رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن استمرار الفوضى في سوريا؛ من شأنه أن يمثل تهديدًا للإنجازات الاقتصادية والسياسية، التي صنعها حزب التنمية والعدالة في تركيا بزعامة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بشق الأنفس. وأوضحت الصحيفة، في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني، اليوم السبت، أن النزاع السوري بات يشكل تهديدًا حقيقيًا على تركيا، مشيرة إلى الهجمات الإرهابية الأخيرة التي وقعت في بلدة ريحانة التركية، والتي يشتبه في أنها من تخطيط القوات الموالية للنظام السوري، ردًا منها على الدعم التركي لقوات المعارضة.
ولفتت الصحيفة إلى أن تركيا تمكنت خلال العقود الأخيرة من كسب مكانة مرموقة وسط المجتمع الدولي، باعتبارها "دولة مستقرة في منطقة مليئة بالاضطرابات"، الأمر الذي أدى بطبيعة الحال إلى تخفيف حدة المشاكل الاقتصادية، التي كانت تعاني منها البلاد، وتدفق الاستثمارات الأجنبية على أنقرة، ما سمح لتركيا بالانضمام إلى مجموعة ال20.
على الصعيد السياسي، أصبحت تركيا دولة ذات أغلبية من الطبقة المتوسطة لأول مرة في تاريخها،مما ساعد حزب التنمية والعدالة بزعامة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان على الفوز في ثلاثة انتخابات متتالية منذ عام 2002، وفقا لقول الصحيفة.
وبناء على ذلك، أكدت الصحيفة أن تركيا لن تكون في مأمن من تداعيات الأزمة السورية أو من نظام الأسد الذي يسعى للانتقام من تركيا لدعمها المعارضة .. لافتة إلى أن النمو الاقتصادي والاستقرار السياسي في تركيا هما عاملا الجذب الأهم لتوافد الاستثمارات الدولية على تركيا.
وتابعت "إن الحرب السورية من شأنها أيضا أن تهدد محاولات أردوجان الرامية لإعادة تشكيل نظام سياسي في بلاده يحاكي نظم الحكم في كبرى الديمقراطيات الغربية،حيث يسعى حاليا لإحلال السلام مع حزب العمال الكردستاني،لكسب بعض الدعم الكردي في المستقبل حال ترشحه لرئاسة البلاد عام 2014" .
وقالت الصحيفة أن أردوجان يدرك جيدا أنه ما لم يؤمن المزيد من الدعم الأمريكي للإطاحة بنظام الأسد،فإن تركيا ستصبح الخاسر الأكبر في المنطقة،وسيصبح هو الخاسر الأكبر في صناديق الاقتراع،حال لم يستطع حشد الأغلبية المطلقة في عام 2014" .
واعتبرت الصحيفة أن واشنطن وحدها في يدها مفتاح حل تلك الأزمة،حيث يبدو أن لقاء أوباما وأردوجان أول أمس طرح خياران على الطاولة؛إما تقديم دعم عسكري للمعارضة من قبل واشنطن،أو إنشاء منطقة حظر طيران.
ورأت الصحيفة الأمريكية أن تطبيق أحد هذين الخيارين من شأنه تغيير ديناميكيات اللعبة العسكرية في المنطقة ويساعد في توحيد "أصدقاء سوريا" وراء قيادة أمريكية.
وخلصت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، ختامًا إلى أن التدخل الأمريكي الفعال سينهى الشكوك حول مدى التزام الولاياتالمتحدة تجاه الحفاظ على أمن وسلامة الشعب السوري، ويحفظ تركيا من التورط في صراع دموي يقوض إنجازاتها الاقتصادية والسياسية.