قرر اتحاد طلاب جامعة عين شمس تأجيل المسيرة التى كان مقررًا تنظيمها بعد غد الأحد، بمشاركة طلاب القوى السياسية داخل الحرم الجامعى، للمطالبة بتوفير أمن مناسب ومنع البلطجية من دخول الجامعة، حسبما قال كريم بلال، رئيس الاتحاد، مؤكدا أنه فى حالة عدم الاستعانة بشركات أمن خاصة حتى الخميس المقبل فسيتم اتخاذ خطوات تصعيدية ضد إدارة الجامعة. وأوضح بلال ل«الشروق» أن اتحاد الطلاب خاطب نائب رئيس جامعة عين شمس لشئون التعليم والطلاب، الدكتور محمد الطوخى، للاستعانة بشركات أمن خاصة لتأمين الجامعة، وتابع إن الطوخى «قال لنا إن إدارة الجامعة بصدد الاستعانة بشركة أمن خاصة قبل الخميس المقبل، وأن هناك أربع شركات أمن قدمت عروضًا لتأمين الجامعة وجارٍ اختيار واحدة منها».
وأعلن طلاب القوى السياسية بالجامعات عن تضامنهم مع طلاب جامعة عين شمس فى أى قرار يتم اتخاذه؛ حيث قال بيان لطلاب حركة مقاومة بجامعة حلوان، إنهم متضامنون مع الطلاب في أى تصعيد يتم اتخاذه ضد إدارة جامعة عين شمس التى وصفوها ب«الفاسدة»، والعمل على تحقيق المطالب بالطرق السلمية، وختم الطلاب بيانهم ب«لسه الطالب هو الحل، مازال الطالب عقدة فى طريق الفاسد والظالم» و«حركة طلابية واحدة ضد السلطة اللى بتدبحنا».
من جانب آخر، تباينت ردود فعل أساتذة الجامعات حول قرار تعليق الدراسة بجامعة عين شمس لأجل غير مسمى، فبينما اعتبره أساتذة نوعًا من العقاب الجماعى، رأى آخرون أنه قرار سليم حفاظًا على أرواح الطلاب والأساتذة.
وقال الدكتور عمرو الشلقانى أستاذ بكلية الطب فى جامعة عين شمس ومنسق حركة استقلال الجامعة إن قرار تعليق الدراسة هو نوع من العقاب الجماعى علي النمط الإسرائيلى، مستنكرا غلق الكليات الموجودة خارج الحرم الجامعى مثل كليات الطب والهندسة والتربية، مضيفًا بأن إدارة الجامعة لم تتخذ أى قرار لإحكام الأمن.
وأوضح الشلقانى أن الطلبة المتسببين عن أحداث العنف والتى وصفهم ب«البلطجية» كانوا فى أحضان إدارة الجامعة السابقة، وتابع: للأسف إدارة الجامعة الحالية لم تتخذ أي إجراء ضدهم، مشيرا إلى أن إدارة الجامعة تجاهلت أحداث الشغب والبلطجة وقامت بعمل احتفالية مماثلة لاحتفالات الحزب الوطنى المنحل عند وقوع أي كارثة، حيث احتفلت الجامعة فى اليوم الثانى من الاشتباكات بتمثيل الطلاب الوافدين لشعوبهم المختلفة، مؤكدا أن الحل هو الاستعانة بشركات أمن محترفة والأهم من ذلك اتخاذ إجراءات حاسمة من قبل إدارة الجامعة.
وقال الدكتور محمد كمال، بكلية آداب بني سويف، إن قرار تعليق الدراسة سليم وحفاظا علي أرواح الطلاب والأساتذة والعاملين، مطالبا بغلق جميع الجامعات لحين حل المشكلات الأمنية والاستعانة بشركات أمن خاصة، قائلا: «قطرة دم طالب واحد من أبنائنا أغلى من أى شىء»، ولفت كمال النظر إلي أنه يمكن مد العام الدراسى لأسبوعين أو ثلاثة.
واتفقت معه الدكتورة هويدا خليل أستاذ بكلية التربية الموسيقية فى جامعة حلوان، وقالت إن قرار تعليق الدراسة هو الحل المناسب، مؤكدة أن ما حدث في جامعة عين شمس من فوضى وبلطجة مخالف تماما لأهداف ثورة 25 يناير.
وكان المجلس الأعلى للجامعات عقد اجتماعًا طارئًا، أمس الخميس، وأكد ضرورة اتخاذ ما يلزم من إجراءات وآليات مناسبة لحفظ الأمن داخل الجامعات ويشمل ذلك أن تقوم وزارة الداخلية بالمشاركة فى تدريب أفراد الأمن الإدارى بالجامعات وتوفير سيارات الأمن اللازمة لتأمين الجامعة من الخارج، وكذلك الإسراع بتوفير الميزانيات اللازمة للجامعات لتنفيذ البوابات الإلكترونية وكاميرات المراقبة بالجامعات، إضافة إلي زيادة أعداد الأمن المدني بما يمكنه من القيام بمسئولياته على الوجه المطلوب، ودراسة أساليب دعم جسور الثقة بين إدارات الجامعات والكليات والطلاب، واتخاذ الإجراءات اللازمة نحو ما يقع داخل الجامعات من بعض الأخطاء، معلنا أنه سيتم اتخاذ إجراءات حاسمة مع الخارجين على القانون والنظام، مناشدا القوى السياسية أن تنأى بالصراعات السياسية عن ساحات الجامعات، مؤكدا أهمية دور رجال الشرطة فى توفير الأمن خارج الجامعات، وكذلك أهمية دور أعضاء هيئة التدريس والعاملين والاتحادات الطلابية فى احتواء الأزمات.