المنتدى الإقتصادي العالمي أو منتدى دافوس - نسبة إلى مدينة دافوس السويسرية حيث أقيم المنتدى لأول مرة - هو عبارة عن منظمة عالمية مستقلة مدرجة كمؤسسة سويسرية غير هادفة للربح. ويحضر اجتماعات المنتدى - التي تقام سنويا ولمدة خمسة أيام - العديد من رجال الأعمال والقادة السياسيون والمنظمات غير الحكومية وعدد من المثقفين من جميع أنحاء العالم. بدأت الفكرة عام 1971 عندما دعا البروفيسور كلاوس شفاب الألماني الأصل 444 مديرا تنفيذيا من شركات أوروبا الغربية ل"ندوة إدارة الأعمال الأوروبية" في مدينة دافوس بسويسرا , وكان الراعي الرسمي هو الاتحاد الأوروبي واتحاد الصناعات الأوروبية. وبعد ذلك أسس شفاب مقر "منتدى إدارة الأعمال الأوروبي" كمؤسسة غير هادفة للربح في جينيف بسويسرا , ودعا شفاب كبار المسئولين في إدارة الأعمال الأوروبيين للالتقاء سنوياً في دافوس لمناقشة تطبيقات إدارة الأعمال العالمية. وعام 1973 بعد انهيار مؤسسة "بريتون وودز" وثورة أسعار البترول ، اتسع نطاق الموضوعات التي يناقشها المنتدي لتشمل جوانب اجتماعية , وتمت دعوة القادة السياسيين لحضور المنتدى أول مرة عام 1974. لكن تغير اسم المنتدى عام 1987 من "منتدى إدارة الأعمال الأوروبي" إلى "المنتدى الإقتصادي العالمي" ليشمل القضايا ذات الاهتمام العالمي مثل الفقر والبيئة والصراعات في مختلف أنحاء العالم ومحاولة إيجاد حلول مناسبة لها. وتوجد شروط للحصول على عضوية المنتدى , وهي أن تكون الشركة الراغبة في العضوية رائدة في مجالها وأن يكون لها تأثير اقتصادي ملموس , كما يمكن لرجال الأعمال الإقليميون الحصول على العضوية. ويجب على كل عضو دفع 42.500 دولار عند الاشتراك ثم دفع 18 ألف دولار سنويا , ويبلغ عدد الأعضاء حوالي 1000 شركة. وبالنسبة لمصادر تمويل المنتدي فتكون من إشتراكات الأعضاء , ورسوم حضور اللقاءات السنوية , بالإضافة إلى إشتراكات الشركات الكبيرة ذات الدور الريادي في المنتدى. وتوجد بعض الاجتماعات الإقليمية التي تعقد سنوياً , حيث تسمح بتقارب أكبر بين الشركات الإقليمية والحكومات المحلية ورجال الأعمال ، ويختلف مكان عقد هذه الاجتماعات من عام إلى آخر حيث تعقد في أفريقيا أو أمريكا اللاتينية أو الشرق الأوسط أو اسيا الشرقية ، ولكن عادة ما تعقد هذه الاجتماعات في الصين أو الهند. ويتبع المنتدي ما يسمى ب"قادة الغد" وتم تأسيسه عام 2005 ، وهو يشمل شباب تحت ال40 عاماً من مختلف أنحاء العالم ومن مختلف المجالات , والهدف من ملتقى "قادة الغد" أن يضع هؤلاء الشباب تصور لما يمكن أن يكون عليه العالم عام 2030. ويتم اختيار أعضاء جدد سنوياُ لملتقى "قادة الغد" ويتوقع أن يصل عددهم إلى 1111 عضو. ومن أهم الإنجازات التي نجح فيها المنتدى هي توقيع تركيا واليونان على إعلان دافوس عام 1988 بعد نجاحهما في تجاوز الخلافات التي حدثت بينهما عقب حرب قبرص , وكذلك اللقاء بين زعيمي ألمانياالشرقيةوالغربية عام 1989 تمهيداً لتوحيد ألمانيا ، كما شهد عام 2003 إنشاء "مجلس الأعمال العربي" التابع للمنتدى وذلك عقب الحرب على العراق ليكون منتدى لتشكيل رخاء ورفاهية الشرق الأوسط. لكن وجهت للمنتدى بعض الإنتقادات بشأن عدد من الجوانب منها إغفال القضايا الإقتصادية الهامة والاهتمام بالأمور الصغيرة , خاصة بعد تزايد مشاركة المؤسسات غير الحكومية والتي ليس لها خبرات اقتصادية كافية , وأنه بدلاً من مناقشة القضايا الإقتصادية بين الخبراء المتخصصين وصناع القرار السياسيين , أصبح المنتدى يهتم أكثر بالقضايا التي تنال اهتمام إعلامي أكبر مثل قضية تغير المناخ والإيدز في أفريقيا.