قال محسن عادل، نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار، إن هناك حالة من الترقب بالبورصة المصرية لسير المفاوضات مع بعثة صندوق النقد الدولي. وأشار عادل – في تصريح خاص ل«الشروق» اليوم السبت، إلي أن المخاوف الخاصة بالضرائب التي ستفرض علي البورصة سواء بالنسبة لعمليات الاستحواذ أو توزيعات الأرباح أو بالنسبة لضريبة الدمغة علي التعاملات، دفعت المستثمرين إلى زيادة الاندفاع البيعي وسط تراجع للسيولة وانخفاض الشهية الشرائية.
وأشار عادل إلى أن البورصة تعاني من شح للسيولة نتيجة ضعف الثقة الاستثمارية للمتعاملين مما سبب تراجعا ملحوظا للقوي الشرائية, على خلفية غياب المحفزات للمتعاملين قابلها استمرار لحالة الترقب لتطورات الوضع السياسي والاقتصادي والتي تخيم علي السوق منذ عدة أسابيع.
ونوه الخبير المالي بأن الأسهم باتت تتخطي نقاط الدعم خلال الأيام الأخيرة، نظرا لضعف القوي الشرائية وشح السيولة وهو الاتجاه المسيطر علي السوق منذ ما يقرب من3 أسابيع خاصة مع تواصل خروج المستثمرين الأجانب من السوق منذ تخفيض موديز للتصنيف الائتماني لمصر، بالإضافة إلى تخوفاتهم من تعرض الجنيه المصري لمزيد من الهبوط، وأضاف قائلا "ارتفع الدولار بشكل كبير في السوق السوداء وهذا ما دفع الناس لبيع الأسهم في ظل مخاوف حول خفض قيمة الجنيه يريدون التخارج قبل أن ترتفع أسعار الصرف."
وتوقع عادل ظهور سيولة جديدة في السوق بعد إتمام توزيعات الأرباح النقدية للشركات المقيدة بالبورصة والتي شهدت ارتفاعا نسبيا في قيمتها مقارنة بالعام الماضي، مؤكدا علي أن السوق متعطش لأي أنباء إيجابية تدعم صعوده، خاصة أن المؤشرات خسرت طيلة الجلسات الماضية، موضحا أن هناك محاولة لاقتناص الصفقات من السوق حتى الآن عند المستويات السعرية الحالية للاستفادة من الانخفاضات السعرية.
وتوقع ظهور عمليات شراء انتقائية لأسهم محددة تخفف من موجة التصحيح التي دخلتها الأسواق منذ فترة، مضيفاً أن العديد من الأسهم توفر حالياً، وبعد إقرار توزيعات الأرباح، عائداً إيجابيا على الاستثمار، وتابع "من يخرج من البورصة الآن ليس بسبب مشكلات بها بل بسبب مناخ الاستثمار بشكل عام في مصر ولذا يخرجون البنية الأساسية لسوق المال قادرة على جذب شركات جديدة وتوفير التمويل، لكن شهية المستثمرين مرتبطة بالعديد من المتغيرات في مصر".