أثار قرار إطاحة الجيش المصري بالرئيس محمد مرسي العديد من ردود الفعل العربية والعالمية، فهناك من أعرب عن القلق داعيا إلى التحلي بالهدوء، فيما هنأ آخرون مصر على عزل مرسي. على الصعيد العربي، هنأ الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز الرئيس المصري المؤقت قائلاً:" تعيينك جاء في مرحلة دقيقة في تاريخ هذه الأمة".
وفي دمشق، رأى الرئيس السوري بشار الأسد أن "ما يحصل في مصر هو سقوط لما يسمى الإسلام السياسي، فمن يأت بالدين ليستخدمه لصالح السياسة أو لصالح فئة دون أخرى سيسقط في أي مكان في العالم".
وأضاف الأسد "لا يمكنك خداع كل الناس كل الوقت فما بالك بالشعب المصري الذي يحمل حضارة آلاف السنين وفكرا قوميا عربيا واضحا".
"قلق عميق"
وعلى الصعيد الغربي، طالب الرئيس الامريكي باراك اوباما جميع الأطراف بنبذ العنف والعمل على اجراء انتخابات سريعة لحكومة جديدة مدنية في مصر معربا عن "قلقه العميق" من قرار الجيش المصري عزل محمد مرسي.
ودعا اوباما الجيش المصري لحماية حقوق المصريين. وقال في بيان مكتوب، إن "اصوات كل الذين شاركوا في المظاهرات مع أو ضد مرسي يجب أن تسمع".
وبموجب القانون الأمريكي، يجب على واشنطن تجميد المعونات لأي دولة يتم خلع رئيسها المنتخب في انقلاب، وهو المصطلح الذي لم يستخدمه اوباما في بيانه.
بدوره، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن القلق إزاء خلع مرسي، داعيا إلى سرعة العودة إلى الحكم المدني.
وقال بان في بيان إن "المصريون أبدوا في احتجاجاتهم احباطات عميقة ومخاوف مشروعة. (لكن) في الوقت نفسه، تدخل الجيش في شؤون أي دولة هو مبعث قلق."
ومضى قائلا "لذا فإن من الضروري أن يعود الحكم المدني سريعا بما يتفق مع مبادئ الديمقراطية."
"العودة إلى الديمقراطية"
وفي السياق ذاته، دعا الاتحاد الأوروبي إلى سرعة العودة إلى الديمقراطية في مصر، وحض الأطراف كافة على ضبط النفس.
وقالت كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد "أحث الأطراف كلها على العودة بسرعة إلى العملية الديمقراطية، بما فيها إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة وإقرار دستور."
وأعربت المسؤولة الأوروبية عن أملها في أن تكون الإدارة الجديدة في مصر ممثلة للجميع، داعية إلى احترام الحقوق الأساسية وحكم القانون.
أما بريطانيا، فدعت على لسان وزير خارجيتها وليام هيغ جميع الأطراف في مصر الى التحلي بالهدوء بعد الاطاحة بمرسي ،إلا انها تجنبت الحديث عن "انقلاب" الجيش لتغيير النظام.
وقال هيغ في بيان له إن "الوضع خطير بصورة واضحة، وندعو جميع الاطراف الى ضبط النفس وتحاشي العنف".
ودعا هيغ "جميع الاطراف الى "تجديد المرحلة الانتقالية الديموقراطية في مصر".