وعاد الهدوء إلى القرية عقب الاشتباكات الدامية التى شهدتها امس الاول بين أهل القرية، ومنتمين للمذهب الشيعى أسفرت عن مقتل 4 من المواطنين الشيعة، منهم القيادى الشيعى حسن شحاتة وثلاثة آخرون، وإصابة 7 آخرين. وقررت النيابة، برئاسة أسامة حنفى، التصريح بدفن جثامين كل من القيادى الشيعى شحاتة محمد شحاتة 55 عاما، والشيخ حسن شحاته محمد شحاتة، 53 عاما، وعبدالقادر حسنين عمر، 45 عاما، مع تصوير الجثمان المجهول وإيداعه ثلاجة حفظ الموتى لحين التعرف على هويتها.
وانتهت النيابة من المعاينة التصويرية للمنزل الذى وقعت فيه جريمة قتل الشيعة الأربعة وسحلهم فى زاوية أبومسلم، بالجيزة، كما أمرت بسرعة ضبط وإحضار 15 متهما، بعدما استمعت إلى 23 شخصا من الشهود على الواقعة، بعدما انتقلت لمعاينة المنزل المحترق وحصر التلفيات.
وكشفت المعاينة التى أجراها أحمد الحمزاوى، مدير النيابة، ومحمد علوانى، وكيل أول النيابة، أن المنزل مكون من طابقين أرضى وأول ويوجد به آثار للحريق وتم إتلاف محتويات المنزل.
وانتقلت النيابة إلى مشرحة الحوامدية لمناظرة جثامين القتلى وتبين أن أجسادهم مليئة بالجروح القطعية والكدمات والكسور المضاعفة التى نتجت من تعرضهم للضرب بالشوم والحجارة الضخمة والسحل على الأرض.
«الشروق» انتقلت إلى القرية؛ حيث فرضت القوات الأمنية كردونا حول القرية من 5 سيارات أمن مركزى وسيارتى بوكس، كما انتشر عدد من رجال المباحث فى مداخل القرية ومخارجها تحسبا لتجدد أعمال عنف.
وفى شارع لا يتجاوز عرضه المترين، يقع منزل فرحات على محمد عمر، المكون من طابقين، حوائطه سيراميكية بالواجهة، ومعالم الاشتباكات تبدو على أبوابه المهشمة المحروقة، كما أن غرفه تحطمت محتوياتها.
يتكون الطابق الأرضى من ثلاث غرف تم إتلاف محتوياتها بالكامل من أدوات منزلية وبالطابق الثانى، حيث كانت تجلس زوجة صاحب المنزل وتندب حظها وحظ نجلها المقرر إقامة عرسه الشهر المقبل، قائلة: «زوجى وولادى مش عارفاهم فين لا لقياهم فى المستشفى ولا فى قسم الشرطة»، مشيرة إلى ان زوجها ونجلها محمد وابنتيها لم تعلم مكانهما عقب الحادث حتى الآن.
وتابعت أن الأهالى اعتدوا على المنزل دون رحمة وأنها لا تجد مبررا لذلك، وأوضحت أن زوجها استضاف حسن شحاتة وإخوته الثلاثة، وانها كانت تحضر لهم الطعام، وفوجئت بأهالى القرية يقتحمون المنزل من كل جانب ويحدثون أضرارا بالغة به، ويقتلون أربعة من المتواجدين بالمنزل، وأشارت بإصبعها وسط دموعها، إلى مجموعة غرف بالطابق الثانى حديثة الإنشاء وملصق على أحد حوائطها «السلام عليكم يا أبا الأحرار»، قائلة «دى شقة ابنى اللى كان هيتزوج فيها الشهر الجاى»، مضيفة إن «إخوان القرية والسلفيين المتواجدين بها هم الذين أشعلوا النيران بالمنزل».
فى سياق متصل، كشفت تحريات اللواء محمود فاروق، مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة، أن المعركة بدأت قبل أسبوعين، عندما طافت مسيرة من أبناء القرية طالبت بعدم تواجد الشيعة بالمكان خوفا من نشرهم الفكر الشيعى، وطالبوهم بضرورة مغادرة المنطقة وإلا تعرضوا لهم ومنعوهم بالقوة من دخول القرية، لكنهم لم يستجيبوا لذلك، بل نجحوا فى أن يقنعوا عددا من شباب المنطقة باعتناق مذهبهم حسبما أكدت التحريات.
وفرضت قوات الأمن كردونا أمنيا كبيرا بمنطقة زاوية أبومسلم بمدينة أبوالنمرس خوفا من تكرار الاشتباكات مرة أخرى.
من جانبه، قال اللواء عبدالموجود لطفى، مدير أمن الجيزة ل«الشروق»، إنه تم تحديد هوية المتورطين فى الأحداث وتم تحديد أماكنهم مؤكدا أن قوات الأمن تكثف من تحرياتها للقبض عليهم.