أقامت الطائفة اليهودية المصرية الصغيرة، حفلاً علنيًّا نادرًا، اليوم الخميس، لتأبين رئيستها المخضرمة كارمن وينشتاين، لكن الزعماء الإسلاميين لم يحضروا، وتوفيت«وينشتاين» 82 عامًا، يوم السبت في منزلها بالقاهرة، حيث عرفت في العشرين عامًا الماضية بجهودها للحفاظ على التراث اليهودي في البلاد.
وشارك نحو 100 دبلوماسي، كما ذكرت وكالة «رويترز» الإخبارية، من الولاياتالمتحدة وإسرائيل، الحفل الذي أقيم في معبد شاعر هاشاماييم «باب الجنة»، الذي يخضع لحراسة مشددة في وسط القاهرة، وأذيعت أجزاء منه على الهواء مباشرة في محطة تلفزيون خاصة.
ودفنت«وينشتايان»، في وقت لاحق بمقابر البساتين، وهي موقع الدفن اليهودي الوحيد الذي لا يزال مفتوحًا في القاهرة، والذي ساعدت«وينشتاين» في تأمينه من أعمال التخريب طوال حياتها.
وقال «باري فريدمان»، وهو يهودي أمريكي يعيش في القاهرة، كانت امرأة جليلة وهبت نفسها للطائفة اليهودية الموجودة، بقيت هنا حين رحل الكثيرون على مر السنين، ومن جهودها الحفاظ على التراث اليهودي في مصر،و معارضتها لنقل تحف تاريخية يهودية نفيسة من مصر إلى الجمعية التاريخية لليهود التي تتخذ من بروكلين مقرا لها عام 1997.
وكشف«ديزاير»، مدير ومؤسس الجمعية عن أن التحف تضم أكثر من 100 مخطوطة توراتية، يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من 200عام، وأضاف«ردت علينا بخطاب قالت فيه إن هذه التحف مثل الأهرامات وأبو الهول، ويجب ألا تنقل»، وأنها سلمت تلك الأشياء في وقت لاحق إلى سلطات الآثار المصرية.
وانتخب أعضاء الطائفة اليهودية، يوم الاثنين الماضى، ماجدة هارون، رئيسة جديدة لهم، وقالت في كلمة ألقتها في حفل التأبين «أريد أن أكسر الحواجز التي أقيمت بين أهل الديانات والمعتقدات المختلفة»، وأضافت أتعهد بالحفاظ على تراث اليهود المصريين من أجل أن نعيده إلى الشعب المصري، لا بد أن يبقوا في الذاكرة.