انتهت دائرة العقود بمحكمة القضاء الإداري برئاسة المستشار سعيد القصير، نائب رئيس مجلس الدولة وعضوية المستشارين ممدوح عبد الرسول، وجمال عبد ربه نواب رئيس المجلس. من حيثيات حكمها الصادر بسحب 8 قطع أراض بالقاهرةالجديدة، خصصها المهندس إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق لأبنائه "شريف ودينا" وزوجته منى صلاح المنيرى، أثناء توليه الوزارة، وأمرت المحكمة ببطلان وفسخ عقود البيع وإعادة الأراضى للدولة.
وأكدت المحكمة، فى حيثيات حكمها بعد استيفاء مستندات القضية، أن سليمان خصص 4 قطع لنجله شريف بأرض الجولف بالتجمع الخامس، و3 قطع أراض لابنته دينا وقطعة أرض لزوجته منى محمد صلاح المنيرى، بالمخالفة للقانون وبغير وجه حق أثناء توليه الوزارة، حيث إن اللجنة العقارية الرئيسية قد أصدرت قرارًا فى 16 ديسمبر 1998، نص على عدم جواز التخصيص للأسرة الواحدة "الزوج والزوجة والأولاد القصّر" بأكثر من قطعة أرض إسكان واحدة فى المدينة الواحدة.
واستندت المحكمة إلى حكم صادر من محكمة جنايات القاهرة بمعاقبة الوزير الأسبق بالسجن المشدد 3 سنوات وإلزامه بدفع مبلغ 49 مليون جنيه و900 ألف جنيه فى هذه القضية، حيث أكدت محكمة الجنايات على أن سليمان بصفته وزيرًا للإسكان سابقا حصل لنفسه على ربح ومنفعة من وظيفته، وخصص أراضى سكنية بالقاهرةالجديدة لأفراد أسرته لتربيح نفسه وأسرته.
وناشدت المحكمة السلطة التشريعية ضرورة تعديل ضوابط تخصيص أراضى الدولة لتكون وفق معايير تتسم بالشفافية وتكفل تحقيق مبدأ المساواة بين المواطنين، وتحظر على الوزير المعنى وقيادات هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة تخصيص الأراضى والعقارات المبنية بأسمائهم أو بأسماء ذويهم.
وذكرت المحكمة، أنه من غير المعقول لعلاج مشكلة الإسكان التى تطحن ملايين الشباب أن يأتى وزير الإسكان ويخصص لنفسه ولأولاده وزوجته، ومن غير المقبول التخصيص وفق قواعد ومبررات لا علاقة لها بمشكلة الإسكان، وتتم بغير دراية مسبقة قبل اتخاذ القرار.
ففى عام 1998 قررت اللجنة العقارية الرئيسية تخصيص قطعة واحدة للأسرة الواحدة فى المدينة الواحدة، وفى عام 2000 قررت الجمع بين أكثر من قطعة عن طريق التنازل متعللة بحالة السوق العقارى والرغبة فى توسيع قاعدة الاستفادة لأكبر عدد من الأسر، وحقيقة الأمر أن هذا التعديل تحايل على القانون، وفى عام 2002 و2005 و2006 سمحت اللجنة بتخصيص أكثر من قطعة للأسرة الواحدة لحين وضع النظم والقواعد المتبعة فى هذا الشأن ولم تضع أية قواعد موضوعية عادلة، وبالتالى لابد من إعادة النظر فى أمر تلك اللجان والقواعد التى تضمنها لتخصيص أراضى الدولة.