رسميًا.. موعد الإجازة المقبلة للقطاع العام والخاص والبنوك (يومان عطلة في سبتمبر)    ارتفاع جديد ب800 للجنيه.. أسعار الذهب اليوم الأربعاء بالصاغة وعيار 21 يسجل رقمًا قياسيًا    رئيس هيئة تنمية الصعيد يتفقد المجمع الحرفي بقرية دسيا بالفيوم    ضياء رشوان: الضفة الغربية مأساة الصراع الفلسطيني ومخطط إسرائيل الكبرى يهدد حل الدولتين    رئيس الوزراء يلتقى رئيس مجلس القيادة اليمنى على هامش اجتماعات الأمم المتحدة    بعد الفوز على أهلي جدة.. خزينة بيراميدز تنتعش ب 2 مليون دولار قابلة للزيادة    إيزاك افتتح أهدافه.. ليفربول يتجاوز ساوثامبتون في كأس الرابطة الإنجليزية    مجموعة بحري.. سبورتنج يلتقي الأوليمبي وبني عبيد يواجه بيلا بدوري القسم الثاني «ب»    احتفل بالبالونة الحمراء.. نكونكو يسجل ويقود ميلان لربع نهائي كأس إيطاليا    عاجل.. الأرصاد الجوية تعلن عن سقوط أمطار خفيفة على مناطق متفرقة من البلاد    عاجل- وزير التعليم العالي يطمئن معيد آداب سوهاج: التعيين محفوظ والدعم الصحي كامل    إهماله يجذب الحشرات والبكتيريا.. خطوات تنظيف سيراميك المطبخ من الدهون    عضو شعبة السيارات: أسعار السيارات انخفضت بسبب استقرار العملة    خبير اقتصادي يكشف عن طفرة في مساهمة قطاع الاتصالات بالناتج المحلي    جامعة حلوان التكنولوجية الدولية تدعو الطلاب للإسراع بالتقديم الإلكتروني قبل انتهاء المهلة    بعد اعتراض الرئيس، هل يعيد مجلس النواب مناقشة قانون الإجراءات الجنائية؟ (فيديو)    أمير قطر لترامب: نعول عليك لإنهاء الحرب فى غزة    ميلان يتأهل إلى دور ال16 من كأس إيطاليا بثلاثية ضد ليتشي    عاجل- مدبولي: مصر تدعم السودان بكل قوة.. وكامل إدريس: نعول على خبرات القاهرة في إعادة الإعمار    الأردن: على العالم التخلي عن "الاعتقاد الواهم" بأن الحكومة الإسرائيلية راغبة في السلام    واشنطن تجدد شرطها لإنهاء الحرب في غزة: لا سلام بوجود حماس    ترامب ل ماكرون: الاعتراف بفلسطين «مكافأة لحركة حماس على ارتكاب فظائع مروعة»    الأطباء تعلن القواعد الإرشادية لانتخابات التجديد النصفي 10 أكتوبر المقبل    النائب محمد زكي: ملفات التعليم والصحة والاقتصاد تتصدر أولوياتي    جامعة قناة السويس تكرم الدكتورة سحر حساني والدكتورة شيماء حسن في حفل التميز العلمي    جهاز حماية المستهلك يضبط 46 مخالفة تلاعب فى الأسعار وإعلانات مُضللة    «كان قريبًا من هزيمة كارثية».. رضا عبدالعال يعلق على تعادل الزمالك مع الجونة    وزير الرياضة يهنئ بيراميدز بتتويجه بكأس القارات