنزرات ولو على جثث الشعب، كما يدعو الحزب المجتمع الدولى والمنظمات والهيئات الدولية وكل أحرار العالم إلى التدخل لوقف المزيد من المجازر وإسقاط الغطاء عن ذلك الحكم العسكرى كى لا تكون هناك سوريا جديدة فى العالم العربى».
وأضاف بيان الحزب: «استيقظ الشعب المصرى والعالم، اليوم الاثنين 8 يوليو 2013، على أصوات طلقات الرصاص الحى ضد آلاف المعتصمين السلميين أمام نادى الحرس الجمهورى، وهم يؤدون صلاة الفجر فى مذبحة بشعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى»، وتابع البيان: «بلغ عدد الشهداء جراء هذه المذبحة التى ارتكبتها قوات من الجيش المصرى والشرطة المصرية، حتى كتابة هذا البيان، 34 شهيدا، وهم فى تزايد نتيجة لخطورة الإصابات، ومئات المصابين معظمهم فى حالات حرجة، ولم تستطع سيارات الإسعاف المتواجدة بالميدان وحدها نقل الشهداء والمصابين، وقام الأهالى والمعتصمون بنقلهم إلى المستشفى الميدانى للاعتصام بسياراتهم الخاصة ودراجاتهم البخارية».
وقال: «إن المجزرة البشرية التى ارتكبها هؤلاء المجرمون ضد المعتصمين السلميين الرافضين للانقلاب العسكرى والمطالبين بعودة الرئيس المنتخب محمد مرسى إلى منصبه، لم يشهدها تاريخ الجيش المصرى من قبل، ولعل هناك عقلاء داخل المؤسسة العسكرية يمنعون استمرار تلك الأوضاع الانقلابية الشاذة والغريبة على الجيش المصرى».
واختتم «الحرية والعدالة» بيانه بالقول: «يؤكد حزب الحرية والعدالة أن دماء الشهداء لن تزيدهم إلا إصرارا وتمسكا، وأن هذه الدماء ستكون لعنة على الانقلابيين المجرمين ومن عاونهم ومن جالسهم ومن ساندهم».
فيما واصل المرشد العام للجماعة محمد بديع الدعوة لعودة الشرعية الكاملة وإدارة مرسى لحوار عام بين جميع القوى الوطنية، حيث قال من خلال صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك» أمس: «رغم المرارة الشديدة التى نتجرعها جميعا، فإننا على استعداد لقبول مبادرات المخلصين التى تدعو لعودة الشرعية كاملة رئيسا ودستورا ومجلس شورى، وبعدها يدير الرئيس حوارا عاما بين جميع القوى الوطنية»، وتابع بديع إن الحوار ستتم فيه مناقشة كل الموضوعات الخلافية وإجراء مصالحة وطنية حرصا على مصلحة الوطن العليا وحقنا لدماء الشعب المصرى وخروجا من النفق المظلم الذى حشرنا فيه الانقلاب العسكرى وكاد يصل بالبلاد لحافة الهاوية وسبيل الهلاك.
كما أصدرت الجماعة بيانا شديد اللهجة أمس اتهمت فيه الفريق عبدالفتاح السيسى بالسير على خطى «بشار الأسد»، مضيفين أنه يقود البلاد وأهلها إلى نفس المصير السورى من أجل التحكم فى سلطة الحكم من وراء ستار، حسبما قال البيان.
وقالت الجماعة: «فجر اليوم الاثنين وقبل بداية شهر رمضان بيوم وبينما كان المعتصمون السلميون يؤدون صلاة الفجر إذا بطلقات الرصاص الغادرة وقنابل الغاز تطلق عليهم بكثافة من قوات الجيش والشرطة دون مراعاة لحرمة الصلاة وحرمة الحياة، إضافة إلى العدوان على حق المعتصمين فى التظاهر السلمى، وهذا ما لا يفعله حتى اليهود، الأمر الذى أدى إلى سقوط نحو 35 شهيدا والرقم مرشح للزيادة إضافة إلى مئات الجرحى».
ومن جانبه، استنكر عصام العريان نائب رئيس حزب «الحرية والعدالة» أحداث فض اعتصام الحرس الجمهورى وسقوط العديد من القتلى من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى، متهما العديد من النشطاء السياسيين بينهم الدكتور محمد البرادعى بالتورط فيما حدث بسبب التواطؤ مع الانقلاب العسكرى.
وقال العريان فى تدوينه عبر صفحته الرسمية على موقع «الفيس بوك» صباح اليوم الاثنين: «صمت القبور لن يغسل أيدى البرادعى وحمدين وعمرو موسى وأبو الغار وزياد بهاء الدين وكل الذين حرضوا وتواطئوا مع الانقلاب العسكرى الفاشى».
ووجه حديثه للبرادعى وموسى وصباحى قائلا:» أنتم شركاء فى كل جرائم الانقلاب ضد الحريات وحقوق الإنسان والديموقراطية» والأفضل أن تظلوا صامتين لأنكم أصبحتم عرايا حتى من ورقة التوت»، وتابع: «المحاولات التى لا يتصورها عقل وتتم الآن فى مشرحة زينهم بإخفاء هوية الشهداء الأبرار ومحاولة تحويلهم إلى جثامين مجهولة الهوية».