الجيش المصرى درعنا.. ولو فُتحت المعابر بشكل كامل ستردم الأنفاق بالكامل إذا ثبت لدينا قيام أى فلسطينى بأعمال تضر بمصر فسنجعله عبرة لمن يعتبر القول بأن الأسلحة تدخل إلى سيناء عبر الأنفاق أمر مضحك لم يذكر لنا أى مسئول مصرى أن دغمش متورط فى حادث رفح.. و بعض الفلسطينيين المختلفين معنا سياسيًا يفبركون الأخبار ويمدون بها الإعلام المصرى بمناسبة الذكرى ال65 للنكبة، تنشر «الشروق» عدة حلقات عن الواقع الفلسطينى، وتجرى حوارات مع أطراف مختلفة من داخل الأراضى الفلسطينية. دافع المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية المقالة، بقطاع غزة، طاهر النونو، عن حركة حماس، فى مواجهة الاتهامات التى تكال إليها، بشأن «اختراق الحدود وتهريب الأسلحة عبر الأنفاق» وقال: «نتحدى أى شخص يثبت أننا لم نقم بواجبنا فى الحفاظ على أمن مصر». وأضاف النونو، فى حوار ل«الشروق» من داخل مكتبه، بمقر مجلس الوزراء الفلسطينى الجديد فى غزة: «الجيش المصرى درعنا، وإذا ثبت لدينا قيام أى فلسطينى بأعمال تضر بأمن مصر، فسنجعله عبرة لمن يعتبر».
● هل إغراق بعض أنفاق غزة بالمياه وتّر علاقتها بالقاهرة؟ لا نرغب ولا نسمح لأى شىء يعكر صفو العلاقة مع مصر، أيا ما كان نظام الحكم هناك، ونحن نناقش قضية الأنفاق بهدوء مع القيادات المصرية، دون تشنجات من جانبنا، والمنهج الذى نعتمد عليه هو الحوار وليس التوتر.
● لكن ترددت أنباء عن قيام عناصر من حماس بإطلاق النار على الجنود المصريين أثناء قيامهم بردم الأنفاق؟ هذا مستحيل ولم يحدث إطلاقا، فالجيش المصرى درع لنا، ولا يجرؤ فلسطينى أن يمس شخصا مصريا، فما بالك لو كان هذا الشخص هو أحد أفراد القوات المسلحة المصرية، التى نعتبرها درعنا الواقى، ولها احترام وتقدير عالٍ لدى من حكومتنا وشعبنا.
● وكيف تنظرون لهذا القرار مع وجود نظام إخوانى فى سدة الحكم؟ الأنفاق حالة مؤقتة، وخيار المضطر، يدخل عبر احتياجات الشعب الفلسطينى. فهى موجودة منذ عهد الرئيس السابق، حسنى مبارك، ولن نسمح أن تسبب أى ضرر أمنى لمصر، ولو فتحت المعابر بشكل كامل ستردم الانفاق بالكامل. وكل ما قيل عن قيام عناصر بالتسلل منها وقيامهم بعمليات ضد الأمن القومى المصرى ثبت أنه باطل. فقد قيل إن الأسلحة تدخل إلى مصر عبر الأنفاق، وهذا أمر مضحك، لأن القطاع فى حاجة إلى الأسلحة وليس العكس، ونتحدى أى شخص يثبت أن هناك مسئولا مصريا يقول إننا لم نقم بواجبنا فى الحفاظ على أمن مصر. فأمننا من أمنها، واستقرارنا فى استقرارها، وأى مشكلة بيننا يجب أن تحل بالحوار فقط. كان هذا أسلوبنا مع النظام السابق، فما بالنا بالتعامل مع مصر بعد الثورة.
● وما قدرتكم لإحكام السيطرة على الانفاق فى ظل ما يتردد باستخدامها من التيارات التكفيرية لدخول مصر؟ بداية، أحب أن أقول، إن كل ما يجرى فى لقاءاتنا مع الأجهزة الأمنية المصرية شىء، وما يدور فى الإعلام المصرى شىء آخر تماما.
فما يدور فى الإعلام المصرى عن أى اتهام لنا، يتمحور حول (قالت مصادر، ذكرت مصادر، أكدت مصادر)، دون أن نعرف من هى تلك المصادر، وهذا يؤكد أنها أخبار ملفقة، بدليل أن الأجهزة الأمنية فى مصر، لم تطلب منى قط أى رد أو استفسار، عن تلك المعلومات التى تدور فى الإعلام. للأسف هناك البعض من أبناء الشعب الفلسطينى ممن لديهم خلاف سياسى معنا هم الذين يفبركون تلك الأخبار ويمدون بها الإعلام المصرى، أو جهات تكره الشعب الفلسطينى، وهذه الأخبار ليست حقيقية وحسب ما وصلنا رسميا من الأجهزة الرسمية المصرية ينفى صحة هذه الأخبار تماما. لدينا لجنة أمنية عليا تقوم بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية المصرية، خاصة جهاز المخابرات، وقبل ثلاثة أسابيع كان لقاء مع جهاز المخابرات المصرى. وبالنسبة للأنفاق، فحماس تسيطر عليها تماما وترفض بل وتأبى أن يتم استخدامها للإضرار بالأمن المصرى.
