تسود حالة من القلق الشديد أهالي الأسرى المرضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، تخوفا من أن يلقى أبناءهم مصير الأسير ميسرة أبوحمدية الذي توفي في مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان والإهمال الطبي. وناشد ذوو الأسرى المرضى في رسالة لهم للهيئات والمؤسسات الدولية المعنية بشئون الأسرى الضغط على إسرائيل للإفراج عن أبنائهم المرضى، وبأقصى سرعة حتى لا يستقبلوهم موتى كما هو حال أبوحمدية.
وأظهرت بيانات مؤسسات حقوقية فلسطينية عاملة في ملف الأسرى في سجون الاحتلال، أن أكثر من 1000 أسير فلسطيني يعانون من أمراض متفاوتة، فيما أعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية مؤخرا أن من بينهم 25 أسيرا يعانون مرض السرطان.
وامتدت حالة القلق تلك إلى الأسرى داخل السجون، وحسب التجمع العالمي لكسر القيد تقدمت قيادة الحركة الأسيرة إلى مصلحة السجون الإسرائيلية بمجموعة مطالب دعت إلى تطبيقها بشكل عاجل في مقدمتها تخصيص سيارة إسعاف للمرضى مجهزة بكل اللوازم الطبية، وتغيير ظروف مستشفى الرملة، لتصبح مناسبة لتقديم العلاج اللازم للأسرى، إضافة إلى فحص دوري طبي جدي لجميع الأسرى دون استثناء.
وطالبت الحركة الأسيرة بالإفراج عن المرضى من الحالات المزمنة، والسماح بدخول أطباء من خارج السجون في جميع التخصصات.
وأكد الأسرى، أن هذه المطالب الأولية المتعلقة بالمتابعات الطبية لا رجعة عنها، وأن الحركة الأسيرة ستواصل نضالاتها من أجل انتزاع حقوقها المشروعة.
وأعلن مجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية عن ارتفاع عدد الوفيات بين الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى 207 أسرى بوفاة أبوحمدية "64 عاما" من بينهم 52 توفوا نتيجة الإهمال الطبي داخل السجون وخمسة منهم توفوا خلال العامين الماضيين.
من جانبه، قال مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى فؤاد الخفش، إن الأسرى المرضى في سجون الاحتلال يموتون بشكل بطيء وممنهج، نتيجة استمرار سياسة الإهمال الطبي الممارسة ضدهم.
وأضاف الخفش، أن ردود الأفعال الرسمية والشعبية على الساحة الفلسطينية، تشير إلى أن قضية الأسرى لا تعامل بشكل جاد، وأن التحركات الشعبية يغلب عليها طابع العاطفة وليس الديمومة والرغبة في العمل، لإيجاد حل لإنهاء معاناة هؤلاء الأسرى.