اقتحم عدد من النشطاء مقر حزب النور بمدينة المحلة الكبرى، أمس الأول، وحاولوا إشعال النيران فيه، على خلفية اتهام الثوار لمجموعة من الملتحين بإطلاق النار عليهم أثناء وقفتهم الاحتجاجية بميدان الشون. وفيما أصدر حزب النور بالغربية بيانا انتقد فيه محاولة اقتحام مقره، استنكر ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، الاعتداء على مقر «النور» بالمحلة، وقال: الدعوة ترفض حمل السلاح وليس لها سلاح، وحرق المقر هو تأكيد على وجهة نظر الدعوة فى عدم التصعيد أو المشاركة فى فعاليات حشد أو حشد مضاد.
وحذر برهامى فى تصريحات صحفية أمس، أبناء الدعوة وحزب النور من استدراجهم إلى مصادمات دموية، مؤكدًا انهم لم يطلبوا من أحد الدفاع عن مقراتهم أو حمل السلاح أو التطوع بذلك.
وأكد حزب النور السلفى، أن تكرار الاعتداء على بعض أبناء الوطن ممن لهم سمت «إسلامى» مميز ك«اللحية والنقاب»، أمر غريب على طبيعة الشعب المصرى الرافض لهذه الممارسات العدوانية، محذرا فى الوقت نفسه من تنامى هذه الظاهرة الخطيرة على أمن الوطن وسلامته.
وألقت أجهزة الأمن القبض بالفعل على أحد الملتحين، واحتجزته بقسم ثان المحلة، وتبع ذلك محاولة البعض اقتحام مقر حزب النور السلفى بمنطقة بنزايون بمدينة المحلة الكبرى بعد محاصرته وإلقاء زجاجات المولوتوف داخله، فيما انتقلت أجهزة الأمن للمقر للمعاينة.
وقال أحد المتظاهرين إن ملتحيا أطلق النار من داخل مقر الحزب عليهم، الأمر الذى أثار حفيظتهم ودفع البعض لمحاولة اقتحام وإحراق المقر، فى الوقت الذى نفى فيه أحمد القطان، أمين حزب النور بالغربية، إطلاق أى نيران على المحاصرين للحزب أو المتظاهرين، واتهم الأمن بالتقاعس عن حماية المقر وأعضاء الحزب، رغم تعدد الاستغاثات برجال الأمن.
وأصدر القطان بيانا أكد فيه أن علاقات حزب النور بكل القوى السياسية والحركات الثورية بالمحلة وغيرها جيّدة، وأن الحزب لن يستبق نتيجة التحقيقات الرسمية بتوجيه أصابع الاتهام لأى جهة من الجهات، مثمنا موقف العقلاء والأفاضل من أهالى المحلة الكرام من جيران الحزب فى اخماد الأزمة.
ونفى القطان وقوع حالات وفاة من بين أعضاء الحزب كما نشر فى بعض المواقع الإخبارية، وهذا ما أكده الدكتور محمد شرشر وكيل وزارة الصحة بالغربية.
إلا أن اللواء حاتم عثمان، مدير أمن الغربية، أكد أن ملتحيا أطلق النيران بالفعل على محاصرى الحزب، وهو ما تسبب فى إشعال فتيل الأزمة.
واتهم سياسيون جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية باشعال فتنة بين حزب القوى السياسية وحزب النور بعد التقارب بين الحزب وباقى القوى السياسة.
واتهم محمد حملاوى، عضو ائتلاف شباب الثورة بالمحلة، الإخوان بنشر الفتنة فى المدينة العمالية والتسبب فى الاشتباكات التى حدثت وإيهام الثوار والمتظاهرين أن الملتحين الذين أطلقوا النار على الثوار من السلفيين.
واستنكر حملاوى الاعتداء على «النور»، مؤكدا ان الحزب ليس له علاقة بالاشتباكات وان المتظاهرين أبرياء من تهمة الاعتداء على مقره، مؤكدا أن المسيرة كانت سلمية.
فيما أكد حمدى الفخرانى عضو مجلس الشعب السابق فى تصريحات خاصة ل«الشروق» أنه لا يصح التعامل مع حزب النور بهذا الشكل وأن هذه الأفعال لا ترضى أحدا، خاصة أن حزب النور لم يشارك فى التظاهرات الأخيرة للقوى الإسلامية.
كانت مدينة المحلة قد شهدت مساء السبت مسيرة كبيرة طافت الشوارع الرئيسية مرورا بشارع البحر احتجاجا على سوء الأوضاع الاقتصادية التى تشهدها البلاد مطالبين برحيل رئيس الجمهورية، وقاموا بقطع الطريق، وحاصر بعضهم مقر حزب النور السلفى، وأطلقوا الأعيرة النارية صوب المقر، احتجاجا على قيام أحد الملتحين بإطلاق أعيرة صوتية عليهم، كما قذفوا المقر بالحجارة والمولوتوف محاولين إحراقه.
وسادت حالة من الذعر بين المواطنين والمارة جراء إطلاق النار بشكل عشوائى وقامت أجهزة الأمن بمعاينة المقر لتحديد التلفيات كما تبذل جهودها لضبط الجناة الهاربين.
من ناحية أخرى، شهد سوق الحكمة بطنطا معركة ضارية بين عدد من البائعات ومنتقبة لمجرد دفاعها عن الرئيس مرسى حيث أوسعت البائعات المنتقبة ضربا وجردنها من نقابها.