"يسقط يسقط حكم العسكر حسبنا الله ونعم الوكيل" هتافات تردد صداها داخل المستشفى الميداني برابعة العدوية، ممزوجة ببكاء ونحيب أهالي عشرات الشهداء الذين لفظوا أنفاسهم الأخيرة داخل المستشفى أو ربما قبل وصولهم إليه. اضطر الأطباء لإسعاف المصابين على أرض دار مناسبات مسجد رابعة العدوية، الذي تحول لمستشفى ميداني، نظرا لعدم وجود عدد كافٍ من «الأسرَّة»، والتي لم تتجاوز «ثلاثة».
المصابون بالخرطوش مكانهم في حديقة المستشفى، أما الحالات الخطرة فمكانها المستشفى، التي لم تتجاوز مساحتها 10 أمتار × 15 متر تقريبا، تم نقلها لمستشفيات الحسين الجامعي والتأمين الصحي بمدينة نصر والدمرداش.
وفي نفس السياق، قال عبد الحميد محمود، مصاب بخرطوش في البطن والقدم: "سمعت أثناء أداء الركعة الثانية من صلاة الفجر بأصوات تحذيرية أطلقتها اللجان الشعبية والتي تنذر بهجوم مرتقب".
وأضاف، "اضطر الإمام لإنهاء الصلاة بسرعة وفوجئنا بسحابة كثيفة من الغاز المسيل للدموع، وانهال علينا الرصاص من كل جانب وتساقط المصلون حولي".
وأكد أن بعض السيدات اضطررن للاحتماء بمسجد المصطفى على ناصية شارع يوسف عباس، وشاهدت بوابة مبنى الحرس الجمهوري تنفتح وخرجت منها المدرعات وسارت بعشوائية في المكان.
وأضاف: "تم إجبارنا على العودة للخلف باتجاه اعتصام رابعة العدوية، ولم تصل سيارات الإسعاف إلا بعد نصف ساعة، وتم نقلنا لمستشفى رابعة بالسيارات الملاكي".