على الرغم من أن الزعيم الإسلامى حسن الترابى كان أحد مهندسى الانقلاب الذى أتى بالنظام الحالى إلى سدة الحكم فى العام 89، فإن حزب المؤتمر الشعبى الذى يتزعمه، صار الآن أكثر القوى السياسية المعارضة للنظام الحاكم فى السودان. «الشروق» التقت المحبوب عبدالسلام الناطق باسم حزب المؤتمر الشعبى السودانى المعارض أثناء وجوده فى القاهرة، لترتيب زيارة قريبة للشيخ حسن الترابى لمصر. قال عبدالسلام: إن هناك ترتيبات لزيارة يقوم بها الترابى للقاهرة لم يتحدد موعدها بعد، مشيرا إلى أنه لمس عدم رغبة المسئولين المصريين فى إقصاء أى من أطراف المشكلة السودانية المتفاقمة.. «وفى هذا السياق ستتم دعوة رؤساء الأحزاب فى السودان، ومن بينهم الترابى». وعن الدور المصرى فى التعامل مع ملف المصالحة الوطنية السودانية، قال عبدالسلام: إن مصر «على وعى بدورها تجاه السودان لكنها لا تتحرك بمثل ما تحمله من هم تجاه السودان». وعن تحالف الأحزاب السياسية الذى أقيم بدار حزبه قال عبدالسلام: المؤتمر الوطنى يمارس ضغوطا على القوى السياسية السودانية لأنه يريد أن يخرج من محنة المحكمة الجنائية الدولية باعتراف جديد عبر الانتخابات ولكنه يضع نصب عينيه ألا يفقد السلطة أبدا لأنه إذا فقد السلطة سيكون عرضة للمحكمة الجنائية ولغيرها». وأضاف: إذا اجتمعت أحزاب المعارضة ودخلت الانتخابات بقوة موحدة فإن ذلك سيشكل خطرا حقيقيا على حزب المؤتمر الوطنى الحاكم، وإذا قاطعت هذه الاحزاب الانتخابات فإن ذلك سيمثل مشكلة سياسية أيضا بالنسبة للحزب الحاكم، مشيرا إلى أن قرارا بشأن المشاركة فى الانتخابات أو مقاطعاتها لم يتخذ بعد.. «سنجمع أكبر عدد من الأحزاب المعارضة وسنقرر معا إما المشاركة وإما المقاطعة». وعن السيناريوهات البديلة لتفادى مؤامرات المؤتمر الوطنى لإنجاح أهداف التحالف قال عبدالسلام: إن استقرار السودان يتطلب تحقيق التداول السلمى للسلطة والتأسيس لنظام لا مركزى. وأضاف «نحن نرى أن المؤتمر الوطنى (الحاكم) يجب أن يذهب لأنه غير مؤهل لحكم السودان أو لتدوال السلطة. ورأى أن أكبر أخطاء المؤتمر الوطنى أنه لم يبسط الحريات للناس مما جعل الفساد يتفشى فى النظام الذى يمارس السياسة عبر جهاز الأمن، ما أدى إلى تحول المؤتمر الوطنى إلى آلة حكومية بامتياز. وأضاف: نحن لا نريد إقصاء المؤتمر الوطنى من الساحة لكننا ندعوهم لأن يخوضوا معنا انتخابات نزيهة ليس لأننا نريد أن نمارس ترفا ديقراطيا وإنما لإنقاذ بلد على حافة التمزق. واعتبر أن الترابى مازال «مستهدفا» من قبل نظام الخرطوم «بسسب تأثيره على الرأى العام وانتقاداته العلنية لحزب المؤتمر الوطنى الحاكم، مشيرا إلى الاعتقالات المتكررة للترابى خلال الشهور الماضية. وحسب عبدالسلام فإن هناك «تعويقا لتحركات الترابى من قبل حكومة الخرطوم لأنهم يخشون أن يضع الشوك فى طريقهم. واستبعد عبدالسلام حدوث انشقاقات فى صفوف المؤتمر الوطنى بالرغم من الخلافات الداخلية، وأرجع ذلك إلى أن الأغلبية داخل المؤتمر الوطنى تدرك مدى ضعف الحزب الذى ترتبط مصالحها به، وقال: «إنهم أشبه بالمريض الذى يحتمل مرضه ويصمد».