•• أتخيل جوزيه مورينيو وهو يعطى ظهره لملعب سجنال إدونا بارك الذى يسع 80 ألف متفرج، ثم ينظر بغضب وحزن ويردد ما ردده يوليوس قيصر عندما طعنه بروتس.. «حتى انت يا بروسيا»؟! •• بعد رباعية بروسيا دورتموند التى أصابت ريال مدريد.. أصبح سؤال الساعة هو: هل ينتقل ميزان القوى فى الكرة الأوروبية إلى ألمانيا؟!
•• تكتيك بروسيا دورتموند لا يختلف كثيرا عن تكتيك بايرن ميونيخ أمام برشلونة، ولا يختلف أيضا عن أداء وتكتيك منتخب ألمانيا فى كأس العالم بجنوب أفريقيا.. الخطة بسيطة: سرعة، تغيير اتجاهات اللعب، الضغط على الخصم. وهم يفعلون ذلك بمنتهى القوة، والتصميم، واللياقة. حتى إن كل سباق فردى أو مواجهة فردية بين لاعب ألمانى ولاعب إسبانى تنتهى بفوز الألمانى.
•• فى عام 2010 قال جارى لينكر نجم منتخب إنجلترا الأسبق: «كرة القدم لعبة بسيطة، 22 رجلا يلاحقون كرة لمدة تسعين دقيقة، وفى النهاية يفوز الألمان».
•• وهذا صحيح جدا.. فالعقلية الألمانية متخمة بفكرة تقول «نحن فى مواجهة العالم» وعندما تقرن الإصرار والإعداد الألمانيان وهما صفتان يثيران الإعجاب فى أى فريق آخر مع ميل البلاد التاريخى لشن حرب على نطاق عالمى لن تستغرب أن كل مباراة لهم هى مباراة ثأر، هكذا يلعبون، وهكذا يبدو منتخبهم، وهكذا تبدو فرقهم.
••فى مباراة بروسيا دورتموند وريال مدريد ثلاثة رجال للقاء.. الرجل الأول بالطبع ليفاندوفسكى.. هو نموذج لرأس الحربة البارع. وربما يلحق بزميله جوتزه إلى بايرن ميونيخ فى الصيف المقبل، وسينتقل جوتزه بمقابل قدره 31 مليون يورو. وجوتزه هو الرجل الثانى فى المباراة. إنه قرين مسعود أوزيل فى ريال مدريد. ومن حسن حظ بروسيا دورتموند أن اوزيل لعب مائلا بالجهة اليمنى فأفسح الساحة العميقة لجوتزه كى يمرح فيها كيفما شاء. أما الرجل الثالث فهو جوندوجان لاعب الارتكاز فى الوسط الذى بدأ المباراة حذرا ومتراجعا، ومدافعا ثم تقدم حين تفوق فريقه، وكان أحد بناة الهجمات من القلب.. وشكل مع زميله ريوس ثنائيا رائعا.
•• فى التيكتيك الذى لعب به يورجين كلوب مدرب بروسيا الكثير من التفاصيل، ومنها أنه استخدم ببراعة أيضا لاعب الوسط الأيمن جاكوب بلازفسكى فى شن غارات يمينية على المرمى المدريدى. لكن الخلاصة أنها كانت معركة إيقاع بين المدربين وبين الفريقين. بروسيا دورتموند يلعب بسرعة، ويغير من اتجاهات اللعب، ويضغط بقوة وتصميم. فيما لجأ ريال مدريد من البداية أو حاول أن يلعب لعبة الصبر، بالتمرير والاستحواذ فى منتصف الملعب (نحن نسمى ذلك استهلاك وقت وتضييع وقت، وقتل وقت) لكن بروسيا دورتموند كسب المعركة وحسمها مبكرا. وظل مورينيو يراقب الموقف وهو يعانى من الارتباك. حتى دفع بثلاثة لاعبين بأمل تسجيل هدف ثانٍ يسهل قليلا من موقعة العودة، وأحدهم أنخيل ماريا الذى لم يبدأ اللقاء لأن ذهنه كان مشغولا بإنجاب صديقته أو زوجته طفلا ؟!
•• ردود الأفعال فى عالم كرة القدم صاخبة لهزيمتى برشلونة وريال مدريد، وبعض الخبراء يرون ذلك نهاية الحقبة الإسبانية، والبعض يرون أنها فترة انتقالية لأشهر فريقين فى العالم.. ويذكر أن ألمانيا مرت بفترة مماثلة غابت فيها كرتها على أوروبا فماذا فعلت؟