«هذا يوم مهم للاقتصاد الإسرائيلى، وفى عيد الفصح نقوم بخطوة مهمة من أجل تحقيق الاستقلالية فى مجال الطاقة»، هكذا علق بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى على بدء ضخ الغاز من حقل تمار، الذى سيجعل إسرائيل، التى كانت تفتقر إلى الطاقة، أحد مصدرى الغاز بحلول نهاية العقد الحالى، حيث يحتوى حقل «تمار» على احتياطات تكفى لتلبية احتياجاتها من الغاز لعدة عقود. «هذه البئر تدخل ضمن أزمة ترسيم الحدود مع مصر، بالإضافة لآبار شمشون وليفياسان»، وفقا لإبراهيم زهران، خبير البترول، الذى كان أحد المطالبين بإعادة ترسيم حدود «المياه الاقتصادية» مع دولتى إسرائيل وقبرص، لأن الترسيم الذى تم فى عهد سامح فهمى كان خاطئا، وفقا لزهران، مما أضاع حقوق مصر فى العديد من آبار الغاز، التى تتحكم فيها إسرائيل وقبرص الآن. كانت مصر قد تحولت فى نهاية العام الماضى إلى دولة مستوردة للغاز لتلبية احتياجات السوق المحلية.
وتعطى الاتفاقيات الدولية الحقوق القصرية للدول فى التنقيب عن البترول، والغاز حتى مسافة 648 كم من الشاطئ، وتسمى هذه المنطقة «الاقتصادية الخالصة»، وفى حالة تصارع دولتين على المنطقة، يكون حق الاستغلال للدولة الأقرب، ويرى زهران وغيره من الخبراء أن مصر أحق من إسرائيل باستغلال هذه المناطق، وفقا للخرائط، فيما تنفى وزارة البترول هذا الحق.
وقال سيلفان شالوم وزير الطاقة والمياه الإسرائيلى «هذا يوم استقلال إسرائيل فى مجال الطاقة»، تعليقا على بدأ إنتاج الحقل الذى يحوى احتياطيا قدره 238 مليار متر مكعب.
وتبعا لزهران، «اتجهت اسرائيل لاستخدام المازوت والفحم فى توليد الطاقة بعد توقف صادرات مصر»، وهو يرى أن الوضع سيختلف الأن «احتياطى هذه البئر بمفردها أكبر من احتياطى مصر كله».
وحتى 2011 كانت إسرائيل تستورد 43% من وارداتها من الغاز الطبيعى من مصر، غير أن خط الأنابيب الذى ينقل الغاز المصرى لكل من إسرائيل والأردن عبر سيناء تعرض مِرارًا لعمليات تخريبية منذ ثورة يناير 2011، مما أدى إلى انقطاع هذه الواردات لفترات طويلة، ثم الانقطاع النهائى فى 2012.
وكان توقف ضخ الغاز من مصر إلى إسرائيل والانتقال إلى استخدام المازوت والفحم، تسبب فى تكوّن عجز مالى فى ميزانية شركة الكهرباء الإسرائيلية بمبلغ 9 مليارات شيكل «وضخ الغاز من تمار سيوفر على البلاد مليار شيكل شهريًّا»، وفقًا لوزير الطاقة الإسرائيلى.
وموقع تمار تم اكتشافه فى 2009، وتتحكم فيه شركة النفط الأمريكية العملاقة نوبل بالاشتراك مع ثلاث شركات إسرائيلية هى ديليك واسرامكو ودور آلون.