حفرة كبيرة فى باطن الأرض، مبطنة بأكياس من البلاستيك، تلك هى المدافن الهادفة إلى تأسيس نظام إدارة للمخلفات الخطيرة، وتسمى «المدافن الصحية». وتوجد فى أربع مناطق بمصر وهى القطامية وشبرامنت و15 مايو ومدينة السلام، ويرجع ظهورها إلى العقد الماضى فى مصر. وعلى الرغم من أنها ظهرت فى الدول الأوروبية والولاياتالمتحدةالأمريكية فى وقت سابق على ظهورها فى مصر، فإنها اختفت من أوروبا وتسعى الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى منعها، فقد ثبت أنها تسهم فى حدوث ظاهرة الاحتباس الحرارى فى العالم بنسبة 7%، كما أنها تستهلك مساحات شاسعة من الأراضى. وعلاوة على ما سبق، رصدت د. ليلى إسكندر خبيرة فى التنمية فى صالون جمعية «نهضة المحروسة» والذى تناول عرضا لأسلوب جديد لإدارة القمامة، إن هناك عدة سلبيات فى تطبيق المدفن الصحى فى مصر وهو أن الغلاف البلاستيك الموجود فى تلك المدافن، توجد به شقوق مما يؤدى إلى تسرب ما يحتويه إلى الأرض. وبسبب وجود المواد العضوية فى تلك القمامة، تتولد بعض الغازات الضارة للبيئة وللصحة، كما تحرم المستفيدين من الموارد الموجودة بالقمامة والذين يهتمون بإعادة تدويرها. وعليه، فهى ليست الوسيلة المثلى للتخلص من النفايات فى مصر. ووصفت د. ليلى الوضع الحالى للتعامل مع القمامة بالمتردى، حيث إن شركات القمامة الحالية تجد صعوبة فى التعامل مع القمامة وهو ما تسبب فى بقاء الفئران معنا، كما أن المصريين منزعجون من دفع رسم القمامة وفى المقابل يجدون خدمة رديئة، حيث إن 30% من المخلفات لاتزال موجودة فى الطرقات. وأضافت أن الوضع المأساوى قد تضاعف عقب ذبح الخنازير، بالإضافة إلى أن ثلث الشعب المصرى يعيش تحت خط الفقر، وبالتالى يظهر من بينهم فئة «النباشين» فى القمامة، وهم ليسوا بمتخصصين فى فرز القمامة بحرفية عالية، مما يؤدى إلى وجود منظر سيئ لصناديق القمامة الموجودة بالشوارع، كما أن هناك من يجرى عمليات تخريبية لتلك الصناديق كأن يفسد عجلات الصندوق. وأشارت إسكندر إلى طريقة للتعامل مع القمامة، طبقت فى عدة مناطق من ضمنها المنيل ودير الملاك والمعادى والزاوية الحمراء ولاقت نجاحا، عبارة عن دعوة القاطنين بتلك الأحياء إلى فصل المواد العضوية، عن القمامة الأخرى وعدم وضعها فى أكياس بلاستيكية ضارة للبيئة. فالقاهرة تنتج 14ألف طن من القمامة نصفهم عضوى، يمكن الاستفادة منه فى تصنيع سماد عضوى خالى من المواد غير العضوية الأخرى. كما أن تلك الطريقة ستسهم فى تغيير النظرة الدونية لمهنة جامعى القمامة، وتشجع الشباب العاطل على الذهاب لجمع «موارد» وليست قمامة لإعادة تدويرها.