غدًا يبدأ مهرجان كان السينمائى الدولى دورته ال66، وهو يحتفى ليس فقط بالتجارب السينمائية الجديدة لمبدعين ينتمون لجميع الأعمار والتيارات عبر مسابقته الرسمية وأقسامه المتعددة، بل ويستحضر من الماضى أهم النماذج فى تاريخ السينما على مدى ما يقرب من مائة عام. ولأن علاقة السينما المعاصرة بتاريخها كانت على وشك أن تتغير بظهور التكنولوجيا الرقمية، ولأن مهرجان كان يؤمن بأنه يجب أن يخلد سينما الماضى، أسس منذ عام 2004 قسم «الكلاسيكيات»، ليعرض من خلاله الأفلام القديمة وروائع تاريخ السينما فى نسخ مرممة، لتصبح هذه الكلاسيكيات جزءا طبيعيا وأساسيا فى الاختيارات الرسمية، وهى الفكرة التى تم نسخها فى المهرجانات الدولية.
سيتم عرض الأفلام المهمة التى تم اختيارها لهذا العام بحضور الذين رمموها وأنجزوها إذا ما كانوا على قيد الحياة، وسيضم البرنامج 20 فيلما طويلا و3 أفلام وثائقية.
ستقدم النجمة الأمريكية المعتزلة كيم نوفاك نسخة مرممة لفيلم «فيرتيجو» تحفة ألفريد هيتشكوك، الذى يعد نجم الكلاسيكيات، وفيلم «الغذاء الكبير» من إخراج ماركو فيريرى، الذى أثار بلبلة فى الكروازيت خلال عرضه سنة 1973, وللاحتفال بالذكرى الخمسين لواحدة من أكثر الملاحم شهرة وإثارة للجدل فى تاريخ السينما، تعرض نسخة مرممة من فيلم «كليوباترا» من إخراج جوزيف مانكيفيتش، وسيتم عرض الفيلم بحضور كايت بورتون، ابنة ريتشارد بورتون وكريس ويلدين ابن إليزابيث تايلور.
وفيلم «أوليمبياد ميونخ» الذى قدم عام 1972، لكل من يورى اوزيروف، ميلو فورمان، ماى زيتيرلين، كلود لولوش، أرتر بين، ميكائيل بفليجار، جون شليزينجر وكون إيشيكاوا.
وفيلم «الملكة مارجو» من إخراج باتريس شيرو، الذى يعود للكروازيت بعد مرور عشرين سنة برفقته بعض الكوميديين الذين شاركوا فى الفيلم، من بينهم دانييل أوتوى عضو لجنة التحكيم.
وفى إطار احتفال المهرجان بالذكرى المئوية لميلاد السينما الهندية، يُعرض فيلم «شارولاتا» رائعة ساتيا جيت راى، كما يعرض فيلم «الإمبراطور الأخير» لبرناردو برتولوتشى، وفيلم «فيدرو» للأمريكى بيلى ويلد،
وفيلمLE JOLI MAI من إخراج كريس ماركر وبيير لوم، وفيلم GOHA من إخراج جاك باراتيى، الذى تم عرضه عام 1957، وكان أول فيلم لكلوديا كاردينال مع عمر الشريف، وفيلم «لوكى لوتشيانو» لفرنشيسكو روزى.
وفيلم «صحراء تارتارى» من إخراج فاليريو زورلينى، وفيلم THE APPRENTICESHIP OF DUDDY KRAVITZ من إخراج تيد كوتشيف، وفيلم LES PARAPLUIES DE CHERBOURG من إخراج جاك ديمى، وفيلم «هيروشيما حبيبتى» لألان رينين.
وفيلم «الجنرال» لبستر كيتو من عام 1926، كما يُعرض ضمن عروض الشاطئ فيلم «العيد» لجاك تاتى، وفيلم «الإمبراطور الأخير» لبرناردو بيرتولوتشى».
ويُعرض فيلم واحد من أفريقيا فى هذه التظاهرة للمخرج السنغالى عثمان سيمبان، وهو فيلم «بيروم ساريت» من عام 1963، وفيلم THE LAST DETAIL إخراج هال أشبى. وتخلو القائمة من اى فيلم عربى.
وبمناسبة الذكرى الخمسين على وفاة كوكتو الذى كان رئيسا للجنة تحكيم مهرجان كان وساهم فى الخمسينيات فى تطويره سيتم الاحتفال بكوكتو الكاتب، الشاعر، الرسام المتوفى سنة 1963. من خلال عرض فيلم «الجميلة والوحش» فى أمسية خاصة، كما سيعرض أيضا فيلمان وثائقيان من إسبانيا وإيطاليا. وسوف يكرم المهرجان بشكل خاص، النجم الفرنسى الكبير آلان ديلون البالغ من العمر 77 عاما، وعرض فيلمه الأول «ظهيرة قرمزية» إخراج رينيه كليمو (1960) الذى أقتبس من رواية «مستر ريبلى الموهوب».
ويأتى تكريم ديلون الذى يقيم حاليا فى سويسرا، فى إطار برنامج «كلاسيكيات كان» بعرض فيلمه «الظهيرة القرمزية» بعد ترميم النسخة الاصلية وهو الفيلم الذى مهد الطريق أمام ديلون للقيام ببطولة عدد من أهم الأفلام فى الستينيات من إخراج كبار المخرجين مثل «روكو وإخوته» للمخرج الإيطالى فيسكونتى، و «الفهد» للمخرج نفسه.
وقد لعب ديلون بطولة ما يقرب من مائة فيلم خلال مسيرته الكبيرة فى السينما التى امتدت نحو نصف قرن. وكان خبراء المعامل فى إيطاليا قد تمكنوا من ترميم واستعادة النسخة الأصلية من فيلم «الظهيرة القرمزية» بتمويل من شركة أستوديو قنال الفرنسية.