أعد المركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى، دراسة ميدانية للحد من ظاهرة الغش الالكترونى فى الامتحانات، تعتمد على رسم خريطة لوزارة التربية والتعليم، تحدد شبكة العلاقات التى يجب أن تتواصل بها الوزارة مع نحو 20 جهة، لمواجهة هذه الظاهرة، خاصة فى الثانوية العامة التى تنطلق غدا. تأتى أهمية الدراسة التى يشرف عليها الدكتور أسامة ماهر، رئيس قسم التدريب والاعلام بالمركز، بعد أن شهدت امتحانات الثانوية العامة فى العام الماضى، طريقة للغش عبر مواقع التواصل الاجتماعى خلال انعقاد الامتحان، عن طريق رسائل البلاك بيرى. ورفضت وزارة الاتصالات العام الماضى الاستجابة لطلب وزير التربية والتعليم السابق جمال العربى، بوقف خدمة هذه الرسائل خلال وقت اللجان، لما فيه من ضرر لباقى المشتركين فى الخدمة، كما رفض طلب الوزير بالتشويش على هذه الرسائل. وتعتمد الدراسة طريقة تكامل الادوار بين الجهات المختلفة لمواجهة ظاهرة الغش، من خلال تصميم مجموعة من الخرائط التى تربط جميع هذه الجهات ببعضها، وفقا لشبكة تعتمد على أن لكل جهة مهاما وأدوارا يجب أن تقوم بها فى صورة تكاملية مع الجهات، لتحقيق الهدف.
وتحدد هذه الخرائط طريقة التنسيق بين وزارة التربية والتعليم ووزارات الاتصالات والداخلية، الإعلام، والمحافظات، والمجلس الأعلى للجامعات، والمركز القومى للامتحانات التقويم التربوى، ومؤسسات المجتمع المدنى، الأكاديمية المهنية للمعلمين، قبل وأثناء وبعد الاختبار.
ويقول المشرف على الدراسة، إن وزارة التربية والتعليم لا ينبغى أن تكون كبش الفداء الذى يدف الثمن فى مثل هذا النوع من الغش، ويجب أن تتكاتف مؤسسات الدولة كلها لمواجهته، بمنظومة موحدة لتحقيق تعليم متميز.
كانت وزارة التربية والتعليم نظمت خلال الأيام الماضية دورات تدريبية لمراقبى وملاحظى الثانوية العامة، للتعرف على كيفية اكتشاف أحدث وسائل الغش التى يستخدمها الطلاب، كالأقلام و أجهزة المحمول والنظارات المزودة بكاميرات وغيرها، والتى يمكن أن تتصل بالإنترنت. وأصدرت الوزارة قرارا وزاريا يقضى بإلغاء امتحان أى طالب تضبط معه هذه الأدوات، على اعتبار أن حيازتها تعنى الشروع فى الغش أو المساعدة عليه.