كتبت نهى عاشور وأحمد البردينى وعاطف محمود: قللت وزارة الداخلية من أهمية التحذيرات، التى أطلقتها مجموعة «البلاك بلوك» للمواطنين من التواجد فى محيط وزارة الداخلية، وقصر الرئاسة، ومكتب الإرشاد بالمقطم، وجميع مقار الإخوان المسلمين بالمحافظات، مساء غدًا الخميس، وقال مصدر أمنى مسئول، إن الأجهزة الأمنية رصدت ما تناقلته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، من تحذير بثته الصفحة الرسمية لمجموعة «البلاك بلوك»، لكننا سنتعامل مع الأمر بشكل طبيعى، والوزارة مستمرة فى تأمين المنشآت الحيوية. ولم تذكر صفحة «البلاك بلوك» أسباب تحذيرها للمواطنين بعدم التواجد فى تلك الأماكن، حيث قالت «رسالة مهمة جدا نحن جماعة الكتلة الثورية السوداء، نحذر الجميع من عدم التواجد فى الشوارع، خلال مساء يوم الخميس، وذلك فى الأماكن التالية: المقطم، مصر الجديدة عند قصر الرئاسة، وعند وزارة الداخلية، وعند أى مقر من مقار جماعة الإخوان».
وأكد المصدر الأمنى فى تصريحات ل «الشروق» أن وزارة الداخلية ستتعامل مع الموقف بشكل طبيعى، والوزارة ستستمر فى تأمين المنشآت العامة والحيوية وتأمين المواطنين فى الشوارع، نافيا أن تتخذ الوزارة أية استعدادات أمنية من نوع خاص، أو تكثيف تواجدها الأمنى فى مثل تلك الأماكن. وأشار المصدر إلى أن ما ستفعله الوزارة فى ذلك الموقف هو تأمين الأماكن والمواطنين واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه من يخالف القواعد العامة أو يهدد حياة المواطنين بالخطر، موضحا أن الوزارة ستترك كل شيء يسير بشكله الطبيعى ولن تتدخل إلا وقت حدوث أى من أحداث فوضى أو غيرها من شأنها تعريض حياة المواطنين للخطر.
وفى السياق، قالت مصادر قضائية بنيابة أمن الدولة العليا، إن النيابة قررت وقف استكمال التحقيق مع الشباب المتهمين بالانتماء ل«البلاك بلوك»، مساء أمس ، لاستشعارها الحرج من الاشتباكات التى نشبت بين المتضامنين مع المتهمين وبين قوات الأمن المكلفة بتأمين المحكمة أثناء التحقيق، وتوجيه السباب لأعضاء النيابة بعد انسحاب الأمن، معتبرين أنها واقعة غير مسبوقة، أن يقوم أنصار المتهمين بسباب جهات التحقيق، وأن يحاولوا اقتحام مقر النيابة أثناء التحقيقات.
وأكدت المصادر أن مشهد إشعال شباب «ألتراس إسمعيلاوى» الشماريخ، وهتافاتهم ضد أعضاء النيابة، وانسحاب الأمن، كان كفيلا بإجبارنا على وقف التحقيق مع المتهمين، على أن يتم نظر تجديد حبسهم فى 3 مايو القادم.
فى الوقت ذاته، نفى مصدر أمنى بمديرية أمن القاهرة صحة ما تناقلته وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية عن انسحاب قوات الأمن، من مقر نيابة أمن الدولة العليا، مساء أمس ، أثناء التحقيق مع المتهمين بالانضمام ل «البلاك بلوك».
وأضاف المصدر ل«الشروق» أن القوات المعينة لتأمين النيابة متواجدة بكامل قوامها برئاسة ثلاثة لواءات من مديرية أمن القاهرة، وتشكيلات من الأمن المركزى، وخدمات بحثية ونظامية وفقاً للمعتاد، مشيرا إلى أنه وبالرغم من سيل الشتائم والسباب الذى وجهه أهالى المتهمين للقوات المتواجدة أمام النيابة إلا أنهم التزاموا أقصى درجات ضبط النفس حرصا منهم على سير التحقيقات.
بينما قال عدد من أعضاء هيئة الدفاع عن المتهمين بالانتماء ل «البلاك بلوك»، إنه لا يوجد سبب واضح وراء قرار نيابة أمن الدولة العليا بوقف تحقيقاتها مع المتهمين الثمانية، بعد جلسة استكمال التحقيق التى استمرت لأكثر من 10 ساعات متواصلة، مؤكدين أن الأمن استمر فى حراسة النيابة ولم يغادر المحكمة حتى عودة المتهمين إلى محبسهم مرة أخرة بسجن طرة.
وحرر 7 محامين من دفاع «البلاك بلوك» محضرا بقسم القاهرةالجديدة بواقعة قرار النيابة بوقف تحقيقات «البلاك بلوك» لانسحاب الأمن من أمام المحكمة، وأثبتوا فى المحضر أنها واقعة وهمية.