«أقدم دائما ما يرضينى كممثل ويحترم ذكاء جمهورى».. تلك هى المعادلة الخاصة التى كشفها النجم احمد عز، لتجسد نظرته لنفسه، ولمشوار فنى يرسم خطاه بوعى واصرار ودأب وطموح يرضى الفنان بداخله أولا، وهو يدرك أن الجمهور هو من يؤكد شرعية طموحه ويكتب شهادة استمراره متألقا عبر المسيرة مهما امتد عمرها. يفكر جيدا فى كل شخصية يقدمها على الشاشة، سواء كانت باختياره أو بترشيح من آخرين، يتعامل معها كمحطة مهمة وجديدة وثقته فى نفسه والتى بلا حدود هى ما تمنحه المؤشر لخوض التجربة.
فى هذه الأيام يعيش أحمد عز بكل جوارحه شخصية فيلمه الجديد، التى يحاول من خلالها ان تكون شاهدة على حقبة تاريخية واجتماعية تعيشها مصر، وهى لضابط شرطة، ولأن الأحداث التى يشهدها الشارع المصرى تشهد متغيرات سريعة، فالشكل النهائى للعمل لم تتحدد معالمه بعد حسبما يقول أحمد عز والذى اضاف «بالفعل أعمل الآن على تحضير فيلم جديد، ونحن الآن فى مرحلة كتابة السيناريو، ولم نستقر بعد على الأبطال أو المخرج، والفيلم الجديد سيكون مواكبا للأحداث التى نمر بها الآن سياسيا، وفيه اجسد دور ضابط شرطة، نابع من قلب المشهد المعاش وله مواصفاته الخاصة، ولكن لا استطيع أن أقول تفاصيل الآن، لأن فى الحقيقة السيناريو الذى يكتبه وائل عبدالله يتغير بشكل مستمر.
● اصبحت تشكل ثنائيا مع وائل عبدالله، يبدو ان افكاركما تتلاقى فى هذه الحقبة من مسيرتك؟ أرتاح فى العمل مع السيناريست وائل عبدالله، لأن فكرنا قريب، لذلك 90 % من أعمالى مع وائل، لأنه يريد مصلحتى ويقترح أشياء كثيرة على تناسب ما اطمح له، والموضوع يكون دائما شورى بيننا.
● كيف تفكر الآن فى عملك فى ظل الظروف الراهنة؟ فى بداية كل خطوة جديدة، افكر فى ماذا سأقدم للجمهور، وماذا سأقدم لاحمد عز حتى فكرة أن أقدم حاجة أشوق بها المشاهد أو اضحكهم بها اى اسعادهم فى حد ذاتها فكرة صالحة، فالفنان الذى يقدم فيلما للضحك فقط، فى ظل الظروف الحالية، أراه شيئا جيدا، فأنت بذلك عملت حاجة تطيب بها خاطر الناس، وتمنح الفرصة لمشاعرهم بتنفس حياة. اننى أفضل فى أفلامى أن أجعل المشاهد طوال الفيلم فى قمة تركيزه معى، والأفضل أن يحمل الفيلم بجانب ذلك قضية وموضوعا مهما وهو ما اسعى اليه باستمرار واحققه. وبعد لحظة صمت، استطرد عز: ولكن من المستحيل أن يجد الممثل هذا فى كل فيلم يشارك به، ولذا من الأفضل أن تتعامل مع سيناريو من بدايته، من أول مشهد فيه.. لتطمئن على كل عناصرك.. الفكرة، الموضوع، التشويق... الخ. وهنا اقول لك ان فيلم «المصلحة» جاءنى ردود أفعال جيدة بعده، حيث تم طرحه فى موسم منتصف العام، ولا يزال فى دور العرض حتى الآن، وهو شىء جيد، وكل أفلامى لم يخذلنى الجمهور فيها.
● اذن تعمل الف حساب للجمهور؟ دائما لا انزل إلى الجمهور إلا بعمل جيد، ولذلك بفضل الجمهور بعد ربنا، فيلم «365 يوم سعادة» تم عرضه أثناء الثورة ونجح، و«حلم عزيز» تم طرحه بعد «المصلحة» ب3 أسابيع وحقق نجاحا، واعتبر هذه ثقة من الجمهور لن افرط بها مهما كان، ولن أجامل فى عملى على حساب الفلوس.
● يبدو انك تضع خارطة طريق خاصة لنجوميتك؟ بالنسبة للنجومية، فأنظر لها مثل الأستاذ عادل إمام، وهو أن تظل نجما من البداية حتى تقرر ان تعتزل. نحن الآن فى زمن انتشار البرامج الفنية والاعلانات وغيرها، اصبحت الشهرة سهلة، ولكن من الصعب أن تظل نجما على مدار عمرك كله، وهذا ما انشده، ولا أحب الفرقعة أن اظهر عامين واختفى بعدها، والأهم من هذا أن تقدم فيلما تستطيع أن تراه بعد 10 سنين وانت فخور به، مثلا «ملاكى اسكندرية» حتى الآن ممكن أن أشاهده، وهو ما أحاول أن أصل إليه واعمل من اجله، وسوف أقدم دائما ما يرضينى كممثل ويحترم ذكاء جمهورى، من الممكن أن أكون لست أعلى الإيرادات كل عام، إنما اسعى أن اكون من أهم الأفلام المتواجدة كل عام، فالبطولة أن تظل موجودا لدى الجمهور ويظلوا يثقوا بك.
