«ماكناش متصورين إن البنات ممكن تخبى الموبايلات فى أماكن متوصلهاش ايد المفتش، قبل ما يدخلوا لجنة الامتحان». قالها مبتسما المسئول عن امتحانات الثانوية العامة رضا مسعد وهو يسدل الستار على امتحانات الثانوية العامة، التى استمرت شهرا وانتهت أمس الأول، وشهدت ظاهرة الغش عن طريق الانترنت، «ده غير الغرائب والطرائف الثانية اللى مكناش عاملين حسابها أبدا».
«53 طالبا بس هم اللى قدروا يوصلوا لهم بعد كل محاولات الغش بالموبايلات اللى الوزارة اعترفت بيها».
كما يوضح ناصر على مدرس التاريخ بمدرسة الطبرى الثانوية، وهو يشاهد تصريح وزير التربية والتعليم فى التليفزيون، عن حرمان الوزارة لعدد 53 طالبا من الامتحان بسبب الغش بالبلاك بيرى.
كانت وزارة الاتصالات قد رفضت طلب وزارة التربية والتعليم بقطع خدمة رسائل البلاك بيرى أثناء فترة امتحانات الثانوية، بعد ثبوت استخدامها فى الغش منذ أول أيام الامتحانات، وعللت الوزارة رفضها بأن الطلب يخالف حقوق المشتركين فى الخدمة. ورغم ذلك يرى رضا مسعد مسئول الامتحانات بالوزارة أن الأمر لا يدعو للقلق «ده مش غش الكترونى على نطاق واسع زى ما الناس فاكرة، دى محاولات اختلاس فردية فى الخفاء، وإذا تسربت حالات على الانترنت لا تساوى شيئا، وقبضنا على بعضهم وحولناه للتحقيق».
ولكن ناصر على مدرس التاريخ يرى أن الموضوع يستحق الدراسة، وأن أحد أسباب موجة الغش التى حدثت هى عدم إشراك الوزارة المدرسين فى وضع أسئلة الأمتحان، «لو كانت الوزارة بتشارك المدرسين فى وضع المناهج وفى وضع أسئلة الامتحان، وما تقفلش على نفسها، كانت استعدت لطرق الغش الجديدة دى بطرق كتيرة، وكانت كمان حمت المدرسين من اعتداء الطلبة عليهم بالجنازير والأسلحة البيضاء».
لكن التصدى للغش الالكترونى فى رأى الأستاذ بالمركز القومى للامتحانات محمد فتح الله، يكون بتشريع قوى، الأستاذ يعتبره جريمة، ويطالب بتدريب متخصص للمدرسين على محاربة أشكال الغش المتوقعة كل عام، بالإضافة إلى طرق امتحان مختلفة، «طريقة الامتحانات كلها لازم تتهد».
طرق الامتحان الحديثة التى يقصدها فتح الله تركز على طول الامتحان، بحيث لا تعطى الفرصة للطالب للغش، وعلى أن يكون قد تدرب عليها فلا يخاف من الامتحان ولا يؤذى المدرس.
«طالبة خبأت 9 موبايلات فى جسمها، وطالب تانى أخفى 12 سماعة بلوتوث عشان مصر إنه يغش». كان رضا مسعد مسئول الامتحانات بالوزارة، يعدد أغرب حالات الغش التى تم ضبطها، مؤكدا أن الوزارة ستستعد من العام المقبل بمواجة الغش الالكترونى، بالاستعانة بأجهزة للكشف عن أجهزة المحمول المختلفة، تشبه تلك التى تستخدم فى تفتيش رواد المولات، لتمر على كل أجزاء جسم الطلبة دون حرج.
ويوجه رضا طلب المساعدة أيضا من أولياء الامور، لأنهم من يشترون تلك الأجهزة لأبنائهم، بأن عليهم أن ينصحوا أبناءهم بعدم الغش»، لأن الامتحانات فى مستوى الطالب اللى عايز ينجح، والنجاح أفضل من إنه يغش ويتحرم من الامتحان، لكن الطالب المتفوق لا بيغش، ولا بيقبل أن حد يغش منه».