مناشيه أمير، يهودي من أصل إيراني، يعمل مذيعًا في "صوت إسرائيل" بالفارسية منذ 53 عامًا. وقد ارتبط اسمه بالاذاعة الناطقة بالفارسية ومقرها القدس، فالصور المعلّقة داخل الاستوديو، من فترات مختلفة، توحي بالمراحل التي عاشها الرجل: قصاصات صحف، ورسائل أرسلت له على مدار السنوات، أحدى هذه الرسائل كانت من الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، باللغتين العبرية والفارسية يشيد فيها بعمله عبر السنوات. ويبيّن وجود هذه الإذاعة مدى الاهتمام الإسرائيلي بالشأن الإيراني، إذ يعيش في إسرائيل يهود من أصل إيراني فضلا عن العلاقة الإسرائيلية الإيرانية، التي عرفت الكثير من الصعود والهبوط على مدار العقود الماضية. وكانت العلاقات مزدهرة بين البلدين قبل الثورة الإيرانية عام 1979، أما ألان فيبدو التوتر واضحًا خصوصًا فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني.
حضور الأنباء عن الانتخابات الإيرانية قوي في الإذاعة، ولكن مناشيه أمير، يرى أن اهتمام اليهود من أصل إيراني في إسرائيل بالانتخابات الإيرانية هو "قليل للغاية"، واصفًا ما يجري في الانتخابات بأنه "لعبة انتخابات ولعبة ديمقراطية" ومشددا على أنها لن تأتي بتغيير حقيقي.
يعيش في إسرائيل قرابة ال 250 ألفًا من أصل إيراني. منهم من تبوأ مناصب حكومية رفيعة. ومن أبرزهم الرئيس الإسرائيلي السابق موشي كاتساف، الذي سجن في أعقاب قضية اغتصاب، ولا يزال يقبع في السجن حتى اليوم، وشاؤول موفاز الذي شغل منصب وزير الدفاع الاسرائيلي السابق، وترأس حزب كديما أخيرًا، فهو أيضًا من مواليد ايران.
وكذلك الحال مع قائد هيئة الأركان الأسبق دان حالوتس، وهو ايضًا من أصل ايراني، حيث قاد الجيش الإسرائيلي أثناء حرب لبنان الثانية، لكنه استقال من منصبه عام 2007.
ولا يقتصر الأمر فقط على مجالي السياسة والأمن، فمن الإسرائيليين من أصل إيراني من تربع على عرش المشاهير، كالمغنية ريتا، التي أصدرت مؤخرًا البومًا باللغة الفارسية.
على الرغم من انخراط اليهود من أصل إيراني في إسرائيل إلا أنهم يحافظون على الثقافة الإيرانية. ففي بيت باباك يتسحاكي، الذي ولد في ايران، يظهر هذا جليًا: فالعلم الإيراني، هو أول ما يظهر عند دخول بيته في مدينة حولون.
يتحدث يتسحاكي -الذي غادر إيران بعد الثورة عام 1979 تسللاً- عن الانتخابات الإيرانية قائلا: إنه يريد تغييرًا، وقد ابدى معارضة لما يجري اليوم في إيران.
اما فيما يتعلق بالثقافة الإيرانية في إسرائيل فعقب بقوله "نحن نحافظ ليس فقط على ثقافة الطعام، نحن نحتفل بالأعياد مثل النوروز ونتحدث الفارسية في البيت، وقد أطلقت اسما فارسيا على ابنتي".
وتتجه أنظار العالم نحو إيران لمعرفة نتائج الانتخابات. لكن لدى اليهود من إصول إيرانية في إسرائيل لا يبدو الأمر كذلك، فالاهتمام قليل، لكن مع هذا، وبحسب ما قالوه لنا، فإن الحاجة للتغيير مطلوبة.