الثلاث    هدافو منتخبات الشباب فى كأس العالم.. من أبو زيد حتى تريزيجيه وكوكا    ياسر إدريس يطلق اسم الراحل وائل عزت على بطولة كأس مصر لكرة الماء مدى الحياة    بمقدم 25 ألف جنيه تقدر تشترى قطعة أرض.. اعرف التفاصيل    مصرع 4 أشخاص فى حادث تصادم سيارتين على صحراوى البحيرة    حالة الطقس المتوقعة اليوم الأربعاء 24 سبتمبر 2025 فى مصر    رئيس شركة «غازتك» ينتقل إلى موقع تسريب الغاز بمحطة القصر العينى.. صور    درجات الحرارة تتهاوى، الأرصاد تعلن حالة الطقس اليوم    حملات موسعة لإزالة التعديات بشوارع المجزر الآلي واللبيني وزغلول وكعبيش    مصرع 4 شباب بتصادم على الطريق الصحراوي في البحيرة    تصفيق حار وتكريم للنجمة أنغام بحفل البرت هول فى لندن    مندوب مصر بالأمم المتحدة: مصر حرصت على تجنب العديد من الاستفزازات    ترامب: نريد إنهاء الحرب في غزة واستعادة المحتجزين.. صور    عمرو محمود ياسين عن تكريم والده بمهرجان بورسعيد: كنت أتمنى يكون حاضر تكريمه    بعد افتتاحها مشروعًا خاصًّا.. نقل الفنانة رحمة أحمد إلى المستشفى بسبب تضخم الكبد    عليك البحث عن وظيفة جديدة.. برج الجدي اليوم 24 سبتمبر    مسلم ينهار باكيًا: «أهلي سبب طلاقي من يارا وظلمي لها» (فيديو)    "تحت سابع أرض" يحصد أربع جوائز ويتصدّر كأفضل مسلسل عربي في الموريكس دور    وزيرة التنمية المحلية توجه بإزالة إشغالات ومخالفات بالممشى السياحى بدهب    رسميًا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 24-9-2025    إجراء جراحة ناجحة استمرت 17 ساعة لاعتدال عمود فقرى بمستشفى جامعة كفر الشيخ    مدير فرع الرعاية الصحية بالأقصر يطلق مبادرة "اليوم المفتوح".. صور    بعد انطلاق موسم الدراسة.. 5 أطعمة لا تضعيها لأطفالك في «اللانش بوكس»    حملة موسعة لرفع الإشغالات بشارع الوحدة في إمبابة    أمين الفتوى يوضح كيفية الصلاة على متن الطائرة ووسائل المواصلات.. فيديو    ما حكم الاستثمار فى صناديق الذهب؟ أمين الفتوى يجيب    ما حكم الحصول على مال مقابل "لايكات" على فيديوهات المنصات؟ أمين الفتوى يجيب    داعية إسلامية: الصبر والحمد وقود النجاة من الابتلاءات    المستشار محمود فوزي يبحث مع وزير الشباب مبادرات مشتركة تستهدف توعية وتأهيل النشء    اليوم العالمي للغة الإشارة.. 4 خطوات أساسية لتعلمها وإتقانها    دعاء استقبال شهر ربيع الآخر 1447.. ردده الآن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الذين أحرقوا هلال.. والذين يمثلون الرئيس
نشر في الشروق الجديد يوم 13 - 04 - 2013

