نجح فريق بحثي من معهد بحوث الهندسة الوراثية التابع لمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة، وبالتعاون مع فريق بحثى من جامعة النيل، في مجال المعلوماتية الحيوية بفك شفرة جينوم الجاموس المصري. ويعد ذلك أول مشروع من نوعه في مصر والشرق الأوسط، مما يؤدى الى دخول مصر عصر الجينوم وبداية مرحلة جديدة من الأبحاث المتطورة في مجالات العلوم الحيوية الطبية والزراعية والتكنولوجيا الحيوية.
وأعلنت عن ذلك الدكتورة نادية زخاري، وزيرة البحث العلمي، يوم الأربعاء، مضيفة أن فريقا بحثيا وطنيا برئاسة الدكتورة دينا الخشن انتهى بنجاح من النسخة الاولية لتتابعات جينوم الجاموس المصري، وذلك بتمويل من صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية.
وقالت انه بعد مرور أكثر من عشر سنوات على مشروع الجينوم البشري وبعد إنجاز عدد كبير من مشاريع الجينوم الأخرى خلال هذه الفترة من دول مختلفة تدخل مصر نادى أبحاث الجينوم بمشروع جينوم الجاموس المصري.
من جانبه، أكد الدكتور محمود صقر، المدير التنفيذى لصندوق العلوم والتنمية التكنولوجية، أن هذا الانجاز العلمي يتحقق بشكل كامل في مصر وبتمويل وطني حيث يقدم المشروع نموذجا ناجحا للتعاون بين الجهات البحثية الوطنية لتعظيم الاستفادة من الامكانات المتاحة وتحقيق التكامل فيما بينها.
فيما أكدت الدكتورة دينا الخشن، الباحث الرئيسي للمشروع، أن فك شفرة جينوم الجاموس المصرى هو الخطوة الأولى لفهم المنظومة الحيوية للكائن مما يساهم في إيجاد طرق فعالة لزيادة إنتاج اللحوم ورفع جودتها، وزيادة إدرار اللبن ومعرفة انزيمات فعالة يمكن استخدامها فى زيادة إنتاج الوقود الحيوى من النباتات، وتعظيم الاستفادة من الحيوان ككل.
وأضافت انه تم تحديد النسخة المبدئية لجينوم الجاموس المصري باستخدام تكنولوجيا الجيل الثاني من أجهزة تحديد تتابعات القواعد النيتروجينية والتي تستخدم لأول مرة في مصر، مشيرة الى ان هذه التكنولوجيا تساعد علي إتمام مثل هذه الاهداف البحثية الكبيرة في وقت قصير وبتكلفة قليلة نسبيا إذا ما قورنت بالطرق التقليدية التى استخدمت فى فك شفرة الجينوم البشري.
وأوضحت أن التكنولوجيا الموجودة بمركز البحوث الزراعية تنتج كمية هائلة من البيانات التي تحتاج لاستخدام أجهزة حاسبات متطورة وبرامج تحليل بيانات علي درجة عالية من التعقيد، لافتة الى ان علماء جامعة النيل قاموا بتجهيز البنية التحتية والبرامج اللازمة لتحليل ما تم انتاجه حاليا من بيانات.
وتابعت انه تم الانتهاء من المرحلة الأولى من المشروع؛ حيث تم فك شفرة أجزاء مختلفة من الجينوم تعادل في مجموعها حوالي أكثر من ثلاثين ضعف حجم الجينوم مما يساعد على تجميع خريطة جينومية وترتيب الأجزاء المختلفة في أماكنها الصحيحة، وهي الخطوة التي تتم الآن باستخدام أعقد الطرق الحسابية فى مجال المعلوماتية الحيوية، كما يتم التعرف على ما تحتويه هذه الأجزاء من جينات وعناصر تحكم في المنظومة البيولوجية.