لعل معظم المصريين الذين استجابوا لدعوة النزول فى مظاهرات اليوم، لم ينتبهوا إلى صاحب فكرة التظاهر فى 30 يونيو أمام قصر الاتحادية للمطالبة برحيل النظام. هو الشاب الطالب الأزهرى مصطفى السويسى، منسق حركة «تمرد» بالسويس والذى كانت الحملة أعلنت أنه صاحب الفكرة.
مصطفى لم يتجاوز ال21 عاما، ويقطن فى منطقة الألبان بحى الأربعين بالسويس، ويدرس بالفرقة الثانية، شعبة تاريخ، بجامعة الأزهر، لديه 5 أشقاء، ويعمل والده فى إصلاح الدراجات «عجلاتى»، كما أنه يعمل بمخبز 24 أكتوبر، ليساهم فى نفقات عائلته ودراسته.
عن الفكرة وكيف ظهرت يقول مصطفى السويسى، «ظهرت حين ذهبت إلى مقر نقابة الصحفيين بالقاهرة فى 26 أبريل الماضى، لمقابلة محمود بدر منسق حركة تمرد، والذى طرح علينا فكرة جمع التوقيعات، وتحمست له بشدة، بسبب ما يحدث من تدهور تسبب فيه النظام الحاكم وجماعة الإخوان المسلمين، وعلى الفور اقترحت التظاهر فى 30 يونيو، بعد جمع التوقيعات، فى ذكرى مرور عام على حكم الرئيس مرسى، وهو اليوم الذى يجب أن يرحيل فيه مع جماعته، واستجاب منسق الحركة والزملاء، وانتشرت الدعوة حتى استجاب لها المصريون».
ويؤكد السويسى أن بدايته مع العمل السياسى كانت قبل ثورة 25 يناير، عندما انضم لحملة دعم البرادعى، وهو لم يتجاوز ال17 عاما، ثم شارك فى ثورة 25 يناير منذ بدايتها، بعد ذلك انضم لحملة دعم حمدين صباحى فى الانتخابات الرئيسية، ثم انضم إلى التيار الشعبى عقب الانتخابات. السويسى يؤكد أنه فخور بوالده المكافح الذى استطاع تربية 6 من الأبناء، كما أنه سعيد بعمله فى مخبز بالسويس، بجانب دراسته، وأضاف «أؤكد أننا سوف نستكمل الثورة، ولن تستطيع الجماعة الحاكمة إبعادنا مرة أخرى مهما حدث، نشارك فى 30 يونيو من أجل مصر، ومن أجل الحفاظ على التاريخ المصرى ومن أجل مستقبل هذا البلد».
يضيف السويسى «محافظة السويس قدمت أول الشهداء فى ثورة 25 يناير وهى صاحبة تاريخ نضالى كبير فى مواجهة العدو الإسرائيلى، وأنا على يقين كامل بأن الثورة ستنجح، ولن تستطيع قوى الظلام هدم أحلام المصريين».