الفارق ليس كبيرا بين مستشار لرئيس الجمهورية، طلب منه الأستاذ هيكل أن يدعو محمد مرسى لزيارة الكاتدرائية فرد منزعجا: «يا نهار أسود.. الريس يروح الكنيسة»، وبين المتعصبين الذين اصطادوا الشاب هلال صابر هلال فى أحد شوارع الخصوص، وسكبوا عليه البنزين وأشعلوا فيه النيران لأنه مسيحى.

مستشار الرئيس الذى لم يفصح هيكل عن اسمه مثل قتلة هلال، كلاهما ابن ثقافته، وابن تلك الأفكار التى تغذى عليها عقله فباتت تنظر للآخر بازدراء طائفى أو جنسى أو حتى عرقى.

هذا المستشار ابن ثقافة «لا مؤاخذه مسيحى.. وارمى السلام هو انت فايت على كنيسة.. واللى فى القلب فى القلب يا كنيسة»، بهذا السياق تأسس ذهنيا، على ازدراء المسيحى لأنه مسيحى، والشيعى لأنه شيعى، والبهائى لأنه بهائى، كما تأسس ذهنيا على ازدراء المرأة لأنها امرأه، والبدوى لأنه بدوى، والنوبى لأنه نوبى.

المستشار ابن مجتمعه، يتساوى مع البلطجى الذى سكب البنزين على هلال فى التأسيس الذهنى، ويتفوق عليه خطرا فى أنه أضاف على هذا التأسيس منطقا شرعيا وتخريجا فقهيا، يجعله يتلمس الرضا والحسنات فى ازدراء المغايرين دينيا أو على الأقل تجنب الاختلاط بهم أو مجالستهم.

المسألة ليس لها علاقة بالمسلمين كونهم مسلمين، فليس كل مسلم طائفيا، والحقيقة أنه ليس كل مسيحى ضحية، لكن لها علاقة بالحضارة، وتلك المنطقة الرابضة فى محيط يفتقر إلى الحضارة كنموذج ثقافى لا تنتج إلا طائفيين ومتعصبين، فإذا سألت نفسك: ماذا لو كانت أغلبية هذا البلد مسيحيين أرثوذكس؟

وقبل أن تجيب أريدك ان ترصد النظرة الحقيقية العقائدية التى ينظر بها الأرثوذكسى إلى الآخر، سواء كان مسلما أو مسيحيا كاثوليكيا أو انجيليا أو حتى من الإخوة البلاميس، وكما تجد بين المسلمين شيوخ فتنة يغذون أتباعهم على كراهية الآخر، هناك قساوسة كراهية يتبادلون التكفير والتأثيم مع غيرهم من الطوائف، وازدراء طائفى مكتوم بين أبناء هذه الطوائف.

لا أكتب هذا الكلام لأظهر قدرا من الحياد، بقدر أن تفهم أن الدولة كإدارة إذا كانت جزءا من الأزمة فهى الجزء الأخير، المكلف بتطبيق القانون، وحماية جميع المصريين أيا كانت عقائدهم، لكن المجتمع الذى يلوم امرأة تعرضت للتحرش حتى لو كانت مجنى عليها بوضوح أمام القانون لأنه ينظر لها بازدراء، هو الأصل، وخطابات الكراهية هى الأساس، تلك التى حركت مسلمين متعصبين، بعد مشاجرة عادية بين مسلم ومسيحى فى الخصوص، التقطها شيخ جامع متعصب، فتنادى على المسلمين بالجهاد، فخرجوا يقتلون المسيحيين لأنهم مسيحيون ويحرقون بيوتهم ومصالحهم وكنائسهم، رغم عدم تورطهم فى المشاجرة الأساسية، ثم استوقفوا الشاب هلال صابر الذى لا علاقة له بالأحداث ولا العنف، وسكبوا عليه البنزين وأحرقوه فغادر متأثرا بحروق نسبتها 80% حسب تقرير لمجلس حقوق الإنسان.

ما قيمة أن تمتلك دولة قوية ناجزة تحترم القانون، وهذا الفرز الطائفى المجتمعى حاصل، وهذه الكراهية تنمو داخل المجتمع حتى تجذرت وبات اقتلاعها صعبا، كانت دولة مبارك بكل هيمنتها الأمنية عاجزة، وبذات حلولها العرفية الديكورية التافهة تسير دولة مرسى، لكن الجديد أن فى أركان دولة مرسى وربما مرسى ذاته، مصابين بذات الأمراض الاجتماعية الطائفية، وإلا ما اعتبر مستشار رئاسى أن زيارة رئيس كل المصريين للكنيسة «فعلا أسود»، وحمل مساعد آخر للرئيس الأقباط مسئولية العنف الذى أدى لاقتحام الكاتدرائية وهى أقدس مكان عندهم داخل مصر، وما بدت المسافة بين الرئاسة ومن أحرقوا هلال صليب هلال، ضئيلة إلى هذا الحد؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.