عشرات السيارات التي لم تتحرك من مواقف الميكروباصات، خلال الأيام الماضية، والمئات مثلها تصطف أمام محطات البنزين لساعات من أجل الحصول على بعض الوقود اللازم لتشغيل السيارات، ظهر هذا المشهد كنتيجة طبيعية لتزايد أزمة السولار التي طالت غالبية محافظات الجمهورية، خاصة مع تصاعد احتجاجات السائقين وقطعهم للطرق، وإجبار أتوبيسات النقل العام للانضمام معهم فى الإضراب واعتراض طريقهم، وإنزال الركاب عنوة، وما نتج عنه من إصابة الشوارع والمحاور الرئيسية في المدن المختلفة بالشلل المروري.
أبدى العديد من المواطنين تذمرهم بسبب تلك الأزمة، وتعطل مصالحهم ليس فقط بسبب نقص السولار وتعطل مئات الميكروباصات ووسائل عن النقل عن العمل، ولكن بسبب ما قام به السائقون من قطع للطرق والمحاور المرورية الهامة في العاصمة وبعض المحافظات.
تقول سالي أحمد "موظفة": "إنها تقدر تلك الأزمة وما يعاينه السائقون من صعوبة في الحصول على الجاز اللازم لتشغيل سيارتهم، ولكن لم يكن هناك داعٍ من قطع الطرق وتعطيل المرور، لأنهم بذلك يزيدون من معاناة المواطنين ومعاناتهم".
كما أبدى محمد سليم "مهندس" الذي يعمل في منطقة التجمع الخامس، تذمره مما قام به بعض السائقين من قطع للطرق، إضافة إلى رفع قيمة الأجرة لضعف المبلغ الذي يدفعه يوميا، واصفا ما قام به السائقون بالبلطجة، واستغلال أزمات الناس وحاجاتهم".
"الحال واقف وبعد ما كنا بنعمل 9 أدوار في الوردية الواحدة، بقى الواحد يروح مبسوط أنه عمل 3 أدوار في اليوم، من يوم ما مسك البلد والحال خراب".. في سياق مختلف، بهذه الكلمات بدأ "مينا تسي" أحد سائقي الميكروباصات بموقف "أحمد حلمي" حديثه لبوابة الشروق، معربا عن غضبه الشديد من نقص السولار وما يعانيه السائقون من عذاب يومي في سبيل الحصول على الوقود لسياراتهم.
مينا الذي يعمل كسائق ميكروباص منذ 6 سنوات على خط الحي العاشر بمدينة نصر، يبرر غضبه قائلاً: "لم نعد قادرين على تمويل سياراتنا في محطات التمويل العادية، أصبحنا نشتري السولار من السوق السوداء بأضعاف ثمنه، والجركن الذي نحصل عليه من محطة البنزين ب22 جنيها، نشتريه من السوق السوداء في الشرابية ب 60 جنيها، وأحيانا أكثر".
ويضيف عبد العال محمود عبد العال، السائق على خط 26 يوليو، "استلم وردية السيارة 8 ساعات يوميا أقف أكثر من 5 ساعات لتمويل السيارة بالسولار، وأعمل ل3 ساعات فقط، أحيانا لا أقدر على تحصيل ثمن البنزين الذي مولت به السيارة".
ويرى عبد العال أن تلك الأزمة مفتعلة لتضييق الظروف على الناس ليكفروا بالثورة وبالتغيير، وأن الحكومة تساعد على ذلك بتجاهلها تلك الأزمات، وعلق على تصريحات وزير التموين، قائلاً: "وزير التموين يتحدث وكأنه لا يعيش في تلك البلد ولا يرى طوابير السيارات التي تمتد لكيلومترات أمام كل محطات البنزين".
تدخل في الحديث "صابر علي" المسئول عن موقف أحمد حلمي قائلاً: "البنزين والسولار يتم تسريبهما من محطات البنزين لبيعهم في السوق السوداء، والحكومة هي المسئولة عن تلك الأزمة، فالحكومة لا توفر الوقود في المحطات، ولا تعمل على مراقبته لعدم تسربيه، ملوحا بالتصعيد والدخول في إضراب عام في حال استمرت الأزمة بهذا الشكل".
وأشار إلى أن المحطات الخاصة التي يملكها أشخاص يمتنعون عن بيع الوقود إلا في الأوقات المتأخرة من الليل حتى يستطيعوا مضاعفة سعره، موضحا أن غالبية السيارات فى الموقف عنده لا تعمل لأكثر من 4 ساعات يوميا بسبب نقص السولار، وبعض السائقين لا يعملون بشكل يومي".
يذكر أن وزير البترول أسامة كمال قد أمر بتعيين سعيد مصطفى رئيسا لشركة مصر للبترول، خلفا لنصر أبو السعود، وأمر أيضا بضخ مليون لتر سولار إضافية في محطات البنزين التي يديرها جهاز الخدمة العامة للقوات المسلحة في محاولة للتغلب على الأزمة التي تفاقمت بشدة في اليومين الماضيين.
وأكد كمال في تصريحات صحفية له "أنه لا نية لدي الوزارة في رفع الدعم عن السولار في مجال السياحة في ضوء سوء أوضاع السياحة في الفترة الأخيرة، لافتا إلى أن الأزمة ستحل في حال حدث هدوء سياسي وانضباط أمني.