وبخصوص المجموعات السلفية الجهادية، فلقد ذكر الإعلام المصرى، ثلاثة أسماء، شاركوا فى عملية قتل الجنود المصريين فى رفح فى رمضان الماضى، قمنا بالتحرى عنها، فتبين أن أحدهم اسم وهمى لا وجود له، والثانى متوفى منذ سنوات، والثالث كان مريضا ويجرى عملية جراحية، وأبلغنا أجهزة الأمن المصرية بذلك فضحكوا، وقالوا لنا: لا تركنوا إلى ما يُقال فى وسائل الإعلام المصرية، ومن بين تلك الشائعات التى أوردها الإعلام، أنه حينما وقعت جريمة رفح قالوا إن بعض منفذى العملية كانوا يرتدون أحذية مكتوبا عليها صنع فى فلسطين، وهذا أمر مضحك لأنه لا يوجد فى غزة صناعة أحذية من الأساس، ثانيا إذا كانت الجثث قد تفحمت تماما، فهل ستبقى الأحذية سليمة وبقيت هذه الجملة، وجثث منفذى العملية تسلمتها الأجهزة الأمنية المصرية وثبت أنه لا يوجد بينهم أى فلسطينى.
● وهل تقدمتم بمعلومات للأجهزة المصرية عن حادث رفح؟ أبدينا استعدادنا لتقديم كل ما يخدم التحقيقات لمعرفة هوية منفذى هجوم رفح، واجتمعت اللجنة الأمنية المشتركة عدة مرات وكان هناك تبادل معلومات، وإذا ثبت لدينا أن هناك أى شخص فلسطينى يضر بأمن مصر فسنجعله عبرة لمن يعتبر.
● وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية ذكرت أن مصر طلبت من حماس تسليمها ممتاز دغمش، قائد جماعة جيش الإسلام للتحقيق معه، فى حادث رفح؟ هل حدث ذلك؟ ليس صحيحا إطلاقا، ولم يطلب منا أحد تسليمه، ولم يذكر لنا أى مسئول أنه متورط فى حادث رفح.
● ومن هو ممتاز دغمش؟ دغمش شخص فلسطينى يعيش فى غزة حدثت إشكالات بينه وبين حماس، وتم حلها، وإذا ثبت أنه اخترق الأمن المصرى أو الفلسطينى أو عبث بالعلاقات بين مصر وفلسطين فستتم معاقبته. ولكن حتى هذه اللحظة حالة ممتاز دغمش منضبطة مع القانون.
● وماذا عن الوثائق التى قال القيادى بحماس، صلاح البردويل، إنها تثبت وجود حملة إعلامية مصرية على الحركة ممولة من قيادات فتح؟ أقول بوضوح، نعم لدينا ثلاث وثائق سنكشف عنها قريبا، وتوضح كيف يتم تسريب بعض الوثائق والأخبار المفبركة لوسائل الإعلام المصرية، وكيف يتم نسبتها لمصادر مجهولة، وهؤلاء الأشخاص الذين يسربون تلك القصص والأخبار والوثائق المفبركة ينتمون إلى حركة فتح، وأجهزة الأمن فى حكومة حماس اكتشفت هذا المخطط وتتعامل معه أمنيا، وحين يتم الانتهاء من التحقيقات سيتم الكشف عنها لوسائل الاعلام وسيكون ذلك قريبا جدا.
● ما نوعية هذه الوثائق؟ بعضها رسائل باليد لجهات معينة يطلب منهم اختلاق قصة بعنوان كذا، ومحاضر جلسات ضم أفرادا بعينهم، وبعضها عبارة عن أسماء يطلب منها التحرك فى هذا الموضوع، بجانب بث أخبار بعينها على بعض المواقع حتى يتناولها الإعلام المصرى، ومن بين تلك القصص المفبركة، قصة دخول 7 آلاف من عناصر القسام إلى مصر. كيف اختلقت هذه القصة الكاذبة بشكل كامل، كيف تم اختلاق هذه القصة بالكامل وكيف تلقفتها وسائل الإعلام المصرية؟ توضح الوثائق ذلك.
● تردد أن القيادى السابق بحركة فتح محمد حلان يمول بعض الفضائيات العربية والمصرية التى تهاجم حماس والاخوان؟ للأسف، هذا الكلام فيه شىء كبير من الصحة، والتحقيقات والمعلومات التى لدينا تثبت هذا الأمر، وأطلعنا الجهات المصرية عليها.