● هل تشعر بهذه الثقة فى كل عمل؟ منذ فيلم «365 يوم سعادة» قدمت أربعة أفلام فى العامين الماضيين، وهى «حلم عزيز» و«المصلحة» و«الحفلة»، وأرى أن هذا معدل جيد، من حيث الكم والكيف، وهى اعمال اعتز بها مثلما التف حولها الجمهور. الواقع اننى صعب جدا فى شغلى، لا أرضى بأقل من نجاح كامل، وأضع فى ذهنى أن يخرج المتفرج سعيدا من أفلامى نتيجة صورة جيدة ومستفيدا شيئا، وكل عام أسعى إلى تطوير مهاراتى، وأن اكون ممثلا أقوى من السنة السابقة، وحلمى أن أكون موجودا مع الكبار.
● علمت ان طموحك ان تصل للمشاهد خارج مصر ايضا؟ أنا أركز جيدا فى عملى، لأنه لا يوجد ما هو أهم منه، ولابد ان اقدم شيئا جديدا، بالإضافة إلى هذا أريد أن أعرض ما أقدمه فى الخارج، وهذا حلم مشروع بدأته مع «الشبح» عرضنا فى لندن وكندا، و«المصلحة» تم عرضه فى أكثر من ولاية بأمريكا.
● هل طبيعة المرحلة تساعد على ذلك؟ كل فترة لها صعوباتها، فالتواجد والحفاظ على السينما والصناعة والانتاج سواء كان تلفزيونيا أو سينمائيا هو المطلب الذى نحتاج أن نقف وراءه وندعمه لأن الحالة غير المستقرة للبلد تحتم ذلك، فهناك صناعات تُهدم، وصناعة السينما من الممكن أن تتعرض لهذا، لو لم نقف بجانبها، لو نظرنا فى آخر الفيلم فى التتر يوجد نحو أكثر من 100 اسم بالإضافة إلى عمال السينمات وغيرهم الذين يعيشون على هذه الصناعة. وهذا المناخ يجعل هدفنا التواجد، ولكن عندما تهدأ الأمور سيتغير الطموح إلى أن نعلو بالإنتاج ونذهب به إلى أماكن أخرى، وعندما يتواجد مناخ جيد تأتى القدرة على الانتاج، والانتاج السينمائى الآن لا يزيد على 10 أو 15 فيلما فى السنة، الطبيعى أن أفلام الصيف كانت تظل أسبوعين داخل المنافسة، ولكن نتيجة عدم وجود انتاج يتواجد فيلم «الحفلة» منذ 25 يناير وحتى الآن وقد تجاوزت ايراداته العشرة ملايين جنيه. ورأيى أن انتشار نسب «إيرادات شباك التذاكر» رغم أنها من الأمور الجيدة، والتى توضح إلى أى مدى حقق الفيلم جماهيريته إلا أنه أحيانا تظهر نسب إيرادات بشكل غير سليم تنعكس على صناعة الفيلم، وأبطاله.
● اعتقد أن التفكير فى مضمون الأعمال يحتاج الى اعادة نظر ايضا؟ لابد أن نعمل وننتج أفلاما أكثر بها مواضيع أكثر واقعية، لأن الفيلم يجب أن يواكب الأحداث فهو مرآة المجتمع، كما أنه إذا خلصت النوايا واشتغلت فن للفن بدون أى اتجاهات سوف ننتج سينما جيدة.
● الكثيرون يرون ان الكوميديا أكثر سلاح مضمون؟ لست كوميديانا، ولكن سأكون زائرا للكوميديا كل فترة، مثلما عملت فى «365 يوم سعادة» و«حلم عزيز»، ولكن فى النهاية السيناريو هو الذى يتحكم، ولو الناس محتاجة تضحك بأى شكل، لأن السيناريو هو الأم والأب الشرعيين لأى عمل، لو انت عظيم ومعاك سيناريو سيئ عمرك ما هتنجح.
● ما المفردات التى تحرص على توافرها قبل الشروع فى عمل؟ (سيناريو، انتاج، اخراج) أهم المواصفات التى أضعها قبل العمل فى أى فيلم، لا اختار المخرج طبعا، ولا أتدخل فى اختيار أى أحد، فالفن عمل جماعى، ولكن الديكتاتورية تكون مطلوبة فى الشخصية أو فى الأداء، لكن الديكتاتورية المطلقة فى الأفلام لا تنفع، من غير الممكن أن أكون جيدا بدون فريق العمل الذى عمل معى من مخرج وممثلين معى.
● لكن بالقطع تضع مواصفات خاصة للشخصية من عمل لعمل، طريقة الكلام والنظرة والكاريزما وغيرها؟ يكون بالاتفاق، هذا الكلام يكون قبل التصوير، ومع بداية التصوير أقوم بتسليم نفسى للمخرج، وطوال أعمالى اشتغلت مع مخرجين أضافوا لى الكثير، مثل ساندرا وأحمد علاء وغيرهما.
● كنت احد النجوم الذين حضروا لقاء خاصا مع وزير الدفاع وأردت أن تلقى بشهادتك عليه فماذا تقول؟ الجيش لا ينبغى أن نحمله الأخطاء السياسية أو التوتر السياسى الذى نعيش فيه، وأننا على ثقة أن القوات المسلحة عندما نحتاجها سوف نلقاها معنا داخليا وخارجيا.. على مستوى مصر والأمة العربية.