قال اللواء إبراهيم هديب، مدير أمن بنى سويف، إن التكثيف الأمنى حول الكنائس يستهدف منع أى محاولة للتعدى عليها، مشيدا بالعلاقة الحسنة والقوية بين مسلمى وأقباط بنى سويف وفشل محاولة إشعال نار الفتنة وأضاف هديب فى لقاء خاص مع «الشروق» أن حاتم الشاذلى، والد الفتاة المختفية رنا، أبلغ يوم 22 فبراير الماضى عن غيابها دون شبهة جنائية، ثم عاد مرة ثانية مؤكدا أنه عثر فى غرفتها على أوراق تدل على أنها تتعلم الديانة المسيحية، وأن لها صديقة وصديقا مسيحيا يدعى «إبرام»، من محافظة الفيوم.
وواصل هديب، جاء والد الفتاة مرة ثالثة وقال تم سحب مبلغ مالى من حسابها الخاص بالبنك، ورفض البنك إعطاءه أى معلومات، فطلبنا منه تحرير محضر بالنيابة، وطلب الإذن باستخراج صورة الشخص الذى نفذ السحب، وتم التعرف عليه فى اليوم التالى.
وأوضح هديب أن تحريات الشرطة توصلت يوم 28 فبراير أن الفتاة متواجدة بمنطقة القاهرةالجديدة، وقمنا بفحص المناطق والشقق والفيللات المؤجرة بالتنسيق مع مديرية أمن القاهرة، ولكن لم نستطع تحديد مكانها بالضبط، وكانت الفتاة على تواصل مع أسرتها وتتصل بهم باستمرار، ثم انقطعت أخبارها، فكشفنا عنها فى مصلحة الجوزات، وثبت أنها غادرت البلاد فى 1 مارس إلى تركيا.
وعما يمكن أن تقدمه الشرطة لأسرة الفتاة، قال هديب، نريد أن تعود الفتاة لأهلها، ونتواصل مع الإنتربول الدولى رغم الموقف القانونى المعقد، فالفتاة بالغة راشدة، لأنها فوق 21 سنة، ولا توجد سلطة فى الدولة أيا كانت يمكنها أن تمنعها من السفر.
وعن ظروف اشتعال الأحداث الطائفية بمدينة الواسطى، قال هديب، فوجئنا بابن عم الفتاة يوزع منشورات منسوبة خطا للجماعة الإسلامية، تشير إلى أن رنا تنصرت، ليبث الرعب وسط المسحيين، ولتضخيم الموقف كى يشارك أكبر عدد فى المسيرة التى يخرجون بها عقب صلاة الجمعة، وقام والد الفتاة بوضع شاشتى عرض فى الشارع، ودعا الناس لمشاهدة البرامج التى تناولت القضية.
وأضاف هديب، تجمع المتظاهرون يوم الجمعة أمام المسجد المجاور للكنيسة، ورددوا الهتافات، ثم بدأ الاعتداء على قوات الامن بالطوب والحجارة وأصيب عساكر وضباط، وقمنا بتفريق المتظاهرين وضبط عشرة منهم محبوسين الآن على ذمة القضية، وأمرت النيابة بضبط وإحضار 21 آخرين منهم والدها وعمها على.
وكشف هديب أن أمن بنى سويف لم يتلق أية بلاغات بممارسة حملات تبشير وتنصير بالمحافظة، مشددا على أن المعلومات لديهم لا تشير إلى ذلك، وأن الفتيات يخرجن بإرادتهم ثم يعدن مرة أخرى بعدها بأيام. ورفض مدير أمن بنى سويف اتهام الداخلية بالتقصير فى ملف الفتاة المختفية، معتبرا أن هذا الكلام لا يصدر إلا من شخص غير مسئول، ولا يعى القوانين ولا يفهم فيها، مضيفا: أدينا دورنا فى الملف بأكثر مما يتصور أحد، وتفرغنا له، وما استغرق من إجراءات فى 8 أيام قبل سفرها نجاح غير مسبوق وأتحدى أن تكون أى مديرية أمن قد اتخذت هذه الإجراءات فى حالة مماثلة.
ونفى هديب أى علاقة لحزب من الأحزاب الإسلامية باستغلال ملف الفتاة أو إشعال نار الفتنة، مؤكدا أنه لو كانت هناك معلومات تدل على أى صلة للإسلاميين بالأحداث لقدمناها للنيابة.
وعن الوضع الأمنى بالمحافظة قال مدير الأمن، يوميا نضبط أسلحة، وآخرها ثلاث ورش لتصنيع السلاح، والحملات مستمرة لجمع الأسلحة وضبط الخارجين على القانون والهاربين من السجون، ونطالب المواطنين بمساعدة الشرطة بالكشف عمن يخالف القانون لأن الشرطة تعمل بمعلومات.
وأوضح هديب أن المديرية قامت ببذل جهد كبير للقبض على الهاربين من السجون عقب الثورة، ونقوم بحملات مكثفة لضبط البلطجية والخارجين على القانون، والبلطجية ليس لهم سعر لدينا ولم نستغلهم كما يردد البعض.
وعن موقف الأمن فى بنى سويف من الأحزاب السياسية، أكد هديب أنه لا يستطيع أى من الأحزاب فرض نفوذه على المديرية، لأننا نعمل تحت الشرعية والقانون، ولن نخالف القانون لصالح أحد، ونؤمن جميع مقار الأحزاب بالمحافظة، وليس «الحرية والعدالة» فقط، ولكن نكثف التأمين حسب الحالة.
وطالب هديب الضباط بمرعاة حقوق الإنسان فى عملهم، وأن يكون التعامل مع الجمهور بالحب والاحترام، مشددا على أن التصدى للاعتداء على أفراد الأمن يكون وفق القانون.