تشكو محافظة مطروح من أزمة فى مياه الشرب منذ قرابة شهر مضى، وهى المرة الأولى التى يعانى فيها السكان من نقص المياه فى فصل الشتاء، ويرجع سبب الأزمة إلى الانقطاع المستمر للتيار الكهربائى فضلا عن تعديات عدد من الأهالى على مصادر وخطوط المياه للمطالبة بأمور فئوية. يقول اللواء شريف فارس، رئيس مجلس إدارة شركة المياه والصرف الصحى بمطروح، إن الأزمة التى ضربت المحافظة بدأت عند سقوط 48 برجا لكهرباء الضغط العالى بشرق مدينة الضبعة، مما تسبب فى انقطاع التيار الكهربى عن المدينة لما يزيد على 48 ساعة، كما تعطلت محطات رفع المياه بالساحل الشمالى، واضطرت الشركة لاستخدام المخزون الاستراتيجى الذى يكفى لمدة 3 أيام فقط.
ويضيف: «فور عودة التيار الكهربى فوجئنا باقتحام 20 شابا من الضبعة لرافع المدينة وعطلوه عن العمل للمطالبة بتعيينهم كأفراد أمن فى الشركة، مما زاد المشكلة تعقيدا، فلم تعد هناك نقطة مياه واحدة فى خزانات المياه الاحتياطية، ولم يعد لدينا أى وارد جديد من المياه، وتمكن وفد من عمد ومشايخ القبائل فى اقناع الشباب بفض اعتصامهم داخل محطة المياه، والسماح بإعادة تشغيل الرافع مرة أخرى».
يتابع رئيس شركة المياه روايته عن أسباب أزمة العطش التى اجتاحت المحافظة، قائلا: «احتدمت الأزمة بسبب انقطاع المياه فى عدد من المناطق السكانية، فضلا عن تزايد حالات تعدى المزارعين على ترعة المصدر بمدينة الحمام، مما أدى إلى انخفاض منسوبها لأقل من 26 سم، وبالتالى توقفت أولى محطات رفع المياه بجنوب مدينة العلمين، إلى جانب تعديات أهالى مدينة الضبعة على خط توصيل المياه ال1000ملى، حيث كسر بعضهم خط المياه الذى يروى ما يقرب من 30 ألف فدان مزروعة بالخضراوات والفاكهة، وهو ما تسبب فى تقلص نصيب مدينة مرسى مطروح إلى 15 ألف م3 من المياه، بدلا من 50 ألف م3 يوميا».
وفى المقابل طالب أهالى مدينة الضبعة، بحسب رواية الشيخ أبوبكر الجرارى، بفتح المياه بشرق وغرب المدينة لتزويد بعض التجمعات والقرى بمياه الشرب، إلى جانب تعيين أبنائهم فى منشآت الشركة وتوصيل خط ال700 مللى، الذى ينقل المياه العكرة لرى حدائق مارينا السياحية إلى مدينة الضبعة، وهددوا بتحطيم خطوط المياه إذا لم تستجب الشركة لمطالبهم.
وتفاقمت الأزمة مع إضراب سائقى سيارات نقل المياه، وتدخلت مديرية أمن مطروح لإنقاذ المواطنين من العطش، حيث أعلن سائقو سيارات نقل المياه بالشركة إضرابهم عن العمل احتجاجا على عقاب أحد زملائهم بعد اتهامه باستغلال أزمة المياه وتقاضى مبالغ مالية لتوصيل المياه، وطالب السائقون بإقالة رئيس الشركة بسبب ما وصفوه بوجود فساد إدارى ومالى، وتسبب الإضراب، بحسب الأهالى، إلى معاناة أبناء المدينة من العطش، واضطر للواء عنانى حسن حمودة، مدير الأمن، إلى الدفع بسيارات المطافئ لتوصيل مياه الشرب للمواطنين لحل الأزمة، فضلا عن تشغيل 10 سيارات زنة 25 طنا تابعة للمحافظة، كانت القوات المسلحة قد تبرعت بها للمساهمة فى حل الأزمات المتكررة.
وفى سياق الأزمة قرر المحافظ احمد الهياتمى تشكيل لجنة من رئيس مجلس مدينة الضبعة وشركة مياه مطروح، وضمت عددا من عمد ومشايخ مدينة الضبعة، للمرور على خط مياه الشرب الرئيسى «ألاف مليمتر» للوقوف على حجم التعديات وإزالتها، إلى جانب تفقد القرى السياحية على طول الخط ومعاينة كل التوصيلات، وإعداد تقارير معاينة لاتخاذ القرارات اللازمة بشأنها، مع تشكيل لجنة من عمد ومشايخ الضبعة لتأمين خط المياه الرئيسى، على أن يكون كل عمدة قرية عن مسافة 5 كم على طول الخط المار بمدينة الضبعة، بهدف وقف كل التعديات والحفاظ على مستوى منسوب المياه داخل الخط، وأكد المحافظ أن تشغيل خط المياه العكرة ال700، الذى يطالب به الأهالى يحتاج إلى ميزانية مالية عالية لا تتوافر حاليا بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التى تشهدها مصر.