فى الوقت الذى كشف فيه المتحدث الرسمى باسم القوات المسلحة العسكرى العقيد أركان حرب أحمد على، أن عناصر تابعة للقوات المسلحة، تمكنت من ضبط «كميات قماش مموهة وكاكى وزيتى، مطابقة للمستخدمة فى تصنيع ملابس الجيش والشرطة المصرية» داخل أحد الأنفاق الحدودية بين مصر وقطاع غزة؛ أفادت مصادر مطلعة ان تحريات اجهزة سيادية «أكدت أن جهاديين بقطاع غزة كانوا يعتزمون القيام بعمليات إرهابية داخل مصر فى حالة تدهور الأوضاع الأمنية» مشيرة الى أن اجهزة الأمن «كثفت من وجودها للتصدى لهذه العمليات». وكان أحمد على كتب عبر حسابه الشخصى فى موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، أمس، أن «عناصر تابعة للقوات المسلحة، تمكنت من ضبط فتحة نفق بمنطقة الصرصورية الواقعة جنوب العلامة الدولية رقم 4 على الحدود مع غزة وتم العثور داخلها على ملابس رياضية، وأقمشة معدة للتهريب إلى القطاع. وناشد المتحدث العسكرى جموع المواطنين المصريين «توخى الحيطة والحذر، وزيادة الحس الأمنى خلال الفترة المقبلة، تحسباً لإمكانية حدوث حالات انتحال للصفة العسكرية». وقال مصدر عسكرى إن القوات المسلحة لا تنتج الاقمشة المستخدمة فى الزى العسكرى بل يتم انتاجها فى مصانع القطاع العام.
فى الوقت نفسه أكد مصدر عسكرى أن القوات المسلحة «تكثف من وجودها على الحدود البرية والمنافذ الاستراتيجية المهمة، فى ظل توجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة، بضرورة إحكام تأمين الحدود الشرقية ومواجهة اى عمليات تهريب تتم عبر الأنفاق بين مصر وقطاع غزة»، موضحا أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالتعاون مع عناصر الجيش الثانى الميدانى وقوات حرس الحدود، وعناصر الاستطلاع «تستهدف القضاء على الأنفاق من خلال تدمير التربة وإغراقها بالمياه ، حتى لا يتمكن المهربون من استعادة تلك الأنفاق مرة أخرى وإعادة حفرها من جديد ، كما كانوا يفعلون خلال الفترة الماضية»، لافتا الى أن المهندسين العسكريين «تمكنوا من إغراق أكثر من 53 نفقا حتى الان عن طريق الغمر بالمياه».
واضاف المصدر ل«الشروق» أن خطة الهيئة الهندسية «تتمتع بدرجة سرية عالية نظرا للمخاطر التى تتعرض لها عناصرها، والتهديدات التى يتلقونها بين الحين والاخر من جانب المهريبن، الذين يستفيدون من نحو 700 نفق رئيسى بالإضافة الى عدد كبير من الأنفاق الفرعية». وتابع المصدر: «الصورة اصبحت واضحة، واتضح من هو الطرف الثالث الذى اندس فى الاحداث الماضية لقتل المتظاهرين.. الحركات الجهادية الفلسطينية تسعى الى تكريس الانفلات الامنى فى مصر ، والعمل على عدم الاستقرار الامنى».
وفى سياق متصل أكد مصدر أمنى رفيع المستوى فى شمال سيناء ل«الشروق»، أمس، إن تعزيزات أمنية مصرية سيتم الدفع بها قريبا إلى مناطق محاذية للحدود الفاصلة بين مصر وقطاع غزة، وكذلك الحدود الفاصلة مع إسرائيل فى مواقع جنوب رفح.
وأضاف المصدر أن منظومة إغراق الأنفاق تعمل بكفاءة، وأن نتائجها ستتكشف قريبا، موضحا أن سلاح المهندسين المصرى يقوم بأعمال تنفيذ منظومة إغراق الأنفاق بواسطة شبكات مياه تتخلل التربة وتؤدى فى النهاية إلى انهيارها انهيارا بطيئا وليس فجائيا على حد وصف المصدر، مشيرا إلى أن الأمن المصرى ركز طاقاته فى منع تهريب الوقود والغاز إلى قطاع غزة لافتا إلى أن ما يتم ضبطه لا يقارن بالكميات التى تُضخ يوميا عبر الأنفاق إلى القطاع.
على جانب آخر، قال مدير المركز الفلسطينى للدراسات إبراهيم الدراوى إن رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، خالد مشعل «التقى الجمعة الماضى ، بقيادات من جهاز المخابرات المصرية ، قبل زياراته لمكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين أمس الأول بالمركز العام للجماعة بالمقطم».
وأوضح الدراوى أن مشعل «ناقش خلال اجتماعه بقيادات الجهاز، آخر المستجدات بشأن المصالحة الفلسطينية ، قبل زيارة الرئيس الأمريكى باراك اوباما للمنطقة»، مشيرا إلى أن زيارة وفود حماس لمكتب الإرشاد «عادة ما تكون روتينية؛ لأن وفود الحركة تأتى لمصر فى الأساس للجلوس مع المخابرات العامة». وأضاف: «قيادات المخابرات العامة والعسكرية أكدت لقيادات الحركة خلال اللقاء أنه ليس من بين المتهمين الجارى جمع التحريات عنهم شخصيات من حركة حماس»، مضيفا أن من بين ال40 شخصية الواقعين فى دائرة الاشتباه كما صرحت مصادر عسكرية عناصر «تابعين لجهاز الأمن الوقائى الفلسطينى ، الذى كان يترأسه القيادى الفتحاوى السابق محمد دحلان». بدوره قال المتحدث باسم حماس سامى أبوزهرى ل«الشروق» أن جميع الاتصالات بين الحركة والمخابرات «لم يتم فيها توجيه أى اتهام لحماس بشأن مجزرة رفح». وأضاف أبوزهرى أن شقيقه «قتل بسبب التعذيب فى سجون مبارك قبل الثورة، وعلى الرغم من ذلك لم يتم التفكير فى الانتقام»، متسائلا: «هل بعد الثورة نقوم بمثل هذا العمل الجبان الذى قتل خلاله الصائمون».