شهد اجتماع لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشورى، اليوم الاثنين، مشادة كلامية بين النائب عن حزب الكرامة، مجدي المعصراوي، ووزير الثقافة، علاء عبد العزيز، على خلفية وصف الأول لحديث الوزير عن المكسب والخسارة، بأنه "يشبه منطق البقالين"، وهو ما رد عليه عبد العزيز بحدة، بأن ضرب بيده على "الترابيزة" مرتين، قائلا: "لا أسمح لك إطلاقا، ولا أقبل استخدام هذه اللغة". وأضاف الوزير "لا أحد يزايد علي، ومصر أكبر مني ومنك، والبقالين الذين تتكلم عنهم نهبوا المحل لمدة 30 عاما"، فيما تضامن عدد من النواب السلفيين والإخوان معه، مطالبين المعصراوي بأن يتحدث بلغة تليق به كنائب بمجلس الشورى، قبل أن تتعالى الأصوات بين الجانبين داخل اللجنة.
وأكمل المعصراوي حديثه، قائلا "يمكن أن اتفق مع الوزير في أن الوزارة مليئة بالفساد، لكن الفترة الوحيدة في تاريخ مصر التي ازدهرت فيها الثقافة، كانت خلال العهد الناصري في خمسينات وستينات القرن الماضي"، وهو ما دفع عدد من النواب إلى مقاطعته قائلين "ثقافة العري والمعتقلات".
وقال النائب عن حزب غد الثورة، محمد عوف، موجها حديثه لوزير الثقافة، "يا معالي الوزير كلنا معك، طهر طهر طهر" مضيفا "ما نراه في مسلسلات رمضان، ومشاهد العري في الأفلام التي ينتجها ويؤلفها التابعين لوزارة الثقافة، حرام"، وهو ما عقب عليه عبد العزيز بقوله "مصر ثقافتها ومرجعيتها إسلامية، بمسلميها ومسيحييها".
وشدد الوزير على أن الوزارة مستعدة لتبني المشروعات الثقافية لأي مصري، على اختلاف الانتماءات، "لو أي شخص من الجماعة الإسلامية أو الجهاديين لديه مشروع ثقافي، أهلا به في الوزارة"، مؤكدا أن "عهد الإقصاء والاستبعاد انتهى، فالجميع مصريون، والمناصب الثقافية ليست حكرا على اليساريين والليبراليين".
وأكد أنه اكتشف عقب توليه الوزارة، الكثير من وقائع إهدار المال العام، والإسراف المبالغ فيه بكل القطاعات، مضيفا " كانت هناك صعوبة في التواصل مع القيادات المسئولة عن هذا الفساد، لذلك لجأنا إلى إنهاء انتداب بعضهم، وتغييرهم بقيادات أكثر كفاءة، دون أن يكون الاختيار بسبب توجهاتها الإسلامية، أو في سياق أخونة الدولة، كما يردد الإعلام".
وفي رده على أسئلة النواب حول الاتهامات الموجهة إليه بالسعي لاسترضاء رئيس الجمهورية وجماعة الإخوان التي ينتمي لها، أكد عبد العزيز عدم صحة ذلك، مشددا على أن "المناصب محصورة على الكفاءات، أيا كانت انتماءاتها، والفساد المنتشر في الوزارة لابد من مواجهته بكل حزم".
واستعرض الوزير عددا من الوقائع قال إنها تتعلق بإهدار المال العام في البيت الفني للمسرح، وقطاع الفنون التشكيلية، منها لائحة مختلفة لكل منهما، وتباين في الأجور بهما، مشيرا إلى أن "رئيس أحد القطاعات يحصل على 16 ألف جنيه شهريا، و8 آلاف أخرى كبدل لجهد غير عادي، ورئيس دار الأوبرا السابق كانت تحصل على 487 ألف جنيه خلال 18 شهرا فقط بعد الثورة".
وأوضح أن "مرتجعات الجرائد والمجلات التابعة للوزارة تصل في بعض الحالات إلى 93%، وهو ما يعد إهدارا للمال العام، ونتيجة لسوء الإدارة والمحتوى والتوزيع"، لافتا إلى عدم وجود خطة واضحة أو استراتيجية للترجمة، في ظل غزو دول مثل الصين وتركيا وإيران ثقافيا للقارة الإفريقية، كما أكد أن الوزارة بصدد إنشاء بنك للترجمة، لنشر الثقافة المصرية في الدول الإفريقية، وإصدار مجلة جديدة معنية بالشأن العربي".