دشنت البحرية الأمريكية أمس الخميس، أول سرب يجمع بين مميزات طائرات الهليكوبتر القتالية ووسائل النقل الجوي بلا طيار، وذلك في قاعدة جوية قرب "سان دييجو"، ووصفت هذا التوجه بأنه يمثل ركيزة الحروب الجوية في المستقبل. وأشارت البحرية الأمريكية إلى أن هذا السرب الذي يضم نحو 140 بحارا سيخدم القطع البحرية القتالية العاملة قبالة المناطق الساحلية، والتي تتميز بصغر حجمها إلى جانب سرعتها إذا ما قورنت بالمدمرات وحاملات الطائرات.
وقال الأدميرال ديفيد بوس: "نستخدم مدمرات ثمنها عدة ملايين من الدولارات لتعقب القراصنة الصوماليين، وهذا الأسلوب مخصص للبيئة القريبة من السواحل، حيث تؤكد خبراتنا الحالية زيادة احتمالات تعرضنا للمخاطر".
وأوضح، أن الأسلوب الجديد يشمل الجمع بين طائرات الهليكوبتر "ام اتش -60 روميو" التي تستخدمها البحرية الأمريكية في الوقت الراهن، إلى جانب طائرة بلا طيار من طراز "ام كيو-8 فاير سكاوت" التي تشبه طائرات الهليكوبتر إلى حد كبير.
وفي حين يقتصر استخدام طائرات الهليكوبتر على مهاجمة الغواصات وعمليات البحث والإنقاذ والمعارك المحدودة، فسيتم تزويد طائرة "فاير سكاوت" بلا طيار حاليا بمعدات للمراقبة ورصد الأهداف ونقل المعلومات إلى هيئة إدارة العمليات، كما أنه يتحكم في طائرات "فاير سكاوت" اثنان من الخبراء على الأرض أو على سطح السفن وعلى بعد يصل إلى 110 أميال، وبإمكانها التحليق فترة ثماني ساعات على الأقل مقارنة بطائرات الهليكوبتر التي تطير لمدة 3.3 ساعة على أكثر تقدير.
وتجري البحرية الأمريكية اختبارات على طائرات "فاير سكاوت" منذ عام 2007، وجرى نشرها عام 2009 واستخدمت في أغراض عمليات مكافحة تجارة المخدرات وفي أفغانستان، وفي عام 2012 سقطت طائرتان من طراز "فاير سكاوت" في حادثين منفصلين، وتم إسقاط طائرة أخرى في أجواء ليبيا مما دفع البحرية الأمريكية إلى إيقاف نشاط هذه الطائرات لفترة قصيرة.
وقال "بوس" إن قوة طائرات "فاير سكاوت" تكمن في مدى قدرتها على مراقبة الأوضاع لفترات ممتدة، مؤكدا أن البحرية لم تنته بعد من وضع المعايير والقواعد الحاكمة لدمج استخدام طائرات الهليكوبتر القتالية وطائرات بلا طيار.